20 ديسمبر 2007

الآلهة لا تُخرج أفلاماً مثل هي فوضى


لو صحيح ده مش إله
كنت أول عين يا ناس شافت عيوبه
إنه أعرج إنه أكرت
إنه أهبل إنه داعر
إنه معدوم المشاعر

باختصاااار
لو مكنش إله
أبقى أنا المخدوع وعادي
أبقى أعمى .. أبقى أخطأت المسار

بالعربي :
اترقعت مسمار
---
أنا زعلان .. أوي

10 ديسمبر 2007

يا طير يا حالم في الهوى

كل الجروح ليها دوا
يا طير يا حالم في الهوى
تطوي الجناح على الجراح
تطوي الجناح على اللي راح
واضحك !
ويلا نطير سوا




هوَّ البوست ده المفروض يكون عن ياسمين ؟ ولا عن انتصار شايف إنه بتاعنا كلنا – كل حد كان موجود في السكة وقال ولو كلمة ساهمت في إن حلم يتحقق - ؟؟ ولا عني وعن إحساس لحظي لازم يُخلَّد عشان بعد كده أرجع له وأفتكر كل حاجة خاصة بيه ؟؟؟

لإني ملقتش إجابة عن السؤال السخيف ده قررت إن الكلام هو اللي يرسيني مش أنا اللي أرسيه !

صورة الطفلة اللي فوق دي فضلت لفترة على الديسكتوب بتاعي من غير ما أعرف هي بتاعة مين ، جاتني عن طريق واحد صاحبي بعت لي ملف فيه صور أطفال عشان عارف إني بحب الصور دي وعرفت بعد كده إنها صور أعضاء منتدى إنترنت وهما صغيرين ، كان منهم صورتين حسيت فيهم بإحساسين غير بعض .. الأولى كانت صورة طفل بيضحك أوي ، التانية كانت للطفلة اللي فوق وكانت باسم "دريمنج بيرد" .. مش هحاول أأول نظرة العين لحاجات أنا شايفها في الطفلة دي لما كبرت ، أنا بس هقول إن عوضاً عن إحساس البراءة الواضح في الصورة .. فيه إحساس تاني بالحزن في نظرة العين بس مع كده فيه إرادة أو قرار .. تصميم .. أيًّ كان المسمَّى ..

كل اللي عايشين من البشر من حقهم
يقفوا ويكملوا .. يمشوا ويتكعبلوا
ويتوهوا أو يوصلوا
وإذا كنا مش قادرين نكون زيهم
نتأمل الأحوال ونوزن الأفعال
يمكن إذا صدقنا نمشي في صفهم


يوم 24 توفمبر لما استلمنا نسخ الديوان من الناشر – ياسمين ونورا وأنا – كانت حاجة أبعد من الكلام فعلاً
سيبك من تميز اليوم نفسه على أكتر من مستوى .. سيبك من كلمة يوسف إدريس اللي قلهالي الصبح وشكلت باقي اليوم .. سيبك من إنه عيد ميلاد أحمد .. سيبك من إيميل أمنية وكونه برضه عيد ميلاد أولادها .. سيبك حتى من القمر اللي كان كامل وإحنا التلاتة مع بعض وقد إيه إيدنا كانت مشبَّكَة والتفاصيل الجميلة أوي والبسيطة أوي اللي جمعتنا في اليوم ده ..

تعالى لفكرة إن ( حلم ) من الأحلام اتحقق
فاهم فعلاً أنا بتكلم عن إيه ؟؟
حلم مهم .. بقى حقيقة
الفكرة أبعد من إن كلامها بقى على ورق وأبعد من محاولتها هيَّ فلسفة تميز الأمر في إنها بقت قادرة تكون مع كل حد – وأي حد – وتقوله كلامها دايماً عن طريق وسيلة تواصل زي الكتاب ..
الفكرة أبعد من كده .. الفكرة ببساطة في تحقيق الحلم نفسه
حلمها هيَّ بإن كلامها يطلع للنور .. حلمها اللي أصبح ( حلمنا ) فيها إحنا كمان إن ده يحصل ، أحلامنا كلنا اللي بقى ليها سند حقيقي إننا ( هنوصل ) !

هل أنا كمان بفلسف الأمر ؟؟
لأ دي مش فلسفة أبداً
وقتها حسيت فعلاً بلحظة انتصار إنسانية لينا كلنا .. كلمة ( هنوصل ) اتكتبت بخبوط من نور على صفحة السما الزرقا والقمر كان كامل وشاهد : هنوصل مهما كانت الرحلة صعبة أو مزعجة .. مهما اتكعبلنا أو اتعورنا .. بس هنقوم ونكمل لإن في حاجة أبعد مننا بتحركنا .. حاجة خاصة ببديهية الحياة الكبرى إننا لازم نكمل .. سواء وصلنا أو لأ هنكتشف في آخر الرحلة إننا كنا أجمل ما فيها .. كنا ندى الأحلام اللي بيروي نبات الأيام

بعيداً حتى عن فكرة الوصول والأحلام اللي بتتحقق ، يوم زي ده خلق جوايا نور حقيقي وخلاني أؤمن ببديهياتي – وخزعبلاتي – اللي أنا مصدقها بشكل أكبر
حسيت وقتها إن الحب والخير والمحبة اللي بينا .. مش بس بتحلي الحياة وتهونها .. لكن كمان بتغسلنا من جوا .. بتخلينا قادرين نحب أكتر .. ونسامح أكتر

كان نفسي أكتب عن كل ده في وقته وأدي يوم زي ده حقه ، بس وقتها بعت لأمنية – زي أختي الكبيرة وحد من أقرب الناس ليَّ رغم البعد والسفر والغربة – إيميل حكيت فيه عن تفاصيل مكنتش حتى هحكيها هنا ، ولإن الغاية الأساسية كان تخليد اليوم والإيميل حقق ده .. مكنش فيه داعي أكتب هنا وإن فضل جوايا رغبة الكتابة ..

نرجع لياسمين اللي يومها بعتت عشان تقول إنها حست زي الطفل الصغير اللي بينطق أول كلمة قدام ناس هيسمعوها ويحسوها
وأعتقد إن مفيش تشبيه أجمل من ده يوصف إحساسها ..

ليه منكونش ذكرى في الليلة الجميلة
ليه منكونش غنوة في الرحلة الطويلة
لو نروق هيجينا كل ما اتمنينا
على قد ما حبينا وتعبنا في لبالينا
الفرحة في مشوارنا تاني هتنتادينا


يوم 6 – 12 كانت حفلة التوقيع بتاعة كتاب ياسمين
خدت بالي دلوقتي بس إني مش عملت أي بوست عن حفلة التوقيع أو عن نزول الكتاب أو أي حركة يعني ! .. السخيف إن هي أكيد كانت مستنية ده .. ومجاش !
من الجيد إني ألاقي أسباب – حتى لو بدت غير منطقية – وأقول إني فعلاً كنت مبسوط أكتر من إني أعمل إعلان تقليدي أقولها مبروك يا ياسمين ومش عارف إيه ! ولإن اللي بينا كمان أكبر من ده ، بس حاسس دلوقتي إنه حتى لو كان تقليدي كان المفروض يحصل ..

مش كل حاجة تقليدية بتكون غير قابلة للاستخدام
بدليل إني دلوقتي حالاً هوصف ياسمين يوم حفلة التوقيع وأقول إنها كانت زي "العروسة" رغم إنه تشبيه تقليدي جداً !
بس ياسمين فعلاً كانت زي العروسة .. عروسة النيل زي أول كلمة قلتهالها لما كلمتها بعد الحفلة بالليل ، عروسة نيل رغم التوتر واللخبطة وشعورها إنها كان ممكن تأدي بشكل أحسن .. عروسة نيل لدرجة إني شفت ضرورة ملحة – وإن كانت محصلتش ! - بعد زغرودة سلمى إننا نغني لها الكوبلية التاني من الأغنية "إحنا يا عروسة "صحابك" .. تكتبي نقرا كتابك .. تتعبي بنشيل عذابك .. تؤمري بنكون جوابك .. وإحنا صافيين زيك انتِ .. وانتِ دايماً باقية انتِ .. طاهرة زي الشمس صافية زينا .. يا عروسة النيل يا حتة من السما"
وطبعاً من حقي أغير كلمة شبابك وأشيل "تعيشي يا مصرنا" من الآخر عشان الكوبليه يكون مناسب !

كنت سعيد جداً يومها
قبل ما أروح الحفلة بدقايق كنت بقرا في رواية الساعات لمايكل كانجهام وعلَّمت على جملة شفت إنها بتختصر الرواية – والفيلم اللي اتاخد عنها - .. بس الأهم إننا بتختصرنا ( إحنا ) وكل اللي بنمر بيه :

لو لم يكن حبنا للحياة فلماذا كنا سنناضل لنواصل حياتنا مهما تنازلنا ومهما لحقنا الأذى ؟؟

ولما حضرت حفلة التوقيع ومشيت كان عندي سبب تاني بيخلينا نكمل .. إن الحياة كمان بتحبنا زي ما إحنا بنحبها حتى لو كانت في بعض الأوقات صعبة وسخيفة ومستعصية .. بس قد إيه بتكون كريمة معانا في لحظات صدق وجمال بنعيشها ..

كنت سعيد جداً يومها
جايز عشان كان لازم كلنا نكون مبسوطين بجد !
فرحت عشان فيه ناس كان يهم ياسمين إنهم يحضروا وحضروا فعلاً .. حتى لو بعضهم معرفهمش بس اتبسطت بحضورهم لإنها كانت عايزة ده
فرحت لوجود ناس قريبين مني وبحبهم جداً جنبي في يوم زي ده بناءً على دعوة من ياسمين ويمكن كان أهمهم بالنسبة لي حضور والدتي وإكرام – والدتي التانية تقريباً – رغم مشغوليتهم بس رفضوا يعتذروا عشان وعدوا ياسمين إنهم جايين ..
فرحت جداً إني كسبت رهاني معاها – وإن كنت لسه محكمتش عليها بجزاء - وباباها ومامتها وإخواتها حضروا حفلة التوقيع بفرحة قد فرحتنا كلنا لإن دي لحظة ( فخر ) وانتصار ليهم قبل أي حد ، إنك تقف كده قدام مرايتك وتقول إن عمرك اللي فات واللي جاي مضعش وكانت أهم نتاج ليه بنتك اللي انتَ شايفها بتحقق نجاح حقيقي كل الناس دي بتشاركها فيه وجايين عشانه ، نظرات باباها وفرحة مامتها اللي مبطلتش تصوير وإحساسها هي إنهم جنبها – حتى لو ادعت غير ذلك ! – كانت من أميز ما في اليوم .. حاجات بتخليني أبتسم وأقول : رائع !

بس جايز أكتر حاجة فرحتني فعلاً – زي ما قلت لنورا يومها – إني أشوف كل الناس الموجودة دي وفي عينهم كل الحب ده ناحية حد بحبه .. ده أكتر شيء ساحر في اليوم

لما كلمت ياسمين بعد الحفلة سألتها تفتكري حتحور كانت واقفة فين ؟!
أعتقد إن حتحور يومها كانت ورا كل واحد فينا .. جايز جواه

سيب اللي يكره يكره وانتَ احلم ببكرة
مع إنه لسه مجاش !
مهما تحاصرك همومك ويلومك إيه يلومك
لأ متعشهاش بلاش
لسه الورود بتشق براعيمها
والفرحة بتلاعب نسايمها
ونخاف من بكرة ليه مين عارف بكرة إيه ؟؟


الطفلة اللي حطيت صورتها على كمبيوتري قبل ما أعرفها كبرت !
بس نظرة العين فضلت واحدة
اللي حصل بس إن كل حاجة كبرت معاها .. أحلامها .. اصرارها .. حزنها .. خوفها .. أخطاءها وخطاياها ..
بس اللي أنا مؤمن بيه إن روحها اللي جوا لسه زي ما هيَّ .. زي نظرة العين بالظبط

****

وأنا بكتب البوست ده ياسمين مش في الموود اللي خلقه اليوم
أنا كمان مش في نفس الحالة اللي حكيت عنها في كل الرغي اللي فوق ده

وكويس إني أكتب عن اليوم في حالة غير اللي خلقها جوانا عشان فيه حاجة مهمة كنت عايز أعملها وأقولها وأنا بكتب عنه ولو موصلتش فممكن أقولها هنا بشكل مباشر :

