07 ديسمبر 2008

هوامش على دفتر المعركة !

( 1 )

أمس ، أرسل بلال فضل رداً على التدوينة الأخيرة ، قال في جزءً منه أنه اهتم بالرد على ما كُتِب حتى ولو لم يقرأه أحداً غيري 
أعتقد أن من حقه أن يُنشر ردّه في نفس المكان الذي هاجمه .. ويقرأه نفس من قرءوا البوست الأساسي :

من بلال فضل إلى صاحب مدونة من نور الخيال 
كل سنة وأنت طيب أولا 
ثانيا أبلغني صديق لي بما كتبته وقال لي أنه نشر في مدونة إسمها من وحي الخيال.. وعندما أرسل إلي اللينك فوجئت أنه منشور في مدونتك الموضوعة لدي أساسا في الفافوريتس .. وقد تألمت جدا عندما وجدت أن هذا الموضوع مرتبط بك.. لأني في الحقيقة كنت دائما شديد الإعجاب بمدونتك.. وبأسلوبك في الكتابة وبخلطة الفن والثقافة والسخرية التي تقدمها.. بالطبع لن أسحب إعجابي هذا أبدا.. وليس لدي أدنى رغبة في تسجيدك فواضح أنك تعرف أن من آخر مميزاتي التسجيد.. أنا فقط عاتب عليك ليس لأنك فقط لم تشر منذ البداية إلى أن ماكتبته من وحي الخيال.. وهذه المرة سأصر على التعبير الذي جاءني خطئأ لأن نور الخيال تعبير يليق بموضوعات أخرى كثيرة كتبتها وتستحق جلال التعبير الفؤادي الحدادي.. لكن هذه المرة شعرت أن روحا فضائحية تلبستك وأبعدتك عن الروح الجميلة التي كنت أنتظرها منك كقارئ 
لست راغبا في أن أفرض عليك ماتكتبه فأنت حر ولك مطلق الحرية في الكتابة طالما أنت تتحدث عن شخصيات عامة.. قدرها أن تتحمل رأي الآخرين فيها.. لكن كنت أفضل أن تنقدني أنا أو غيري بشكل مباشر فيه جرأة وشجاعة ولديك منهما الكثير كما أظن.. دون أن تلجأ إلى اختلاق أشياء ووضعها على لساننا فيظن الناس أن ماتقوله معلومات وليس خيالا.. مع تقديري لخيالك كنت دائما أسعد به في معارك تستحق خاصة أني كنت أظن أن وقتك ثمين بحيث لاتضيعه في مثل هذه الأمور التي لاتستحق 
على العموم ربما كنت أنا الأولى بهذه النصيحة لأنني أنا الذي فجرت المعركة منذ البداية مع الأستاذ سمير فريد.. وأنت لو قرأت المصري اليوم الصادرة اليوم السبت لقرأت لي اعتذارا صريحا ومباشرا عما كتبت واعترافا بأنه كان خطئا كاملا لامجال لتبريره.. لست أطالبك باعتذار مماثل فهذا قرارك 
لكن فقط أريد أن أوضح لك ولقارئك الكريم عدة أمور:
ـ لم يحدث إطلاقا أن تفوهت بكلمة تمس الأستاذ الكبير إبراهيم عيسى الذي أدين له بالفضل وسأظل أدين له بالفضل ماحييت.. قد أختلف معه في مقال كتبه أو في رأي اعلنه كما يختلف هو معي في مقال كتبته أو فيلم أو رأي.. لكن لم يحدث إطلاقا أن كتبت كلمة تمس شخصه ولن تقرأ ذلك أبدا.. تأكد من ذلك.. وإذا كان ذكاؤك حاول أن يربط مجموعة أشياء ليصور عكس ذلك فصدقني أنه قد خانك.. وأنا تقديري لإبراهيم عيسى ومحبتي له فوق الوصف.. هذا الرجل أعطى للصحافة ولمصر وللأجيال الشابة من الكتاب الكثير الكثير وأعماله هي التي تدافع عن نفسه 
ـ جميع الذين أشرت إليهم في مقالك مثل الأساتذة أحمد العايدي ودعاء سلطان وخالد كساب ومحمد هشام عبية وخالد السرجاني وغيرهم جميعهم أصدقاء أعزاء وبيننا عيش وملح واحترام كبير.. ولايعقل أن ننزلق إلى هذا المستوى الذي كتبته لو اختلفنا وابراهيم عيسى أكبر بكثير من أن يلجأ لآخرين لكي يختلف مع أحد.. هذا لو كان بيننا خلاف أصلا.. وقد كتب الأستاذ محمد هشام في موقع بص وطل مقالا أعتز به جدا عن فيلم بلطية العايمة وشرفني العايدي ودعاء بحضور الفيلم وقالوا لي عنه كلاما جميلا جدا
ـ أنا لن أدافع عن نفسي أبدا.. لأنني أعتبر أن أكبر دفاع عن نفسي هو أن أستمر في العمل فأصيب وأخطئ.. لكن صدقني أنا حزين جدا لأن كل هذا الهراء يدور بين أشخاص مثقفين ينبغي أن تكون معاركهم في ميادين أخرى.. والكلام يشملني شخصيا بما كتبته عن سمير فريد واعتذرت عنه بشكل قاطع.. 
ـ مع أني لاأحب إسداء النصائح وبالتأكيد أنت لاتحب تلقيها ربما من شخص مثلي تراه سلبيا.. لكن أتمنى أن تنأى بقلمك عن أشخاص الآخرين لكي تحظى باحترام قارئك دائما وأبدا.. وصدقني ماتخيلته أنت من امور في كتابتي عن سمير فريد لم تكن تخص الأعراض ولا الأمور الشخصية ويعلم الله ذلك لكن الأمر فهم خطئا في إطار المعركة ولذلك أصررت على أن أعتذر عنه 
وصدقني لو دخلت على الإنترنت لرأيت أنني يكتب عني أمور كثيرة خاطئة وفي العادة أكتفي بأن أشكو كتابها إلى الله إذا كانوا سيئ النية وأن أكتفي بإنتظار أن ينصفني الزمن إذا كانوا حسني النية 
أما شخص موهوب مثلك كنت أقرأ مدونته باستمتاع غالبا فكان لابد لي أن أرد عليه.. حتى لو لم يقرأ ردي هذا أحد غيره
لك تحياتي وتمنياتي أن يكون لديك شجاعة الإعتراف بالخطأ وإصلاحه 
وكل سنة وأنت طيب 
بلال فضل
belalfadl@hotmail.com

