29 يناير 2015

"... ، الحيَّاة سرَّاقة، عارفة إني بقيت أتعامل مع جواباتك، كتابتي ليكِ تحديداً، كنوع من.. مش عارف الوصف يكون إيه، بس شيء بيحنّن القلب، أنا بخاف جداً من الغُلظة ومن النسيان ومن "التراب المتراكم فوق القلوب"، بخاف أكون بعد كام سنة مثلاً صورة مُنقطعة الصلة عن اللي كُنت عليه قبل كده، عشان الحياة صعبة، وعشان القسوة مُعْدِيَة، وعشان الغضب ومبادلة الكراهية بالكراهية أسهل، مش عايز أكون مثالي وأفترض إن مُقابل الكراهية المحبَّة، ده مش بشري، بس مش عايز قلبي يكون غليظ عشان بخاف من غُلْظة القلب، فاهمة حاجة؟

المهم إن الكتابة ليكِ هي إحدى وسائل هدهدة القلب وترقيقه من الغُلْظَة.

الأيام اللي فاتت كانت صعبة جداً، عشان ذكرى الثورة، وعشان شيماء، وعشان حاجات شخصية أتعبتني جداً وليها علاقة بالوَصف اللي فوق، بس أنا دلوقتي أحسن.

فرح جميلة، لينا حكاية طويلة وحلوة وصعبة هحكيهالِك قريّب.

وأنا بكتب الجواب كان فيه حاجة عرفت إني هحكيهالك في الآخر، كنت هقولك إن فيه حكاية عن إبراهيم أصلان ملزماني بقالها أيام طويلة، بفتكرها وبذكر جملتها الختامية وقلبي بيرق، أصلان هو أكتر أديب عربي حبيته في حياتي، ولما اكتشفته من جديد –ودي حكاية طويلة حكيتها كتير وهبقى أحكيهالك بالتفصيل تاني- كان يوم 28 أكتوبر 2011 لما كنت في الميدان ورحت بالصدفة اشتريت "حجرتان وصالة"، وبعدها قررت أقرا بقية كتبه، فصاحبني أوقات الهدنة بين الاشتباكات في محمد محمود، والعشر أيام المتتاليين اللي نمتهم في اعتصام مجلس الوزرا، كان رفيق جداً، رفيق من الرفقة ورفيق من الرفق، والكتب فضلت دايماً شايلة لحظة قرايتها
.

الحكاية بقى إن فيه واحد صاحبنا شافه مرة في قعدة أصدقاء، راح كلمه وقاله "انت مش عارف أنا بحبك قد إيه، انت يعني زي أبويا مثلاً" وبعدين كمل "ده أنا من كتر ما بحبك رحت الشوارع اللي بتحكي عنها، ونزلت شارع فضل الله عثمان، بس كان شارع عادي جداً وملقتش حاجة من اللي بتقولها" فأصلان رد عليه وقاله "مش هتلاقي حاجة، عشان إحنا مش بنحكي عن الشارع اللي موجود، إحنا بنحكي عن الشارع اللي جوانا".

ووسط ما أنا بكتب الجواب لقيت صديقة بعتالي رسالة بتقولي إن أصلان هينزله كتابين في معرض الكتاب. متخيلة؟

"إحنا بنحكي عن الشارع اللي جوّانا"

أشوفك قريّب"