إن أيام زي دي بالنسبة لكل اللي بتعنيهم مش مجرد فرح لحظي ممكن نتخطاه بسهولة في لعبة الحياة ، هي أيام بتخلق إيمان جوانا .. إننا ممكن نتعب ونتكعبل ونقع بس بنرتكن دايماً على الساعات المميزة دي .. اللي بتفضل ذكريات منوَّرة جوانا .. ذكريات تقوينا .. تسندنا .. تلونلنا حياتنا باللون الأخضر .. دايماً

****

هحكيلكم حكاية حكيتها لياسمين قبل كده ولسه قايلها لنورا تاني من يومين :

ذات مرَّة .. قابلتُ ساحرةً مِن ساحراتِ القُرُونِ الوسطى .. كانت الليلة هيَ الرابعةِ عشر في الشهرِ العربي .. ونور القمر الكامل لا يكفي لإضاءة أزهار الروح المُعتمة ، وقتها جاءت بكاملِ بهاءها وفي كل لحظة كانت تضيء بعصاها السحرية رُكنَاً من أركانِ العالم ، لو لم أكن أُدرك أسطورية ما أنا فيه لظننت نفسي في أسطورة ! ، ذَهَبَت مع ذهاب القمر بعد أن تركته دائماً في الطريق وحينما أخبرتها " من أينَ أتيتي بكل ذلكَ السحرِ ؟!" أخبرتني بابتسامة الساحرات "لم أَتي بشيئاً : الفكرة يا محمَّد مش في السحر .. السحر موجود دايماً ، الفكرة في اللي بيتذوقوا السحر" .. وقبل حُلكة الليل شديدة العتمة التي تسبق شروق الشمسِ المنذرة بيومٍ جديد .. وحلمٌ جديد أتى صوتها مُدَوَّياً وكإنه قادماً من روحِ العالم : "إحنا السحر الموجود في الدُّنيا"

إحنا السحر الموجود في الدنيا يا ياسمين
صحيح إن ساعات نتوه في العاتمة وساعات نتوه في النور
بس طول ما إحنا موجودين .. إيمانا بينا – وبالتالي بالسحر وبالحياة نفسها – لازم يكون موجود رغم كل الجروح
جايز عشان ببساطة :

كل الجروح ليها دوا يا طير يا حالم في الهوى


واضحك
ويلا نطير سوا

من أول لمسة



رسيني

على أول مرسى


--

الصورة للفنانة الكبيرة جداً نورا
ملطوشة من غير إذن :)

21 نوفمبر 2007

لــــب الخيــــال

"طريقُ الرجل الطيَّب محاصر من جميع الجهات بظلمِ واستبدادِ الرجل الشرير ، باسم المحبة والخير والإرادة الحسنة .. سأرعى الضعيف في وادي الظلمات"

اكتشفتُ بدهشة – وكأنني أعرف للمرة الأولى – أن كل قصة يمكن أن تروى بأشكالٍ مختلفة .. تقلبها رأساً على عقب !

يعرف هؤلاء الذين يقع مكان سكنهم .. عملهم .. أو سكن أحد أقربائهم بين إمبابة والجيزة هذا الميني باس الشهير الذي يصل بين المنطقتين ، أسكنُ أنا في المنتصف تقريباً .. عند تلك المنطقة التي يرمز لها بميدان لبنان ..

بالأمسِ كنتُ ذاهباً إلى صديقٍ لي في الجيزة .. وكاختيار بديهي ركبتُ أحد هذه الميني باصات ..

في فترة الظهيرة .. من الجيد أن تجد مكان تطأ فيه قدمك عوضاً عن طموحك المشروع بالجلوس ، ركبتُ أحدهم .. وقفتُ في بداية العربة ممسكاً كالعادة بالميدالية .. الموبايل .. كيس المناديل ، عند أرض اللواء ينزل العديدين ويركب آخرين .. يتبدلون ومع ذلك تبقى نفس الملامح والوجوه ، في ثواني أصبح هناك العديد من الكراسي الفارغة في مؤخرة العربة .. في ثواني ستمتلئ ، لذلك فقد اتخذتُ خطواتاً متعجلة للجلوس في كرسي مفضل في آخرها بعيداً عن مناوشات المقدمة المعتادة على فراغات تكفي لوضع قدمين – و ربما واحدة - ..

لا أعرف تحديداً ماذا حدث .. فقط أثناء مروري كان هناك سيدة عجوز تجلس على كرسي الخارجي .. بيدها كيس كبير به "رقاق" نصفه بالطرقة والنصف الآخر تضعه على قدميها .. بدا أن هناك مسافة كافية لمروري دون الاحتكاك بكيس الرقاق هذا .. إلا أنها صرخت بضجر :
- حاسب حاسب هتكسره هتكسره
- ما هو ...
- طب عدَّي بقى .. عدَّي

نطقت الجملة الأخيرة بتأفف واضح .. ربما مهين كذلك ، شعرتُ بتلك الصفة الأخيرة - بعد مروري وجلوسي بهدوء ودون رد - من خلال تلك الحسناء التي تجلس أمامي والتي رمقتني بطرفِ عينيها بإشارة بدت تنمُ عن شيء من قبيل : انتَ مش هترد عليها بروح أمها ؟؟!

ابتلعتُ الغضب بداخلي وحولت نظراتي بين الخارج حيناً وبين السيدة العجوز حيناً آخر .. لم أدقق النظر كثيراً في ملامحها فجميعهم يملكون نفس الملامح المُرهَقَة التي حفر الزمن لنفسه مملكتاً فيها .. نفس الأشكال بالفعل .. حتى بحبات العرق الدقيق التي تبرز على الوجه أيًّ كان الجو – صيفاً كان أو شتاء - .. والطرحة السوداء الرخيصة الموضوعة بغير عناية ولا اكتراث بما تخفيه – وما تظهره – من شعر .. والجلباب – الأسود دائماً - المُبَقَّع المثقوب من أسفل ويظهر تحته جلباباً أحمر اللون لا يقل رخصاً ولكنه يتكاتف مع أخيه لحمابتها من برد الشتاء .. تمسك كيس الرقاق هذا باصرار طفل يرضع في ثدي والدته بعد جوع ..

لم يكن الاهتمام بتلك التفاصيل منبعه النية المسبقة لما أكتبه الآن .. إطلاقاً ، فهذا لم يدر بذهني فالأمر حتى الآن عادي جداً .. نمر به جميعاً ولا يثير الاهتمام ..
لكن منبع الاهتمام بدأ من محاولة الوصول لأن ما فعلته كان الصواب .. وأنه – وإن كان كوَّن بعض الغضب – التصرف المناسب والسليم في حالة مثل تلك ، أنها ببساطة من هؤلاء الذين نسميهم ( شلق ) ونتحدث عنها على القهاوي بابتسامة عريضة باعتبارهم ( عالم ولاد كلب ) ، ما الذي يدخلني معها في صراع فارغ ؟؟ .. بل أن تصرفي يملك بعداً يجعل مني المؤدب الهادئ الذي اختار عدم الرد على امرأة في سن جدته برغم قلة زوقها ..

برغم الغضب .. فإنَّ مشاهدة الأمر بتلك الصورة كان مرضياً إلى حدًّ بعيد ..

إلاَّ أن شيء ما تحرك داخلي يليق بمن قرأ روايتي فيكتور هوجو "البؤساء وأحدب نوتردام" في سن الثالثة عشر وأعادهما منذ عدة أسابيع خارجاً بقناعة أن كل منا لديه منطلق واضح فيما يفعله .. لديه خير حقيقي بداخله حتى لو توارى وراء قناعات ترابية من العنف والشر والأنانية والقبح ..

حاولت جعل الأمر أكثر عمقاً من تلك السذاجة التي طرحتها بالأعلى :

بالنسبةِ لي : كان هناك مسافة كافية لمروري دون إحداث أي كسر بكيس الرقاق مما يجعل تصرف العجوز غير مهذب على الإطلاق .. ويجعلها – منطقياً – "ست شلق" ..

بالنسبة لها : فالأمر مختلف تماماً ، فما أنا إلا "شاب سيس" من هؤلاء الذين تراهم كثيراً .. لا يعلمون أي شيء عن قسوة الحياة ، يكتفي الواحد منهم بكونه يمسك تليفوناً أحضره البابا .. ومناديل يجففُ بها عرقه الثمين متأففاً من أمثالها من الذين تسبقهم رائحتهم ولا يمنعها مُذيل عرق مميز كذلك الذي يستخدمه ..

بالنسبة لي : كان المرور غاية .. المسافة كافية .. وحدوث خطأ ما يؤدي إلى كسر الرقاق ليسَ بذات الأهمية ويمكن محوه باعتذار مبتسم ..

بالنسبة لها : فحماية الرقاق هي الغاية الأهم .. الغاية الأسمى التي تعلو حتى على مشاعر أفندي لطيف مثلي – هكذا كنتُ سأوصف في مشهد مثل هذا برواية ليحيى حقي أوطه حسين ! - ، وحدوث خطأ ما يعني ضياع قوت يوم كامل .. أتدري ؟؟ يوم كامل قد يكفله هذا الكيس ، ولا معنى لهراء الاعتذار المبتسم هنا .. فالأمر أكثر جدية ، فعلى ماذا ستخاف وتصبح شرسه إذا لم تخف على طعامها وطعام أولادها من شخص لا يدرك شيء من كل هذا ؟؟

كان من الممكن أن ينتهي الأمر هنا أيضاً برؤيتي منطلقات كل منا ..

إلا أن هذا غيرُ مرضي !

فقد خرجت هي بالرقاق سليم .. ومع ذلك فقد خلفت لي الغضب وربما الإهانة ..

شعرتُ حينها بأن الأمر غير عادل
وحاولت إعادة تشكيل المشهد بأشكالٍ أخرى متاحة

"طريقُ الرجل الطيَّب محاصر من جميع الجهات بظلمِ واستبدادِ الرجل الشرير ، باسم المحبة والخير والإرادة الحسنة .. سأرعى الضعيف في وادي الظلمات"


1


تبعاً لنظرية يبدو أن رامز الشرقاوي مقتنعاً بها فإن مأساة البشر الحقيقية تنبع من كونهم "أولاد كلب" ، وإذا هوهوت الكلاب .. فعلينا الابتعاد دون تناطح ..

- حاسب حاسب هتكسره هتكسره
- ما هو ...
- طب عدَّي بقى .. عدَّي

لأكن أنا الرجل الطيب .. وهي الرجل الشرير .. وهدوءي وتصرفي بحنكة هو الراعي الذي يحميني في الوادي ..

أمر في تلك الحالة بهدوء وسلام نفسي مقتنعاً تماماً بأن هذا هو الصواب وأن حقي لابد أن يعود عن طريق رجل أشر سيقابلها في الوادي .. مبتسماً لأنني قد مررت بسلام وأن الراعي لم يخذلني

2

تبعاً لنظرية يبدو أن رامز الشرقاوي مقتنعاً بها فإن مأساة البشر الحقيقية تنبع من كونهم "أولاد كلب" ، وإذا هوهوت الكلاب .. فليسَ على الذئابِ حرج

- حاسب حاسب هتكسره هتكسره
- ما هو ...
- طب عدَّي بقى .. عدَّي

لتكن هي الرجل الطيب .. وأنا الرجل الشرير ..

- جرى إيه يا ست انتِ ما تحترمي نفسك وتتكلمي عدل ، انتِ حد دسلك على طرف
- كنت هتكسر الرقاق يا ***
- تصدقي إنك **** ، رقاق إيه وزفت إيه ، آدي الرقاق اللي خايفة عليه يمكن تتربي

وأهشم بساعدي كيس الرقاق كما يليقُ تماماً برجل شرير ..

وليكن الناس في تلك الحالة هم الراعي لها في الوادي من الأشرار مثلي

يتدخل ركاب العربة الذين لم يرضهم أن أقوم بسب عجوز في سنَّ جدتي وأكسر رقاقها .. ولكن نظراً لعلامات الشر والصياعة التي بدت على وجهي لم يجرؤ أيًّ منهم على الاحتكاك بي ، فقط قاموا بمواساة المرأة ومسح دموعها .. وأمام قسمي الواضح بعدم دفع أي مال لها كتعويض لما تعرضت له من أذية .. وأمام تقطع جملها اللاهثة " لازم ابن الكلب ده يديني فلوس الزفت اللي كسره ، دي مش عشاني يا ناس دي عشان العيال اللي مستنيين في البيت لقمة يتسمموها ، إن شالله يا رب تخدني وتريحني من العيشة الزفت والقرف اللي إحنا فيه ده" ، لم يجدوا بديلاً عن التجميع من بعضهم البعض لإعطائها أي شيء وجعلها تترك العربة حتى لا تستمر المشادة .. وهو ما حدث بالفعل ..