( 2 )

تعقيب شخصي على البوست لا علاقة له بردّ بلال :

أول أمس ، كنت أتحدث مع صديق عزيز أبدى إعجابه الشديد ببوست "المعركة" الأخير ، رأى أنه محبوك بشدّة وممتع ومكتوب بشكل رائع ، أخبرته بأن هذا قد يكون أقل ما كُتب في المدونة قرباً منّي ، ربما هو مكتوب بشكل جيّد بالفعل .. محبوك قصصياً .. كسر الإيهام به وصل لدرجة لم أتخيلها أصلاً ، إلا أنه مع ذلك يفتقر للجمال بشكل مزعج – بالنسبة لي كقارئ بعد أن انتهت علاقتي به ككاتبه - ، لا يوجد في أيًّ مما كُتِب في هذه المدونة بوستاً به هذا القدر من الطاقة السلبية ، الأمر أشبه بمشاهدة فيلم مُنفّذ جيداً .. رائعاً في جوانب صنعته .. إلا أنك تفتقر لأي تعاطف مع شخصياته بل تشعر وكأنك تبادلها الكراهية التي تكنها لبعضها البعض ، ولم أحب يوماً أفلاماً كهذه أو كتابةً كتلك ..

لماذا أصلاً كُتِبَ الموضوع بهذا الشكل ؟؟

للغضب الشديد من كل الشخوص الذين وردَ ذكرهم فيه ، ولغضب آخر من كل تردّي نعاني منه في كل المجالات .. الأدب .. السينما .. الصحافة .. السياسة .. كل شيء بالفعل ، ربما لأن من يتصدرون المشهد في كل مجال من تلك المجالات ينقدون الكثير من المظاهر في حين أنهم يعانون ما هو أسوأ منها ..