تركت العجوز العربة تسبقها دموعها وقولها المسموع "حسبي الله ونعم الوكيل" ، وجلستُ أنا بجانب الحسناء وعلى ملامحي نشوة الانتصار .. نظرتُ لها بطرف عيني مطلقاً بصوت واضح "عالم ولاد كلب لازم ياخدوا بالجزمة" .. وهو ما أكدته بهز رأسها لأسفل ولأعلى ، مما جعل الأمر برمته مقدمة لبدءِ حديث لم يسعفني خيالي في التفكير إلى أين سينتهي ؟! .. فكر أنتَ !

تصرفت السيدة بما يليق ( برجلٍ طيب ) .. وتصرفتُ أنا كما يليق – تماماً – بالرجل الشرير .. وكانت الانفعالات المحيطة جميعها هي الراعي كما يجب أن يكون ..

****

إلاَّ أنني لم أرضَ أبداً عن كلا الرؤيتين !

****

3

تبعاً لنظرية يبدو أن رامز الشرقاوي مقتنعاً بها فإن مأساة البشر الحقيقة تنبع من كونهم "أولاد كلب" ، وهذا هراء لا أقتنع به على الإطلاق – كما يليق بشخص عرف بؤساء فيكتور هوجو وأحدبه في الثالثة عشر من عمره ! -

- حاسب حاسب هتكسره هتكسره
- ما هو ...
- طب عدَّي بقى .. عدَّي

لأكن أنا وهي .. هؤلاء الجالسين في العربة والسائرين خارجها .. أنا وأنتم .. كل من يمكن له أن ينضم تحت كلمة ( نحن ) .. نحنُ الرجل الطيب .. والدنيا هي هذا الوادي .. والأقدار التي تخلق بيننا أحياناً صدف غير منطقية أو تشكل بداخلنا إثم نريد تحقيقه .. هي الرجل الشرير .. ولتكن المحبة هي الراعي لنا


- أنا آسف يا ستي مكنش قصدي
- ولا يهمك يا ابني

أبتسم .. تبتسم .. وتبدو الابتسامتين من أجمل وأصدق ما صادفتُ في يومي
لا تصبح لي في تلك الحالة جزء من ملامح مزعجة ومتشابهة .. بل كياناً إنسانياً شَكَّلتُ في لحظة خطراً على قوته فتعامل بعنف .. وفي اللحظة التي تليها أشعرته بإنسانيته – وربما إنسانيتي – فتعامل بلين !

بدا الأمر رائعاً حقاً
به بعض السذاجة .. ولكن من قال أننا لسنا بحاجة ملحة لأن نتصالح مع كل سذاجاتنا التي تجعلنا أكثر إنسانية ؟؟

****

خرجتُ من كل تلك الأفكار على صوت السيدة العجوز تشتم السائق ويردُّ عليها بالمثل لأنها طلبت منه أن يهدء سرعة العربة كي تنزل بحمولتها ولكنه تعجل فكادت تسقط ويتهشم قوتها ..

بدا ليَ الأمر في تلك اللحظة مثيراً للشفقة .. لها وله ، ماذا لو ابتسم أحدهما لثانية واعتذر ببساطة ؟ ماذا لو ساعدها أحد الركاب في إنزال كيس الرقاق للأسفل ؟ ماذا لو تمهل السائق نفسه لثواني تتيح لها النزول بأريحية ؟ وماذا لو لم ترفع صوتها عليها وتشتمه ؟؟

بدا ليَ كذلك أن أدعي وقتها ادعاءً – ربما غير سليم – وهو أن كل ما نقرأه من كتب .. نشاهده من أفلام .. نسمعه من موسيقى ، أن كل تفاعلتنا مع العالم الخارجي مع اتساعها تصب جميعها في مصبٍ واحد : أن تجعلنا أكثر بشرية !

تابعتُ السيدة بنظري .. بدت ملامحها ساخطة ولاعنة للكثير من الأشياء التي صادفتها في رحلتها اليومية ، في الأغلب كنتُ من ضمن تلك الأشياء ، ومع ذلك ودتُّ لو استطعت الاعتذار إليها والتأكيد على أن المسافة كانت كافية للمرور دون أي خطر على الرقاق !

إلا أنها غابت عن نظري بعد تحرك العربة سريعاً مع صراخ التابع "جيزة جيزة جيزة"

17 نوفمبر 2007

Martin Scorsese's The Big Shave - 1967





عام 1967 قدم المخرج الناشيء مارتن سكورسيزي عملاً قصيراً في خمس دقائق ونصف يسمى ذا بيج شاف لم ينتشر على مستوى واسع وقتها .. وحتى أمس فقط لم أكن قد شاهدته أو سمعت عنه .. لولا صديق عزيز أشار عليَّ به أثناء حديث متسع عن سينما مارتن سكورسيزي ومشروعه عن أمريكا ..

إعجابي بهذا العمل - انبهاري بمعنى أصح - تجاوز بالفعل الجانب الفني والتقني به والذي رأيت به الشرارة الأولى لبعض من الأساليب التي رسخها سكورسيزي في سينماه بعد ذلك - شاهد هذا الولاء الجم للتفاصيل البسيطة الموجودة في مشهد وديكور واحد لا يوجد به شيء يثير العين تقريباً إلا أن سكورسيزي يعطيه منحنى مختلف تماماً .. شاهد زاوية التصوير التي قدم بها أول لقطات العمل وتذكر كم مرة شاهدتها في شوارع وضيعة أو تاكسي درايفر أو الثور الهائج أو الطيار .. شاهد أسلوب القطع على متناثرات الحمام في بداية هذا العمل ومثيله تماماً في المشهد الأخير من الثور الهائج لكن على غرفة لاموتا هذه المرة .. شاهد طريقة التقاط الكاميرا للرجل بأكثر من موضوع ومثيلها في الطيار بمشاهد الحمام تحديداً .. شاهد حتى اضطراب المشهد ككل اللي بيفكرنا تلقائياً بمشهد "أتتحدث إلي" في تاكسي درايفر " - وبالرغم من عظيمة كل هذا إلا أن ما بهرني أبعد من ذلك ..

العمل بسيط للغاية .. ولكنه يقدم رؤية مبدئية ومبسطة لأمريكا من وجهه نظر سكورسيزي .. نفس تلك الرؤية التي رسخها بعد ذلك على مدار أربع عقود بعدة أفلام تستحق بلا أي مبالغة كلمة ( تحف ) ..
صدور الفيلم بعد الحرب الأمريكية على فيتنام لا يجعله فقط منوطاً بذلك ، هو مرتبط بأمريكا كل وقت وعقد .. هل هناك فرق لو قدم هذا العمل نفسه بعد حرب الخليخ أو حرب العراق أو أفغانستان ؟؟ ، الأمر واحد : في ذروة هذا التجمل الذي تتجمله أمريكا أمام العالم .. أو في ذروة رغبتها في أن تجعل كل شيء متكاملاً كما تبغاه تقوم ( بتجريح ) نفسها وتجريع العالم كذلك بالكثير والكثير من الدماء والعنف والحروب والدمار .. مع وجود آلية إعلامية - مياة الحوض - تقوم بتغطية تلك الدماء ولكن الأمر يزداد عن الحد ويتطور مع الوقت حتى تعجز الأدوات الإعلامية تلك/مياة الحوض في السيطرة على الوضع ، تغرق الدماء الأرضية وبقية الحوض .. وجه الرجل/أمريكا .. وكامل جسده ، وهو في كل ذلك لا يشعر أبداً بشيء خارق قد اقترفه في حق نفسه أو في حق الإنسانية بشكل عام .. فالأمر مجرد حلاقة ذقن تجميلية ولكنها مبالغة بعض الشيء !!

تلك الرؤية - العبقرية في نظري - التي قدمها الشاب ذو الخامسة والعشرون عاماً في ذلك الوقت مارتن سكورسيزي ، هي نفسها التي طبعت كافة أفلام المسيرة .. وكونت بدورها رؤية متسعة لما يوضع تحت عنوان عريض :


America Was Born In The Streets*



باختصار شديد :

لقد بدأ المشروع


أبكر كثيراً مما توقعت !!

---

ملحوظة 1 : حينما شاهدت هذا العمل بالأمس وانتويت طرحه بالمدونة لم ألحظ أن اليوم - 17 نوفمبر - وهو عيد الميلاد الخامس والستين لمارتن سكورسيزي .. كل سنة وانتَ طيب يا مارتي :)

ملحوظة 2 : الفيلم قد يكون عنيف بالنسبة للبعض لاحتواءه على الكثير من مشاهد الدماء .. بس بلاش دلع والنبي عشان الفيلم جميل :)

ملحوظة 3 : شكر واسع بطول الطريق الواصل بين مصر وإسكندرية للأخوين جودة - أحمد ومحمود - فلولاهما لم أكن قد شاهدت العمل بعد .. بل أن جزء من تحليلي الشخصي للعمل نتج عن نقاش معهم عنه .. شكراً يا رجالة :)

---

* The Gangs of New York Tagline

12 نوفمبر 2007

We'll always have this moment

Sometimes there's so much beauty in the world
I feel like I can't take it
like my heart's going to cave in


.
.
.

يا راميني بسحر عنيك الاتنين ما تقولي واخدني ورايح فين
؟!

10 نوفمبر 2007

اسماعيلاوي ارتدى زي النادي الأهلي

على عكس كتير من أبناء جيلي - والأجيال السابقة ! - أعتقد إن انتماءي الكروي جه متأخر شوية

في مرحلة مبدئية من حياتك قد تتواءم مع بداية نطقك للكلام بيكون عليك الاختيار بين إنك تكون أهلاوي أو زملكاوي .. ولإني أزعم محاولتي دائماً الانتماء للفطرة الخيرة - البعد عن الفطرة الشريرة كمعنى أدق - قررت ببديهية الخيرين إني مش هشجع الأهلي ، وكاستدلال منطقي - وإن كان غير محدد من ناحيتي - لقيت نفسي بشجع الزمالك على طريقة "الزمالك كسب .. طب فل ، الزمالك خسر .. طيَّب !" - والأخيرة هي المستخدمة غالباً - بشكل عام الزمالك مكنش بيفرق معايا بأي شكل لكن كان دايماً في دافع خفي بيفرحني لما الأهلي يخسر في الدوري المحلَّي تحديداً .. ربما لأن ذلك وسيلة لأن تشمت في أغلب أصدقائك اللي مطعين عين أهلك على طريقة "خدتوا ستة رايح .. خدتوا أربعة جاي" .. ومع ذلك لا أخفي اعجابي بالكرة اللي كان بيقدمها الأهلي في بعض الأوقات - 2005 تحديداً - عن طريق أبو تريكة وبركات ومتعب بشكل متفاهم جداً بيظهر جماليات الكرة بشكل كبير وهو أكتر شيء بحبه في اللعبة حتى لو عن طريق فريق مش بحبه .. ولا أخفي أيضاً حبي الغريب لمحمد أبو تريكة وابتسامته ! وأعتقد - بصرف النظر عن خطيئة انتماءه للأحمر - هو أكتر لاعب كرة حبيته في حياتي .. بدءً من قيادته لفريقه .. ووصولاً لابتسامته الساحرة .. مروراً بهدوءه وأخلاقياته وتديُّنه .. مهاراته الكروية المميزة .. وروحه الرهيبة في الملعب أيًّ كان الفريق اللي بيلعب له سواء الترسانة أو الأهلي أو المنتخب ..

المهم عن طريق حكاية مملة هبقى أحكيها بعدين وصلت لإن الإسماعيلي بيلعب أحسن كرة في مصر .. كرة مهارية وسريعة بتشكل بالنسبة لي النموذج المصري الأقرب لمعنى كرة القدم القايمة على إنك ( تلعب ) مش بس إنك ( تكسب ) ، ومع المتابعة المستمرة من يناير 2006 حتى سبتمبر من نفس السنة .. فهمت يعني إيه تنتمي لفريق، اللي هو تفرح بجد لما يكسب .. تزعل لما يخسر أو يتعادل .. تطنطط لما يجيب جون .. وتفضل على أعصابك وانتَ بتتفرج على ماتشه ..

كل اللي فات يبدو مقدمة جيدة عشان أتكلم عن ماتش الأهلي والنجم الساحلي اللي اتلعب إمبارح على استاد القاهرة وخسره الأهلي 3-1 وخسر معاه الاحتفاظ باللقب الأفريقي

الكُرْة غير المحدود اللي بتكنه محافظات القناة للأهلي واللي ظهر ليَّ عن طريق رابطة مشجعي النادي الإسماعيلي اللي أنا منتمي ليهم على النت - حتى أننا لا نتحدث عنهم سوى بالحُمر ولا أعرف لماذا ! - مكنش مبرر بالنسبة لي عشان أكون ضد الأهلي إمبارح أو حتى قبل كده في أيًّ من مباريات البطولة

أزعم بالفعل إني إسماعيلاوي مُتعصب - رغم عدم انتماءي لمحافظة الإسماعيلية - ومع ذلك أعتقد إني كنت حزين لخسارة الأهلي أكتر من حزني لخسارة أي بطولة تانية أفتكرها على المدى القريب !

كنت قبل الماتش ده وفي ماتش سوسة في الذهاب وفي كل ماتشات البطولة بشجَّع الأهلي .. بس كنت معتقد إني هشارك في الفرح بس ولو لا قدر الله حصل حاجة والأهلي خسر مش هزعل - زي ما حصل في ماتش الهلال مثلاً - و هواسي أصحابي بكلمتين وخلاص ، بس اللي حصل إني مضايق بجد ولحد دلوقتي .. مش فاهم ليه !
بس حاسس فعلاً إني خسرت حاجة قيَّمَة بعد ما بقت تقريباً في إيدي
حاسس إني زعلان على الناس وعلى اللعيبة بجد

مش عارف الموضوع ليه علاقة بانتماء لبلد وإن الأهلي بيلعب باسم مصر ولا لأ

بس اللي أعرفه إني كنت مبسوط أوي من إحساسي على القهوة وإحنا متجمعين وبنشجع الأهلي بحماس ومع كل كرة نقوم نقف .. ومع كل غلطة تحكيمية نشتم الحكم بشتايم قبيحة .. ومع جون الأهلي حضنت واحد معرفوش ! ، كان نفسي فعلاً أفرح مع الناس دي بالكاس ونكوَّن مع بعض لحظة مش هتتنسي .. وكان نفسي الخمسين ألف اللي راحوا الاستاد ودفعوا من جيوبهم مبالغ تذاكر مستفزة واستحملوا الشمس والضرب والبهدلة والعطلة في الاستاد أكتر من ساعتين بعد الماتش لحد ما الزعيم يروَّح بيته وياكل رز مع الملايكة .. يفرحوا هما كمان بحاجة من الحاجات القليلة اللي بترسم بسمة على شفايفهم !

استفزيت أوي من فرحة الزملكاوية بفوز النجم !
ومش موافق على فرحة بورسعيد والإسماعيلية وإن كنت متفهم تماماً أسبابها ودوافعها - التفهم لا يعني الموافقة بالتأكيد -

عموماً
الأهلي لعب ماتش كبير .. كل اللاعيبة تقريباً أدت المطلوب منها .. ولحد طرد النحاس كان المباراة في إيدنا .. وحتى بعدها كان ممكن ده يحصل ، بس هي دي الكورة ! ..

أنا مش جيَّد أوي في المواقف الوطنية اللي بتأثر الألباب !
بس باعتباري مضايق زيكم بالظبط .. ويمكن - بقول يمكن - أكتر
عايز أقول هارد لك ( لينا ) فعلاً .. معلش لعلاء وعبد الرحمن وحسين ويوسف وأيمن وياسر اللي شافوا الماتش معايا النهاردة واتنكدنا سوا .. معلش لياسمين وياسمين ومصطفى ورامز وشيرين وسلمى وبسمة وفؤاد وشريف ورامي اللي رغم انتماءهم للزمالك بس أكيد برضه كانوا زعلانين - محدش يكسفني يا عيال ويقول لأ ! - .. معلش لخمسين ألف متفرج كانوا في الملعب ودفع كل واحد منهم ميتين جنية عشان نفسه يفرح .. ومعلش لأكتر من تلاتين أو أربعين مليون اتجمعوا إمبارح على تشجيع الأهلي بجد .. معلش لتصرفات ملهاش لازمة صدرت من جماهير مُتَعصَبة - منهم جماهير الإسماعيلي - بتحب فرقها غلط .. معلش لأربعتاشر لاعب لعبوا النهاردة محدش فيهم قصر في حق الناس ..

هارد لك ( لينا ) فعلاً !

31 أكتوبر 2007

تارنتينو الذي لم يخرج بكاميراته لاهياً



بدا الأمر لي وأنا أشاهد آخر أفلام المجنون الأمريكي الكبير كوينتن تارنتينو "ضد الموت" أنني أشاهد شخص ما أراد تقليده .. نجح إلى حدًّ بعيد في أن يقلد .. ولكنه فشل في أن يبتكر ويفاجئ مثلما حدث في روائعه الخمس السابقة ..

من الصعب أن يتعامل المرء مع مخرج لم يمضِ على وجوده السينمائي أكثر من خمسة عشر عاماً باعتباره "أسطورة غير مكتملة" لن نستطيع التعامل معها بعد عدة عقود إلا على هذا الأساس ، ولكن الأمر يبدو أبسط مع تارنينو الذي خلق عدَّة أفلام وضعته في تلك المكانة المميزة – نقدياً وجماهيرياً - التي لا يضاهيه أحد فيها ، أفلام لم يميزها فقط تفوقها الفني والتقني ولكن الأهم هو تلك الروح التي تجمعهم .. روح خاصة بشغف صانع أفلام أصيل في أن يصنع شيء بقدر ما هو ممتع .. بقدر ما هو عميق .. بقدر ما هو مجنون ومبتكر ، وليسَ غريباً أن يبدو تارنتينو دائماً وكأنه فتى في العشرين يلهو بكاميرا حديثه أحضرها له والده ليصنع اقتباسات مميزة من أفلام سبق أن شاهدها .. حوارات لا هدف لها سوى كونها تحدث في الواقع فعلاً .. أحداث غريبة تحدث في أوقات أغرب لأن تلك – ببساطة – هي الحياة ، بشكل عام بدا تارنتينو ضليعاً وماهراً – بشكل لا يُضاهى – في فلسفة العبث .. أو منطق اللا منطق إن صح التعبير ..

لتلك الأسباب يبدو الاهتمام بكل مشروع جديد يدخله المجنون الأربعيني شيئاً طبيعياً ..
ومشروعه الجديد بدا في البداية كمساحة متسعة تسمح له بشيء طالما أحبه وهو "اللهو بالكاميرا" ، هذا المشروع هو اتفاق مع صديقه روبرت رودريجز في تقديم عمل يُسمى "جريندهاوس" عبارة عن فيلمين منفصلين مدموجين في فيلم واحد يقوما فيه بإحياء السينما التي شاهداها شباباً والتي ازدهرت في بداية السبعينات وأطلق عليها هذا الاسم .. سينما ضعيفة الإنتاج .. سيئة الإخراج .. متشابهة الأفكار .. تُشاهد في القاعات الرخيصة .. تعتمد بشكل أساسي على العنف والإثارة الجنسية دون أي منطق درامي ، ولكنها رغم ذلك شكَّلت جزءً من ذاكرة جيل كامل .. هو نفسه جيل هذين المخرجين ..




ولأن تارنتينو مبهور بكل ما له علاقة بالتجديد ومخالفة المألوف .. ولأننا كمحبين له أحببنا فيه ذلك .. انتظرنا عمله الجديد ، ضد الموت في نظري عمل جريندهاوس حقيقي .. مصنوع بشكل مُتقن حتى في جوانب رداءته – المقصودة تماماً - .. به روعة تصويرية وقدرة مميزة على صنع حوارات مثيرة تقوم أساساً على اللا شيء – حوارات عن طقطقة الظهر أو أشكال البرجر المختلفة أو الحيوانات القذرة أو حتى طبيعة المداعبة الجنسية التي تحدث بين مراهقة شابة وصديفها والتي تنهيها بطرده خارج المنزل ! - .. روح تانتينو موجودة في هذا العمل بالفعل – ربما أكثر حتى من كيل بيل - .. ولكن هناك مشكلة واحدة : أن تارنتينو لم يلهو بكاميراته هذه المرة قدرما قلَّد ثورته السينمائية التي حققها في منتصف التسعينات .. ولأن العبث إذا قُلَّد – حتى لو بإحكام – سيفقد خصوصيته .. لم أشعر بخصوصية تارنتينو هنا كما شعرتها في كافة أفلامه السابقة ..

في كافة أفلام تارنتينو السابقة هناك قصة بسيطة للغاية تدور حول الجريمة من زاوية أخرى غير التي اعتدنا عليها تقوم على أساس "لا منطق الجريمة" مع تركيز واضح على "منطق مرتكبيها" ، في أفلامه السابقة هناك "فلسفة" واضحة لكل مجرم فيما يفعله .. تبدو عبثية في أحيان كثيرة ولكنها تملك منطقها الخاص الذي لا تستطيع إلا أن تحترمه .. وفي المقابل هناك شغف بإظهار مدى لهو "الجريمة" وكأنها بطل مشارك في العمل "بلا منطقه الخاص" الذي يرفض تماماً منطق المجرمين ، إناس يموتون في أوقات غريبة وبشكل أغرب .. مخططات يتم كشفها .. فشل في تحقيق المهام المحددة سلفاً .. لأنه ببساطة لا يوجد في الجريمة أي منطق !

"ضد الموت" يمتلك بالفعل كل هذا ولكن دون العمق الذي امتلكته أفلام الرجل السابقة .. سواء إن كان هذا العمق على مستوى الصورة السينمائية أو حتى الأفكار الضاربة في اللهو ، هناك اكتفاء بجنون القصة وشغف إحياء سينما الجريندهاوس وإكسابها نكهة مميزة عن طريق حوارات تارنتونية النكهة ولكن دونَ اقتراب كافي من منطق المجرم – كذلك الذي يحمله جولز في بلب فيكشن مثلاً ! – .. أو حتى صنع ذلك بنكهة التجديد التي نراها في كيل بيل ، هناك مشاهد بدت وكأنها قص ولصق من أفلام الرجل السابقة – مشهد المطعم ومثيله في بداية كلاب المستودع .. مشهد السيارة ومثيله بنفس الزاوية التصويرية في بلب فيكشن .. بل ومشهد أبيض وأسود على نسق آخر في كيل بيل لم أفهم هدفه أو الداعي إليه ! – .. حتى الحوارات التي ميزته دائماً شعرتُ أنها لرجل يَدَّعي أنه تارنتينو ولكنه ليس هو بالفعل ، تارنتينو يُقلد تارنيتنو !

سيكون من الظلم اعتبار هذا العمل سيء بأي حال من الأحوال ، بالعكس هو عمل ممتع ومصنوع بشكل جيَّد للغاية مع تفوق معتاد من الرجل في أدواته السينمائية كافة ، ولكن لن يكون من الظلم أبداً – في نظري على الأقل – اعتباره أقل أفلام كوينتن تارنتينو .. سواء من ناحية الابتكار .. أو من ناحية العمق .. أو من ناحية الجودة ، فهو لم يخرج بكاميراته لاهياً هذه المرَّة كما اعتادَ دائماً ..

22 أكتوبر 2007

كما أعتقد



يحيى : مين أجدع رقاص في الدنيا يا ولا ؟
عمرو : انتَ
يحيى : قول أحسن من أبوك
عمرو : أحسن من أبوك
يحيى : قول أحسن من أبوك
عمرو : أحسن من أبويا



----

الوصول .. اختيار


----


يحيى : جيجي تعرفني من واحنا صغيرين وإحنا في سنك كده ، لما شافت الفيلم حست إنك انتَ أنا بالظبط .. المليجي أبويا بالميلي وانتَ وانا صغير بالميلي .. نظرة العين واحدة

عمرو : يعني هبقى مخرج مهم زيك لما أخلص معهد السينما

يحيى : هتبقى أحسن ممثل في العالم .. ممثل الجيل .. وطبعاً جيلكد قالهالي .. جيلكد أعظم هاملت حصل ، آخر تلات مرات مثَّل فيها هاملت كان عندنا في الأوبرا أثناء الحرب .. كان هنااااك تحت وطلع يقول كلمة الوداع : وقفت على خشبة المسرح أمثل دور هاملت والل الليلة .. الليلة المرة الأخيرة .. فالليلة عايز أسلم الشعلة للجيل الجديد .. ممكن يكون واحد قاعد هنا .. بينكم
قلت أنا ! بيكلمني أنا .. بيحملني المسئولية دي أنا .. إني أكون أحسن ممثل في العالم وبما إنك أنا - على أحسن - .. شفت بقى مسئوليتك دي قد إيه ؟ .. وقريَّب .. في كان :)

عمرو : كان ؟!!