أساس البوست بالنسبة لي من البداية كان الفارق بين ما نقوله .. وبين ما نحن عليه بالفعل ، بلال فضل يكتب صباحاً عن السكان الأصليين لمصر ثم يعود مساءً – على نفس الطاولة ربما – ليكتب لهم حاحا وتفاحة .. يتحدّث دائماً عن الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير في حين أنه يرفض أغلب – أقول أغلب حتى لا أسقط في فخ التعميم – ما يكتب رفضاً لأفلامه ولا مانع من أن يصف أصحابها بكونهم يكتبون نقداً أشبه بنميمة ستات البيوت – كما كتب عن حنان شومان ذات مرة – أو أن ينال بما هو أفظع من كاتب كسمير فريد – ولحسن الخظ أو لسوءه فمقال بلال وما قاله عن سمير حقيقي بالفعل وليسَ جزءً من خيال صاحب تلك المدونة :) - .. وهو كذلك ينقد كل شيء في مصر من رئيسها وحتى سكانها الأصليين ومع ذلك لم يُكْتَب يوماً نقداً ضد أيًّ من أفلامه على صفحات الدستور خلال أربع سنوات - ولا أعرف ماذا سيصبح الحال بعد أن انضم إلى المصري اليوم - ! ، سمير فريد ظل يكتب لعدة عقود .. يعلمنا ما هي السينما ويتابع تجاربها ويصبح جزءً أصيلاً منها كواحد من أكبر نقاد مصر ثم بنتهي الحال باعتبار "حين ميسرة" هو أفضل أفلام السينما المصرية للعام الماضي بل والأسوأ هو أن يكتب عن فيلماً لم يره كما حدث مع فيلم خان – في سلوك يفتقد لألف باء المهنية النقدية - ، كتاب الصفحة الفنية في الدستور الذين نالوا تقريباً من 80% من الأعمال المصرية التي تم انتاجها خلال السنوات الأخيرة لم يكتبوا حرفاً ضد أيًّ من أفلام بلال .. حتى تلك التي أعتقد باعترافه هو نفسه بسوءها – كحاحا وتفاحة أو علي سبايسي - .. ورغم اتهامهم الجميع بالسرقة فلم يشرّ أحد منهم ولو من بعيد لتطابق الحبكة الرئيسية لفيلم بلال "في محطة مصر" مع فيلم "آواك إن ذا كلودس" ، محمد علاء الدين يتهم بلال فضل بسرقة سيناريو رديء لدرجة البشاعة يدعى "ملاك النار" ليصنع منه "خارج عن القانون" في حين أنه هو نفسه – أي علاء – يسرق حبكة هندية شهيرة ومشاهد متطابقة من أفلام عصابات من أجل السيناريو الذي يتهم بلال بسرقته – مشهد الحصان الشهير في الأب الروحي تحوّل في سيناريو علاء لدلافين نادرة بنفس التتابع تقريباً !! - ، خالد كساب – الذي كان ممتعاً ومميزاً حين بدأ – حول صفحتيه فعلاً لمصطبه وشللية مزعجة دون أي رادع ، الكثير من الحدث عن الميثاق الصحفي والأخلاقيات المهنية .. في حين أن الكثير من الممارسات تناقض ذلك تماماً ، الأهم من كل ذلك .. وصدمتي الشخصية الأكبر ، إبراهيم عيسى ، الرجل الذي كان جزءً هاماً من الحراك الذي حدث بمصر منذ أربع سنوات ومن وقف بشجاعة ضد التوريث وضد الظلم وضد الفساد وضد وضد وضد ، وإذا به يحمل كل أوهمني – أوهمنا – أنه قد وقف ضده ، يتحدث عن التوريث ويجعل من أخيه – فقير الموهبة فعلاً – سكرتيراً للتحرير .. يتحدث عن الفساد في حين أنه يدافع بشدة عن صاحب القناة الفضائية التي يعمل بها والمتهم بنهب فلوس البنوك .. يتحدث عن الظلم في حين أنه ينال الآلاف من عمله كرئيس تحرير – عوضاً عما يناله من الفضائيات بالطبع – وفي المقابل لا يزيد راتب محرري الجريدة فعلاً عن خمسمائة جنية .. يقف ضد الكثير ويحلم فعلاً بمجتمع أفضل ويتهم المصريين بالسلبية – وكونهم "قرني" – ثم يقف أمام محرريه – الذين اكتشفهم .. والكثير منهم موهوبون فعلاً – كي يخبرهم "اللي مش عاجبه الباب يفوّت جمل" وأنه من أحضرهم من على الرصيف وإلى الرصيف يمكنهم أن يعودون !
الصحافة المستقلة في مصر التي شكلت لنا منذ أربع سنوات تقريباً – وقت السطوع الأول لحركة كفاية وما تبعها من وقفات القضاة وغيرها – حلماً جيداً بمجتمع أقل سوءً وظلماً وفساداً وأكثر إنسانية تحولت – هي نفسها – لكابوساً مزعجاً من التربيطات والتناقضات وافتقاد المهنية وحمل كل عيوب المجتمع الذي تحاول إصلاحه والسلطة التي تنقدها يومياً ..