يحيى : وتطلع واحد سولو تستلم الجايزة
وراسك عاملة كده .. بثقة .. لكن تستلمها بتواضح واضح ، والملايين يسقفوا زي المجانين
عمرو .. يحيى : يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه

----

الاستمرار .. اختيار

----
يحيى : لازم معجزة تحصل
تحية كاريوكا : ومعجزة ليه ، أول فيلم عمله عمرو خبطولكم جايزتين
يحيى : طب والتاني كان أحسن منه ، طلعنا بإيه ؟! خازوق مغرَّي
تحية كاريوكا : عمرو كان هيموَّت نفسه عشان ياخد الجايزة
يحيى : مش شرط يعني ، مش أنا اللي بفبرك لجنة التحكيم ، الواحد في إيده إيه غير إنه يعمل فيلم عدل
في المؤتمر الصحفي .. قعدت ساعتين أفهم الخواجات إنهم حمرة وخشيت فيلم تاني وخلاص
تحية كاريوكا : وفضلت زي الحديد ، انتَ معجزة ياض
----

السعادة بتجلَّي الوصول .. اختيار

----

أنا بَحِب يُوسِف شاهين !

21 أكتوبر 2007

بقوة العمـَّال


المطرقة ناحت على السندان
اتقسمت كتل الحديد قضبان
الرأسمالي بيملك الآلة
الرأسمالي بيسجن الإنسان
الرأسمالي بيملك الآلة
أغلال على استغلال على بطالة
يجعل حياتك يا فقير عالة
ويموَّتَك ويبيع لك الأكفان



أنا نفسي مش متأكد إذا كان التضامن ده ليه معنى ولا لأ ، بس اللي متأكد منه إني وكتير غيري عايزين نعمل أي حاجة - أيًّ كانت بسيطة .. أيًّ كانت صعبة - للناس دي ..
في الأمنية والأمل
في الشارع المفتوح
في الشارع اللي اتقفل
وبين رصيف وسطوح
وبين كراسي وموائد
وفي الاحترام والحب
على إيدين الوالد
في الماء نبع ويصب
وفي حضور الصبح
وفي اجتماع القمة
لازم تعيش المقاومة


--

- الأبيات لفؤاد حدَّاد
- الصور من مُدوَّنة كريم البحيري المهمة " عمــَّــال مَصـــر "

21 سبتمبر 2007

واذكر رحمة ربكَ في القرآنِ والإنجيلِ والتوراة

ملحوظة هامة :
هذا الموضوع لا يهدف للوعظ بأيَّ شكل من الأشكال !
ما هيَ إلاَّ أفكار تراءت لصاحب هذهِ المُدَوَّنة


( 1 )

بسم الله الرحمن الرحيم : { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } * { أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ } * { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } * { أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } * { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } * { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } * { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } * { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } * { وَهُوَ يَخْشَىٰ } * { فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ } * { كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } * { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } * { فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ } * { مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ } * { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ } * { كِرَامٍ بَرَرَةٍ } صدق اللهُ العظيم

سورة عبس
الآيات
من 1 إلى 16

لا أعرف تحديداً لماذا أتأثر بشدة حينما أستمع أو أقرأ الآياتِ الكريمات التي تعبر عن المرة الوحيدة التي قال فيها الله تعالى لنبيَّه الكريم ( كلا ) ..
أشعر حينها بحالة من السكون ، قُلتُ ذلك لأحدهم مرَّة فأخبرني بأنَّ قلبي يخشع لله ، لم أقتنع ، فهيَ ليست حالة خشوع تحديداً .. قدرما هيَ شعور جارف بأنَّ "الله جميل" .. فقط لا غير !

حينما أستمع لتلك الآيات – وبضع غيرها – أتلمس بشدة ذلك النور الذي يجمع الأديان .. السماوية وغير السماوية ، ذلك الإله الذي يدعونا إلى المحبة .. الرحمة .. الخير ، يتجسد ذلك كله – في أقصى صوره من وجهِ نظري – في آياتِ سورةِ "عبس" .. مصحوبة بالحكمة الإلهية الجميلة : إنَّ أكرمكم عند اللهِ أتقاكم ..

أغلب المفسرون اجتمعوا على تفسير واحد لتلك الآيات ، هذا التفسير هو أن الآية نزلت كعتاب من الله عز وجل لسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - .. حيثُ كانَ جالساً مع بضع رجال من أشراف وأفاضل قريش – قيلَ أن منهم عمرو ابن هشام والوليد ابن المغيرة - يدعوهم للإسلام في سنواته الأولى .. دخولهم فيه واقتناعهم به يحقق دفعة كبيرة للدعوة المحمدية .. ليسَ فقط لأن كثيرين سيدخلون إلى الإسلام كتابعين لأشرافهم .. ولكن – بالأهم – أنَّ الكثيرين ممن خافوا الجهر بإيمانهم اتقاءً لشرَّ هؤلاء سيجهرون به ويمارسونه دون خوف .. كما أنَّ صد الناس عن الإسلام سيتوقف مما سيزيح الكثير من العقبات التي واجهتها الدعوة – راجع الدفعة المعنوية والمادية التي حققها دخول عمر ابن الخطاب للإسلام - ، هذا الأمر يتطلب من الرسول الجهد والعزم .. وبينما هو يحادثهم جاءه رجل أعمى هو "عبد الله ابن أم م
كتوم" وقال للرسول : "ارشدني وعلمني مما علمك الله" وألح في طلبه عدة مرات وهو يعلم انشغال الرسول بأشرافِ مكة ، فعبس الرسول – في وجه أعمى لم يره – وأعرض عن طريقه ليكمل مخاطبته لمن يخاطبهم ..

هنا نزلت كلمة الله ( كلاَّ ) في المرة الوحيدة التي يقولها المولى لرسوله ذي الخلقِ العظيم ..

هناك تفاسير شاذة عن هذا الإجماع – بمختلف الطوائف - ، بعضها تفاسير شيعية ترى أن الآية نزلت في عثمان ابن عفان حيث جالس النبي صلى الله عليه وسلم وجاء رجل فقير فأعرض عنه وعبس ! .. أو أن الرجل المقصود من أهلِ بني آمية ! ، وبعض التفاسير الزيدية ارتأت أنَّ توجيه خطاب غير مباشر يعني أن المخاطب ليسَ النبي والمُتحدث عنه في الآياتِ هو شخص مجهول لم يذكره الله عز وجل لأن المهم هو المعنى المقصود من الآية وليس الأشخاص !

أنا شخصياً أفضل كثيراً أن يكون المخاطب هو محمد ابن عبد الله بصرف النظر عن إجماع أغلب المفسرين على الرواية الأولى .. وبصرف النظر عن عدم معقولية ومنطقية التفاسير الأخرى – تبعاً لمحتوى الآيات - ..
فتفضيلي هذا له عدة أسباب :

أولاً : أن ذلك يعني أن كون الرسول الكريم ذا خلق عظيم .. فهذا لا ينفي السهو والنسيان في بعض الأحيان ، وأن العصمة لا تعني عدم الخطأ مطلقاً
ثانياً : التأكيد على أن الإسلام – حتى في سنواته الأولى – لم يحث الله نبيه على الاهتمام بالأشراف والأفاضل في مكة ، الدعوة تشمل الجميع .. من أتى إليك فعلمه ومن أعرض عنك فاعرض عنه ، فهي ( تذكرة ) بحسب التعبير القرآني ..
ثالثاً : أن تكون الآية قد نزلت في موقف عبوس ( مرئي ) لرجل وصفته الآية بالأعمى ، أي أنه لم يرَ عبوس وجه النبي ولم ينجرح منه بالطبع ، ومع ذلك فقد عاتب الله نبيه عليه
رابعاً : بلاغة وقوة وشدة العتاب والتعجب في التعبيرات القرآنية المتتابعة في الآيات .. ربما لو تركتُ قدسيتها ككلمات منزلة من المولى وتحدثت من جانب أدبي – فقط – لقلتُ الكثير !

كل ذلك يصبُّ ربما فيما أراه من نورٍ وجمال في تلك الآيات ..
رحمة الله بهذا الرجل الفقير الأعمى الذي أتى لنبيه راغباً في العلم لعله ( يتطهر من ذنوبه أو تنفعه كلماتك للذكرى ) فاقت كل شيء حتى أنه خشي عليه من عبوس لم يره ! ، كذلك التأكيد على عدم الاهتمام بفصيلٍ وتفضيله بسبب النسب أو المال .. إلخ ذلك : فأما من استغنى عنك وأعرض .. تتوجه إليه بالدعوى .. وتُعْرِضُ أنتَ عمن جاءك راغباً في الذكرى والتذكرة !! ( كلا إنها تذكرة .. فمن شاءَ ذكره )
رجل فقير .. أعمى .. أخطأ في البداية حينما لم يراعِ ظرف طلبه للعلم ، فضله الله عز وجل على أشراف مكة وسادتها ، بل وعاتب نبيه عتاباً شديداً قاسياً من أجله .. وكانت – كما قلت – المرة الوحيدة التي يقول فيها الله لرسوله ( كلا ) في القرآن كاملاً !

يُقالُ أنَّ الرسول حينما استمع لتلكَ الآيات .. بكى بكاءً شديداً ، وأصبح بعد ذلك يخاطب عبد الله ابن أم
مكتوم حينما يأتِ قائلاً : مرحباً بمن عاتبني فيهِ ربي !

****

مش شايف إن الخشوع في الصلاة ليه علاقة بالبكا ! ، أنا شخصياً عمري ما بكيت وأنا بصلي ، مش مهتم أوي بإحساس إني خايف من ربنا ، لما بكون بصلي .. بفتكر كل الحاجات الحلوة اللي في الدنيا .. أبستم وافتكر دايماً إن ربنا جميل عشان كده بصليله ، يمكن عشان كده بقول إن أنا ليَّ ميول صوفية من عمر ست سنين ! قبل ما أعرف حتى يعني إيه صوفية ، صوفية بالفطرة والبديهية كده : أنا بصلي لربنا عشان عايز أصليله وأكون معاه .. مش عشان شوية حسنات !

****

( 2 )

12: 9 الْمَحَبَّة فَلْتَكُن بِلَا رِيَاء كُونُوا كَارِهِين الشَّرَّ مُلْتَصِقِينَ بِالْخَيْرِ
12: 10 وَادِينَ بَعْضُكُم بَعْضَا بِالْمَحَبَّة الْأَخَوِيَّة مُقَدَّمِينَ بَعْضُكُم بَعَضَا فِي الْكَرَامَةِ
12: 11 غَيْرُ مُتَكَاسِلِين فِي الْاجْتِهَادِ حَارِين فِي الرَّوْحِ عَابِدِينَ الرَّبَّ
12: 12 فَرِحِين فِي الرَّجَاءِ صَابِرِينَ فِي الضَّيِقِ مُوَاظِبِينَ عَلَى الصَّلَاةِ
12: 13 مُشْتَرِكِينَ فِي احْتِيَاجَات القَّدَّيسِين عَاكِفِينَ عَلَى إِضَافَةِ الْغُرَبَاءِ
12: 14 بَارِكُوا عَلَى الَّذِينَ يُضْطَهِدُونَكُم بَارِكُوا وَ لَا تَلْعَنُوا
12: 15 فَرَحَا مَعَ الْفَرِحِين وَ بُكَاءً مَعَ الْبَاكِين
12: 16 مُهْتَمَّين بَعْضُكُم لِبَعْضٍ اهْتِمَامَا وَاحِداً غَيْرُ مُهْتَمَّين بِالْأُمُورِ الْعَالِيَةِ بَلْ مُنْقَادِينَ إلَى الْمُتَّضِعِين لَا تَكُونُوا حُكَمَاء عِنْدَ أنْفُسِكُم
12: 17 لَا تُجَازُوا أَحَدًَا عَنْ شَرًَ بِشَرًّ مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَة قُدَام جَمِيع النَّاسِ
12: 18 إنْ كَانَ مُمْكِنَا فَحَسْبِ طَاقَتِكُم سَالِمُوا جَمِيع النَّاسِ
12: 19 لَا تَنْتَقِمُوا لِأَنْفُسِكُم أيُّهَا الْأَحِبَّاءِ بَلْ اعْطُوا مَكَانا لِلْغَضَبِ لَأنَّهُ مَكْتُوب لِي النَّقْمَة أنََا أُجَازِي يِقَولِ الرَّبَّ
12: 20 فإنْ جَاعَ عَدُوَّك فَاطْعِمْه وَ إنْ عَطشَ فَاسْقِهِ لَأنَّك إنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعُ جَمْر نَار عَلَى رَأْسِه
12: 21 لَا يَغْلِبَنَّك الشَّرَّ بَلْ اغْلِب الشَّرَّ بِالْخَيْرِ


مِن رِسَالَة بُولَس الرَّسُولِ إلَى أهْلِ رومِيَّة
الإصْحَاحِ الثَّانِيَ عَشر
الآيَاتُ مِن 9 إلى 21


تبدأ رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية بالقول : "خلق الإنسان ليحيا" وتأتي الرسالة كلها – في نظري – مكملة لهذا المعنى : كيف يحيى الإنسان ؟؟

تمتلئ الرسالة بمبادئ الحب والخير .. تأكد في أغلب آياتها على ذلك المعنى ، رغم أن في الرسالة نفسها يقول بولس في الإصحاح الثالث والعشرون .. الآية أربعة وعشرون : "لأنَّ الجميع قد أخطأوا .." !
الرسالة لا تقول أن كل ما فيها سيُتَّبع .. فالجميع قد أخطأوا ! .. ولكنها الإجابة الحقيقية على سؤال : كيف يحيى الإنسان ؟؟
سُميت هذه الرسالة بكاتدرائية الإيمان المسيحي .. ساهمت في توبة القديس أغسطينوس .. كما أنها تحوي عناصر الإيمان من وجهه النظر المسيحية .. وإن كُنت أراها شخصياً تحوي عناصر ( الإيمان ) في المطلق ! ، ذلك الذي وجهه بولس في رسالته بهدف تحقيق عدم التفضيل ما بين اليهود المتنصرين وبقية الأمم .. اليهود يرون أنهم – حتى بعد دخولهم وقبولهم الإيمان بالمسيحية – أفضل من غيرهم فهم "شعب الله المختار" حتى عند تنصرهم ! ، فكان جزءً كبيراً من رسالة بولس يؤكد – تصريحاً أو تضميناً – أنَّ "أكرمكم عند الله أتقاكم" وأنَّ الإيمان ليس ( هبة ) يمنحها العابد لله .. بل هي هبة وهداية من ( الله للعابد ) ..
وكأن بولس وقتها قد تحدث بميزان عالمي .. يتخطى خصوصية الوضع ويضع أسس الإيمان .. أصول الحياة ، بمعنى آخر – كما قلت - : كيف يحيى الإنسان ؟؟

وبالرغم من أنَّ الإصحاح الثامن يبدو الأهم حيثُ سُمَّيَ "بقدسِ أقداس الكاتدرائية" إلا أن الآيات التي نقلتها هنا تختصر الكثير من مُجمل الرسالة :
1- محبة حقيقية بلا مصلحة
2- عبادة الله بصدقٍ وحرارة
3 – عطاء المحتاجين مما أعطاهم الله – لاحظ بلاغة تعبير "مشتركين" وليسَ "معطين" -
4- التسامح وعدم مواجهة الغضب بالغضب بل بالحب والرحمة
5- الفرحة مع الفرحين .. البكاء مع الباكين
6- سالموا جميع الناس


واجمالاً لكل ذلك : واجه الشر بالخير ، بالصبر .. بالاحتمال .. بالحب والإقتداء بالسيد المسيح – رضيَ الله عنه - ..
وفي كل هذا .. لا فضل فيكم لأحدٍ على أحد : إنَّ أكرمكم عند الله اتقاكم ، أكرمكم أكثركم إتباعاً لعناصرِ الإيمان

****

معروف إن أقرب وقت العبد يكون فيه لربنا وهو ساجد ، يقال إن الدعوة بتكون مستجابة ، لما بسجد لربنا وبعد ما بقول "سبحان ربيَ الأعلى" تلات مرات .. مش بعرف أدعي بأي حاجة ، ببستم وأروح قايل "ما انتَ عارف كل حاجة" وبحس فعلاً إن هو سامعني ، وأحياناً كتير أشوفه بيبتسم لي ، ومش بشوف أبداً إني المفروض أقول "حضرتك تعلم كلَّ شيء" ! ، واحد مرة قالي إن ده فيه عدم تأدب مع المولى .. بس أنا شايف فعلاً إن ربنا أجمل من كده .. هو عارف جوا فيه إيه ، وده كفاية

****

( 3 )

أمَّا أنا فمثلِ زيتونة خضراء في بيتِ الله ، توكلتُ على رحمة الله إلى الدهرِ والأبد

من سفرِ المزامير
الآية ( 1 )
المزمور
الرابع والخمسين

****

ربنا جميل أوي على فكرة
أجمل بكتير من اللي إحنا فاكرينه

16 سبتمبر 2007

فلسفة التنفيس



في واحد من أشهر – وأعظم - المشاهد في تاريخ السينما المصرية يسأل أحمد زكي المحامي المُكلف بالدفاع عنه محمود المليجي عن السبب في قبوله لقضيته رغم معرفته سلفاً أنه سيخسرها ، فيجيبه المليجي في مرارة "تنفيسة .. تنفيسة ليَّ ولك ، كلمة حلوة نقولها صحافي يلقط مننا لمحة نضيفة، قاضي تفلت منه كلمة شجاعة ، أهي تنفيسة للكل"
قبل أن يدخل في منولوجه الشهير "وعايزني أكسبها" !

***

حال الصحافة في مصر – والتي تسمى تجاوزاً بالصحافة – لا يتجاوز كونها مجرد "تنفيسة" ، تنفيسة للكاتب .. للقارئ .. تتركها الحكومة لتضرب أكثر من عصفور بحجر واحد .. من ناحية تأكد على ديمقراطيتها وسماحها بحرية التعبير .. ومن ناحية أُخرى تسمح ( للمثقف/القارئ ) على حدًّ سواء بمساحة "ينفس" فيها عن غضبه اتجاه الأوضاع المتردية .. وهي – من ناحية ثالثة – تعلم أن صحافة التنفيس ليست قادرة على صنع تغيير ما في المجتمع يمسُّ مصالحها ولو من بعيد ، تحدثوا عن الفساد .. السلطة .. النفوذ ، هاجموا التوريث .. الرئيس .. الحزب الحاكم ، وفي النهاية : لا جديد ..
ربما لذلك كانت الدستور – على مدار أكثر من عامين – هي أنجح الجرائد المصرية ، فهيَ الأكثر براعة في استخدام "فلسفة التنفيس" ، المواطن المصري الآن لا يحتاج لتحاليل سياسية كُبرى .. أو أحاديث عن مستقبل يعلم أنه لن يتغير .. لا يحتاج لصحافة تتبع الفساد لتصل إلى مصدره .. فالسؤال – غير المُقال – : ما الفائدة من كل هذا إذا كنا نتعامل مع نظام "لا يسمع" ؟! ، لذلك فيبدو أن أقرب ما أراده هو صحافة تعبر عنه .. هكذا "بعبله" ، تتحدث بلغته ومنطقه وفلسفته ، تسب الحكومة آناءَ الليلِ وأطراف النهار ، صحافة بلغة القهاوي – كما وصفها زاماً ممتاز القط في إحدى نبشاتُه – .. ومن أبرع من الدستور في ذلك ؟؟
ولذلك كان نجاحها الملفت المتخطي لجرائد أخرى اتبعت نفس ذات النهج – نهج التنفيس – ولكن حاولت تطويعه لشكل ثقافي مُعيَّن ، فكانت كمن أمسك العصا من المنتصف .. فلا هي قدمت صحافة حقيقية ، ولا برعت في التنفيس كما يجب أن يكون !

وعن نفسي أمتلك موقفاً محايداً – إلى حدًّ بعيد – اتجاه تلك الصحافة ، أحياناً أشعرُ أن الصحافة يجب أن تقوم بدورها بصرف النظر عن تردي المجتمع .. ولكن أفوق بعدها من تلك المثالية الزائدة لأجد أن الأمور كلها قد غدت أكثر وضوحاً من أن تكشفها الصحافة في ممارسة لدورها المفترض .. من لا يعلم أن الفساد سيتوغل ولن يُحاسب المخطئ .. وأن الرئيس سيستمر في منصبه – كما ذكرها صراحةً – مادام حياً .. وأنَّ التوريث سيتم بصرف النظر عن أي اعتراضات تبديها المعارضة .. وأن صعود التيار الإسلامي حدث لأنه يبدو الخيار الوحيد أمام الشعب هروباً من دوامة الحزب الوطني .. إلخ ، فحينما تكون الأمور واضحة بهذا الشكل دون قدرة على تغييرها .. فما الضرر من صحافة تذكرنا في الصباحِ والمساء أنَّ الحزب الوطني ابن **** وحسني مبارك ابن ستين **** ؟!

***

ولكن فلسفة اللعبة لم تستمر على هذا المنوالِ !

***

منذُ ثلاثة أيام بالظبط انتشر بسرعة خبر الحكم على أربعة من رؤساء تحرير صحف مستقلة بالحبس لمدة عامٍ ودفع غرامة ثلاثون ألف جنية بتهمة سب رموز الحزب الوطني !! - دعك الآن من كوميدية وعبثية الاتهام -

بدأ الكثيرين بعدها في الحديث عن مساحة الحرية التي قلت ! والبدءِ في حبس الصحفيين المُنتظَر ، إبراهيم عيسى قال : "جاء الحكم بحبسي مع أستاذي عادل حمودة والرفاق الأصدقاء عبد الحليم قنديل ووائل الإبراشي دليلاً ناصعاً على إن سنتنا سودة" ..

في الحقيقة لم أشعر كثيراً بالخوف على مساحة الحرية التي تتناقص ولا في لونِ سنتنا هل سيصبح أسوداً أم كُحليَّاً !
فالحقَّ في نظري أن الحرية ليست هبة ممنوحة .. ولا مساحة معينة يحددها النظام الحاكم تقل و تزيد حسبما يريد ، ولكنها غير مشروطة وغير تابعة لرغبة الأفراد ، وقانون عدم حبس الصحفيين إذا لم يكن دستوراً ومنهجاً واضحاً فلا معنى له طالما ارتبط "بوعد" أصدره فرد قادر على إلغاؤه أو عدم تنفيذه ! ، وقرار الحبس هذا لا يؤثر على حريتنا في شيء .. فهي غير موجودة من الأساس ، ما الفارق إذاً إذا جاء حبس عيسى ورفاقه اليوم أو بعد عام ؟! طالما هو منتظر ويمكن أن يأتي في أيَّ وقت !

لم يثرني الحكم في شيء .. ولم أشعر أنه يوم أسود في تاريخ الصحافة المصرية كما رأى الكثيرين
الذي أثارني حقاً هو سؤال دار بذهني منذُ سمعت الخبر : لماذا أخلَّت الحكومة بلعبة التنفيس ؟؟!

***

قُلتُ ذات مرة أن الشعوب يمكنها التعايش بسلام مع حكومات ديكتاتورية ونظرة بسيطة لأغلب أنظمة الحكم الثورية خلال عقدي الخمسينات والستينات يجعلنا نكتشف ذلك – بصرف النظر عن النتائج بعدها - ، ولكن العبث حقاً حينما نتعامل مع حكومات ديكتاتورية موصومة بالغباء ، أنتَ يمكنك أن تأخذ من الشعوب حريتها مقابل أن تعطيها "أمانها" .. أما أن تأخُذُ منها كل شيء حتى مساحتها للتنفيس !
وقتها أتخيل شكري مراد المحامي يكمل منولوجه الشهير قائلاً : "زمن بيتحبس فيه الصحفي من دول ولا من دول عشان بيبيع للناس شوية كلام ينفسوا فيه عن نفسهم .. وعايزني أكسبها ! .. ياخي !"

31 أغسطس 2007

الشمس ليه بتغيب




إمبارح يا مريم سمعت ماما بتقرا سورة الرحمن
وقفت قريب عشان أسمعها وهي بتقولها
وبعدين اتسحبت ودخلت أوضتي وقفلت عليا
حاولت ألهَّي نفسي في أي حاجة عشان أقنعني إني مش زعلان
وإني كبرت .. وإني مش المفروض أعيَّط
بس غصب عني الدموع نزلت
أنا عارف إني وعدتك مرة إني مش هعيط تاني
وعارف برضه إنك هتسامحيني

قعدت أفتكر لما كُنت بتقري لي سورة الرحمن وتقعدي تشرحي لي معانيها آية آية ، كُنت ببقى فرحان أوي زي أول مرة أخش سينما مثلاً
كان وشك بيبقى مليان نور وصوتك اللي خارج هادي كان بيخليني كده أحس إني عايز أبتسم وعايز أعيط وعايز أخد ربنا بالحضن وأقوله إني بحبه
ولا لما كُنا نقعد نسمع سوا أغنية الأطلال وأفضل أقول إيه الملل ده هي بتعيد كتير ليه .. كانت ماما تقولي بكرة تكبر وتفهم
بس انتِ كُنتِ بتخديني وتفضلي تقولي لي كل جملة معناها إيه
كنت بتجيبي بكرة لحد عندي
عارفة إن من ساعة ممشيتي وأنا معرفتش أسمع الأطلال تاني ؟
آخر مرة كنت بسمعها رحت مديَّر وسائل "هو يعني إيه ..." بس ملقتش حد ورايا
طفيت التلفزيون وحاولت معيطش

انتِ ليه مشيتي يا مريم ؟

كُل ما تحصل حاجة مهمة في حياتي أحاول منسهاش عشان لما تيجي أقعد أحكيهالك
حتى الحاجات الغلط .. بكتبها عشان أبقى أوعدك معملهاش تاني
حاجات كتير عرفتها
كان نفسي تبقي معايا وأقولك إني عرفت
وأغاني كتير سمعتها
كنت هحبها أكتر لو كنا غنيناها سوا
من قريب شفت بنت عنيها حلوة أوي .. صاحبة فاطمة ما انتِ عارفاها
يومها كان نفسي تبقي موجودة عشان أرجع أحكيلك وأقولك على كل حاجة
عنيها كانت شبة عنيكي .. يمكن عشان كده حبيتهم
هو ليه إحنا مبنحسش بالحاجات الحلوة إلا لما متكونش بين إدينا ؟!
أهو أنا محستش إن عنيكي هي أجمل حاجة في الدنيا غير لما مشيتي
يومها كان واحد صاحبي بيسأل بهبل عن أجمل حاجة
قلتله عنين مريم
وبعدين مشيت
رجعت الأوضة
وفضلت أبص لصورتك وأخبي دموعي عليكي
افتكرت لما كنت أقعد في حجرك تلعبي لي في شعري
فهمت إني كنت ببقى فرحان أوي وقتها من غير ما أعرف ليه
ولما كنت أمدلك رجلك عشان تقصي لي ضوافري وأفضل أتزغزغ وأضحك وانتِ تضحكي معايا
بعد ما مشيتي مدتها لماما مرة عشان تقصها لي
من أول مرة ضحكت قالت لي "بلاش مياعة عشان نخلص"
سكت .. ومن يومها اتعلمت أقص ضوافري بنفسي

مش البت أماني بنت عم سيَّد اتجوزت صحيح ؟!
يومها قعدت باصص من الشباك
كُنت هتفرحي لها أكيد
بس قلت هو انتِ كان ممكن تتجوزي وتسيبيني لوحدي ؟!
استهبلت بقى وقلت أكيد لأ مريم متعملش العمايل الوحش دي أبداً . هههه
كانوا مشغلين أغنية "من خمسة لخمسة ونص"
افتكرت لما كنا بنسمعها في أفراح الشارع ونقعد نرقص عليها للصبح
ولا لما يشغلوا أغنية سكرانة
ونفضل نتنطط ونرقص ونتخانق بقى إذا كانت "سترانا" ولا "سكرانة"
وبعدين تقولي لي "في حاجة اسمها سترانا ؟! اسمها سكرانة .. اسمع كلام أختك الكبيرة"
وبعد 500 مرة باين تقعدي تضحكي وتقولي للي بيغني "أبوس إيدك قول حاجة غير سكرانة"

بس تعرفي إن فكرة إنك تتجوزي مش وحشة أوي يعني
أنا بفكر بس على شكلك وانتِ في الكوشة
بس بشرط إنها تبقى لعبة كده نشوفك وانتِ عروسة
وبعدين كل واحد يروَّح بيته
كنت هتبقي حلوة أوي يا مريم

تعرفي
مفيش حد خالص هيفهمني زيك
أنا عارف إني زعلتك كتير
بس فهمت دلوقتي إني كنت بفرح أوي لما كنت آجي أصالحك
أترمي في حضنك وتحضنيني
تبتسمي وساعات متمنعيش شوية دموع وانتِ بتقولي لي "متعملش كده تاني"
بس أرجع واعمل .. وترجعي وتحضنيني
كُنت زي الطفل الصغير اللي بيجري ببقه ناحية صدر أمه عشان يرضع
وانتِ دايماً كنتِ موجود لينا كلنا
حتى ماما
لسه بفتكر شكلها وهي متنرفزة ومضايقة وبتزعق من أي حاجة
وتيجي تخديها بالحضن وتبوسي راسها وتقولي لها "متزعليش نفسك يا ست الكل"
فتبتسم وتقولك "ربنا يخليكي يا بنتي"

انتِ كُنتِ جميلة أوي يا مريم
محستش إني عايز أبداً أقولك بحبك
غير لما بدأت أفهم يعني إيه مش هشوفك تاني
قعدت يومها أعيط وأخبط راسي في المخدة وأقول إزاي مقولتلهاش أبداً إني بحبها
فضلت أحاول أتخيل إنكم بتهزروا وإنك مسافرة شوية عند ربنا بس هترجعي تخديني بالحضن زي زمان
ووقفت قدام المراية أمثل إزاي هبوز في وشك وأقولك إني زعلان عشان اتأخرتي
وإزاي بعدها هفضل نايم في حضنك
وإزاي هحكيلك عن كل حاجة
واحرقلك الأفلام الحلوة اللي شفتها
وأغنيلك الأغاني اللي حبيتها لحد ما تحفظيها ونغنيها سوا
ونفضل نبص للقمر اللي بيطل من شباك أوضتنا
عارفة إني حبيت القمر من ساعة ما مشيتي ؟
كنت أقعد باصص له
شوية أتخيل إنك عليه وبتلعبي وبتغني مع ناس شبهك
وإنك بتشاوري لي من هناك وابتسملك
وساعات أتخيل إن ده بس نورك
وأوقات أقول إن ده انتِ بس ملامحك مش باينة عشان بعيد
ولما يختفي .. أقول إن مع طلعته الجديدة هترجعي وتحضنيني
بس كل ده مش هيحصل
أنا زعلان من ربنا أوي يا مريم .. أوي ، كان وقتها كل يوم يجيني بالليل بعد ما أدخل السرير ويفضل يطبطب عليا
ويقعد جنبي لحد النهار ما يشقشق
كنت بحس بيه وبعمل نفسي نايم
ويبقى نفسي أخده بالحضن واعيَّط بس كنت ببقى زعلان
قلتله إني هصوم وهصلي وهعمل كل حاجة كويسة انتَ عايزها
بس مريم ترجع
مسمعنيش

تفتكري هشوفك امتى تاني ؟؟

انتِ وحشتيني أوي يا مريم

26 أغسطس 2007

مسمعتش يا غايب حدوتة حتتنا !



يا الله !
شوف يا مؤمن الزمن !
البتاع ده فضلت أدوَّر عليه لشهور .. ومش لقيته !
قررت أسجَّلُه لما ييجي الفيلم .. ومن ساعتها الفيلم مجاش !

وفي الآخر ألاقيه بالصدفة !

عموماً أنا مش بنزله بس عشان حاجة كنت بدوَّر عليها من فترة طويلة جداً - أكتر من سنة ونص ! - ولقيلتها ..
أنا بنزله لسببين :

أولهم إني فرحت لما لقيته بشكل أكتر حتى ما أنا كُنت متخيَّل وفضلت أنط مع مُحسن على مُحاكاة عظيمة لاستعراض زي "الرقص تحت المطر" وأنا مُتخيَّل إن روح جين كيلي بترعانا في تلك اللحظة الاستثنائية من تاريخ البشرية !

والتاني إن في تلاتة من اللي بيدخلوا المدونة دي أفتكر إن هيكون عندهم اهتمام بالأغنية والاستعراض ده بشكل كبير وهيفرحوا برضه لما يلاقوه صدفة !

شكراً لليوتوب اللي مظبَّطنا تماماً
وشكراً للأستاذ مرسي اللي رفع الفيديو النادر ده عليه

ولنرقص بسعادة هانئين تحت المطر مع جين كيلي ومحسن محيي الدين


تحت النطرة
حركة خطرة
تحت النطرة
حركة خطرة
ونروح بعيييييد
في ألذ مكــــــان

01 أغسطس 2007

No one escapes him




جُملة مُفتَتَح :


"إنَّني أسألُ نفسي لماذا عملتُ في هذا الميدانِ خمسين عاماً وأكثر ؟! ، لماذا تستيقظ مبكراً في الصباح كي تبتكر وتخلق أشياءً جديدة ؟ وأجدُ نفسي أجيبُ عن هذه الأسئلة بأنني أُريدُ إيجاد صلة مباشرة بيني وبين الناس لأخبرهم بأشياءٍ عن أنفسهم .. وعنَّي أيضاً ، رُبَّما يُصبحُ في إمكاننا بالوسائلِ المتواضعة تغيير بعض الأشياء ، حتى لو كانت أشياء صغيرة"



كان من الطبيعي أن أهتم - كمُراهق شغوف بالتعرف على سينما اللهجات المختلفة - على مُخرج ذا سُمعة كبيرة مثل إنجمار بيرجمان ، طبيعي لإنه واحد من أكبر وأعظم مخرجي العالم بشكل عام وخارج أمريكا بشكل خاص – يكاد لا ينافسه في ذلك سوى الإيطالي فيليني – درجة فوزه بجائزة الأوسكار ثلاث مرَّات طوال رحلة سينمائية استمرت قرابة الخمسين عاماً ، كان من الطبيعي كذلك أن أتفهم ذلك الشغف الهوليودي بسينماه وأختصره ذات مرة في جملة بسيطة "هوليود كرَّمت بيرجمان وفيليني لأنها ببساطة لم تستطع تقديم ما قدَّماه" ومن فيلمٍ إلى فيلم يُحال الأمر إلى تعمُّق أكبر في مشروعه ويقين يزداد بأنه "لا يوجد من ينافسه في صُنع سينما فلسفية بتلك الطريقة" ، مع مرور الوقت وجدت أن سينما بيرجمان لم تفتح لي باباً لمشاهدة سينما مختلفة فحسبٍ بل فَتَحت ليَ باباً آخر فاصلاً بينَ الحياة والموت – نعم هو باب بهذا الكبر ! - ..باباً لا يهتم به من هُم في أعمارنا عادةً حيثُ يكون شغف وحماس البدايات أهم كثيراً من علامة الاستفهام الكُبرى عن النهاية ، كيف استطاع استطاع مُخرج الخمسين عاماً أن يصلنا بعلامة الاستفهام هذه ؟؟ .. أمر إعجازي حينما يتعلق بفن يعتبره الكثيرين ترفيها .. من مُخرج بدأ تلك الأفكار منذ مطلع شبابه بالكثير والكثير من العمق .. واجه معوقات التوزيع ولم يخضع للسينما التجارية في أيًّ من أركان مشواره الممتد ، صعب كذلك حينما نتحدث عن مُخرج سويدي رفض في كافة أعماله العمل بلهجة غيرها بل والتصوير خارج حدودها حتَّى ، إنه إنجمار بيرجمان !




جُملة توسيط :



"إنَّ المرء يشعر بمسئولية أن يقول الحقيقة عمَّا يراه .. وهذه هي الراحة النفسية كما أتصورها"


على عكس الكثيرين الذين تناولوا سينماه ورأوا أنها ذات نزعة عدمية تُفيد بأن النهاية هى نقطة لا يوجد بعدها سطراً جديداً في توجه إلحادي واضح ، على عكس هؤلاء كُنت أرى أن مشروع بيرجمان لا يُحاول فرض وجهه نظر مُعينة عن الموت .. الحياة الأخرى .. قدرما يتساءل ويشاركنا معه في تساؤله وحيرته .. يحاول جاهداً استكشاف ما يكمن بداخل الروح – كمعنى مادي ورمزي - .. يبحث عن الحقيقة التي لم يستطيع الوصول إليها ، يضعنا في مواجهة شخصيات ضعيفة .. هشة .. حائرة .. تبحث عن نقطة نور واضحة وسط ما تعانيه من تشتُّت وغضب .. نتجوَّل بداخلها لبرهة قبل أن نكتشف أن المخرج الفيلسوف يضع آلامنا بجانب بعضها البعض متجاوزاً الموطن واللغة – وهذا سبب من أسباب عالمية سينماه – طارحاً سؤال النهاية الدائم : "ماذا بعد ؟؟"



جُملة خِتام :



"سيكون من العبث ألا يوجد شيء بعد أن نموت ، لستُ خائفاً من الموت وأتمنى أن يكون هناك حياة أخرى لأنني أتمنى أن أرى زوجتي إنجريد هُناك"


وماذا بعد ؟؟


تُرى كيفَ كان الموت ؟؟
كيفَ ارتأيتَ شريطَ الحياة الطويل قبل لحطاتٍ من الرحيل ؟؟
بأيَّ صورةَ جاءك ملك الموتِ ؟ هل كان بالفعلِ مُرتدياً لباساً أسود ؟؟
كم امتدَّ بينكما دور الشطرنج المُراهِن على حياة كاملة ؟؟ هل خدعك ولم يلعبه ؟!
أم أنَّك استسلمت له مبتسماً في راحة لأنك قد وصلت لنقطة النهاية التي تنتهي بعدها كل حيرة عانيتها ؟؟


هل قابلتُ إنجريد عزيزي بيرجمان ؟؟


أيًّ كانت إجاباتك

يوماً ما سنعلم


فلا أحد يهربُ منه !



Ingmar Bergman

14 July 1918 – 30 July 2007

One of the Greatest Director

.. Ever

14 يوليو 2007

في حُضرة محمَّد مُنير : أحلى بُكرة لينا


إمبارح كان عُمري .. غير عُمري النهاردة !
ده جد مش هزار
يبقى السؤال :

إزاي تبتسم في وش سنة قديمة راحت بحلوها ومُرَّها .. فرحها وجرحها ،، وتفتح بيبان الروح في لدنيا جديدة جاية ؟
اسمع محمَّد مُنير



كنت طول اليوم قاعد بفكر عن مدى التميز والخصوصية في إن دي تكون أول حفلة تحضرها لمحمد منير .. تكون في الدقايق الأخيرة لسنة راحت والساعات الأولى لدنيا جديدة جاية .. هناك وهنا .. تحت السما .. وصواريخها اللي بتزغرت مع فرحة الناس .. ومطرب أسمر واقف ع الستيدج وكام ألف بني آدم إيدهم مشبَّكَة في إيد بعض مبيجمعهنش غير المازيكا اللي محاوطاهم من كل ناحية وصرخة علَّي صوتك بالغنا اللي بتتقال في كل عنوة حتى لو متقلتش !
القاهرة منوَّرة بأهلها

ناس كتير كان يهمني يكونوا موجودين ومكنوش .. لأسباب عائلية عند البعض ومليئة بالندالة عند البعض الآخر ، كان مهم يصرخوا وسط الناس دول ويقولوا لي "كل سنة وانتَ طيَّب" زي الكام ألف بني آدم دول ما قالوها !

المهم .. وصلت الأوبرا الساعة عشرة ونص على حسب نصيحة أحمد "مش هيطلع قبل ساعة ونص من ميعاد الحفلة" – آدي ميزة إنك تعرف واحد مدهلز حضر لمنير حفلات قبل كده ! - .. ونتقابل :
- فين بقيتك
- ماتوا على ما أعتقد !

ندخل جوا ع الساعة حداشر وتلت .. يفضل أهل الخبرة يشتموا في منير متبوعة بجملة "كل مرة يعمل فينا الحركة الوسخة دي" .. تلت ساعة كمان ونسمع هيصة الناس على دخول عبد الله حلمي وشريف نور وياسر الدلجاوي وحازم عبد القادر .. دقايق والمسرح ينطفي ودخان يطلَع ومنير يدخل والناس كلها تسقف للمطرب الوحيد اللي قدر يجمع بين الفن الحقيقي وآلاف واقفين على رجلهم لساعات عشان يسمعوه .. نطلع قدام عشان نبدأ الحفلة الحقيقية :

لانزل سلالمك برجلي
وأطاطي لاجلن أعلَّي
مش لاجل حيرتي القليلة
هيلا هيلا هيلا
هيلا هيلا هيلا هيلا


أوبَّا .. إيه الهبل ده ! .. منير سقط تاني وتالت ورابع كوبلية وحط الخامس مكان الأول والأول مكان الخامس ومقلش الأغنية بخاتمتها ! شخرمت أُم الأغنية يا ملك !
كان مزعج جداً إن دي تكون البداية مع أغنية عظيمة ومهمة زي هيلا هيلا .. التسقيط والتهييس بالشكل ده بيخرجك من موود منير ممكن يصنعه وبيخليك مش مستمتع بحاجة حقيقية لازم تستمع بيها ..

كان لازم مُنير يصالحني بحاجة مهمة أتخطى بيها البداية دي ، كولة عبد الله حلمي بتشتغل وحازم شغال .. يخرب بيتك يا مُنير .. عرفت إزاي ؟ .. يبدأ يغني "علموني عنيكي" .. شَبَكِت معايا وبدأت معاها الحفلة بجد .. ابتسمت لما افتكرت .. خصوصاً إن مُنير مش بيغنيها كتير أو بمعنى أصح نادراً لما بيغنيها ، الحفلة بتسخن بالصوت والرقص والغنا لما يبدأ يغني "يا عندية " بنفس عالي ومازيكا بلا حدود وبروح خلتها – اللي هي بالأساس منزلتش في شريط وأغنية مش في مستوى أغاني كتير لمنير – من أفضل أغاني الحفلة ..

أبص في الساعة ألاقيها 11:57 .. أقفل الموبايل .. وأقول إن الأغنية الجاية دي هي

"Happy Birthday to Me"
هي أكتر حاجة منير بيقولهالي .. والحاجة اللي هتلمس مع لحظة فاصلة فعلاً .. مش عارف ليه تخيلت إنها هتكون "حدُّوتة مصرية" بس لقيت منير بيقولي الحاجة اللي لازم أسمعها :

حبيبي مد إديك
ده العالم ملك إدينا


أشوف قدامي ناس ووشوش عرفتها ومعرفتهاش خلال سنة كاملة .. حاجات بتنوَّر في وسط الطريق وتكون خطوة لقُدََام .. طعم تاني وحاجة تانية ..

أفتكر علاقتنا اللي وصلت للسما خلال فترة قصيرة جداً من غير ما نكون فاهمين إزاي وليه وامتى .. من غير ما نهتم حتى نسأل الأسئلة الغريبة دي ! .. أقول فعلاً "حبيبي مد إديك .. ده العالم ملك إدينا"

الكدب غيطان أحزان
والصدق اللي مدفَّينا


أتصالح تماماً مع ما قد يراه البعض حماقات صغيرة .. أبتسم بشدة .. كل ما فعلته خلال عام بما فيها معاركه الصغيرة الأخيرة .. حُمق كان أو لم يكن .. لم يقترن أبداً بوصف الكذب .. أفخر بنفسي قليلاً .. وأصفق مع منير كثيراً .. وأتذكر جملة العظيمة "إكرام" التي قالتها لي مُنذُ عدة ساعات وأُردد "عمري ما خُنت نفسي"


أحلى بُكرة لينا
تحلى الذكرى بينا

يــــــــــــــــــــــــــــــــــــاه
هابي بيرث داي تو مي ، كل سنة وإحنا طيَّبين .. كل سنة وكل شيء مش شرط يكون بيطير أو بيتم زي ما إحنا عايزينه بس الأمل اللي موجود جوانا اتجاه حاجات كتير بيخلينا نسند حلمنا ونزقه لقدام .. كل سنة والنور دايماً موجود في السما وشايفينه حتى وإحنا قاعدين ع الأرض .. كل سنة ونفس النور موجود جوا الناس اللي بيسندونا طول الرحلة .. نور بيخلينا نصرخ بثقة "أحلى بكرة لينا" .. ويخلينا نشوف وجوهنا وأسامينا متعلقة في السما والذكرى دايماً بتحلى بينا ، أصرخ من جوايا والناس كلها حواليا عمالة تقول وتأكد "أحلى بكرة لينا .. تحلى الذكرى بينا" .. إزاي الدنيا كلها كانت بتقولها معايا في اللحظة دي ؟ .. حلمي والدلجاوي وعبد القادر ونور وباقي الفرقة .. منير .. أنا .. الناس .. عظيم إنك تبدأ صفحة جديدة بكلمة كتبهالك القدر على صوت منير : أحلى بكرة لينا

Tab3an hanwsal .. it's a decision :)

تستمر الحفلة مع بعض التهييس والكثير من الغنا والرقص والتنطيط والابتسامة الحقيقة لناس بيعملوا ده لإنهم ببساطة عايزين يعملوه ..
بنوصل للنشوة الحقيقة في أعلى لقطة في الحفلة لما بيغني منير "الجيرة والعشرة" والناس كلها تقولها معاه .. تخيَّلوا .. روح الشيخ فؤاد .. محمد منير .. حتة صغيرة في دار الأوبرا تشم فيها كلمة مصر .. وكلنا بنغنَّي :

أصل الحكاية
حكايتنا

ابني الإنسان


بعدها بتحصل الفصلة الحقيقية لما بيطلع مي كساب يغني معاها من أول لسمة ! وتامر حسني يغني مع مي نفسها "علي صوتك بالغنا" ومنير يقفلهم ورا يسقَّف !! ، أظرف شيء فعلاً هو التصدير اللي منير صدر بيه طلوعهم وهو بيقول "أنا جمهوري مؤدب .. مؤدب وبيرحب بالضيوف" .. وأثبت له الجمهور بما لا يدع مجالاً للشك إنه شديد الأدب بعد أن واجه الأخ تامر بعاصفة من الــ "*** .. ***" وكأنها لم تقال بهذا الحماس منذ صيحات الجماهير الرافضة للتنحَّي سنة 67 !

قلت وقتها لازم تختم بحاجة حقيقية بعد الهبل اللي انتَ عملته ومخيبش ظني :

نعناع الجنينة
عطرك فريد يتغنى
وصفوك للحبايب
من روايح الجنة
والماشي معاك

يحلم يا ناس يتمنى
وان ضاع عمري ضاع
مايهمنيش أتهنى


وتدخل كولة عبد الله حلمي العظيم عشان تعلن إن آخر غنوة في الحفلة زي ما منير بيعمل دايماً في الفترة الأخيرة هتكون "الدنيا ريشة في هوا" .. عشان تكون آخر كلمة يقولها

لينا أحلى أمانينا
ليه الزمان يكسر قلوبنا
بينا ومادين إدينا

واللي يصيبنا أهو من نصيبنا


ويقدم بعدها فرقته على درامز حازم عبد القادر المُتَمَكَّن في الخلفية اللي لازم يخليك تفتكر يحيى خليل ..
ونروَّح وروحنا ماسكة في إدينا بعد ما قديت ساعتين إلا شوية في أجمل بداية عيد ميلاد في حياتي على "كل سنة وانتَ طيَّب يا محمَّد" اللي قالها منير على طريقته الخاصة لما قال "علموني عنيكي .. وشتا .. والجيرة والعشرة .. وعشق البنات .. ووسط الدايرة .. وقلبي مساكن شعبية .. وحتَّى حتَّى .. وعندية .. وشيكولاتة "
وعصفور .. اللي كان أول مرة يقولها وكانت هدية عيد ميلادي لأحمد اللي لما قلتله :
- انتَ لازم تشكرني على فكرة .. لولايا مكنش هيقولها
- اشمعنى انتَ يعني
- ما دي أول مرة أحضرله يا بني انتَ .. حظي يا ناصح
- ما هو أمين أول مرة يحضر .. ما أشكره هو إيه الفرق ؟؟
رغم إنك متستهلش بس هقولك إيه الفرق : الفرق إن مُنير إمبارح كان بيغنَّي لي أنا !


مُنير :
ليَّ مزاج أسامحك في تضييع غنوة في الحفلة على بالحظ وبالصدف عشان تحيي حسن أبو السعود وصدرتها بكلمة ساذجة أوي وكبيرة أوي على لحن ساذج وتقليدي زي ده .. والغريب يا أخي إنك كنت مغنيله في أول الحفلة لما النسيم ! .. سماح
هسامحك برضه على الحركة بتاعة تامر ومي .. بذمتك يا أخي إزي أصدق واحد زي تامر وهو بيقولي "ولا انهزام ولا انكسار .. ولا خوف ولا .. ولا حلم نابت في الخلا في الخلا" ! مش جمهورك المؤدب جداً كان ليه حق يقول "***" ؟! .. لو كمال الطويل عرف إن واحد زي تامر هيغني آخر ألحانه في يوم من الأيام كان طلع من تربته واداك على دماغك ! .. ما علينا سماح ..
ليَّ مزاج كمان أسامحك ع التهييس اللي عملته في حتى حتى وهيلا هيلا وشتا ..

مُنير :
شكراً على عيد ميلاد سعيد منك ..
شكراً على كل أغنية قلتها – مع استثناء طبعاً "بالحظ وبالصدف" !! -
شكراً خاص على "الكون كله بيدور" اللي غنتها الساعة 11:58 من يوم 13 يوليو 2007 عشان تفتح يوم مُفترج زي 14 يوليو بكلمتك العظيمة اللي لازم تفضل ترن :


أحلى بُكرة لينا
تحلى الذكرى بينا