الأمر في أساسه يتعلق بالازدواجية ، لو كان كل رموز المجتمع في مجالاته المختلفة على نفس الصورة التي يصدرونها للآخرين .. "مصر كانت هتبقى حاجة مختلفة" !!

أما فيما يخص البوست نفسه ، فالنقطة الأهم التي تبدت منذ اليوم الأول لنشره هي عن "ازدواجيتي" أنا نفسي ، هل كان مُباح أخلاقياً سرد أحداث جزء منها متخيل – تعاملت معه بشكل قصصي بحت – باعتبارها شيئاً قد حدث بالفعل ؟؟

هو سؤال موجود بالنسبة لي قبل نشر البوست أصلاً ! وحتى الآن لم أصل لإجابة ترضيني بشكل كامل ، لديّ شخصياً – قبل أي شخص – مشكلة أخلاقية مع طريقة سرد البوست – من قال ماذا - .. ومع ذلك اقتناع تام في أن واقع بهذا السوء يستحق كتابة بهذا الشكل – كما قال صنع الله إبراهيم ذات يوم - ، وفي جانب ثالث .. كان هناك إغراء قصصي بالفعل في كتابته هكذا ، وفي جانب أخير .. فهو نفس الأسلوب المستخدم في الصحافة المصرية بالفعل بدءً من الصفحات السياسية وحتى الصفحات الرياضية ، أسلوب فضائحي – كما وصف بلال البوست وهو ما أتفق معه فيه تماماً - ، الفارق فقط هو كوني تحدثت عن أشياء يمكن تبيّن نسبها لأصحابها ببساطة .. وتبقى المعلومات أو الأسئلة نفسها هي الأساس ..

تقديري فقط خانني في كون البوست كان محبوكاً أكثر مما أردت بالأساس ، لم أرد أن يكون السؤال هي أين الحقيقة وأين الخيال في البوست .. قدر أن يكون السؤال هو أين الحقيقة وأين الخيال في الواقع نفسه ، وهو شيء نجحت فيه في جانب معين .. وفشلت قطعاً في جانب آخر ..

أغلب ما ورد في البوست كان حقيقياً بالفعل من ناحية تساؤلاته عن جوانب معينة أو إظهار لتناقضات الشخوص الذين نالهم ، إلا أنني أعتذر لأيًّ ممن شتتهم البوست ، وأعتذر كذلك لمن ساءهم أن يُذكَر كلاماً على لسانهم وهم لم يقولوه ..

( 3 )

أما فيما يخصّ ردي على "كومينت" بلال .. وكذلك عموده ليوم السبت الذي يعتذر فيه لسمير فريد ، فكلاهما – الكومينت والعمود – كانا محترمين جداً لدرجة أشكره عليها بالفعل ..

أردت فقط أن أوضح شيئين ، أولاٍ أن كتابة البوست بهذا الشكل لم يكن لها علاقة بالشجاعة إطلاقاً ، كل ما في الأمر – كما أوضحت أكثر بالأعلى - أن هذا جزء من نهج الصحافة في مصر بالفعل ، وجزء من نهجك أنتَ نفسك - في بعض الأحيان - وفي عمودك الذي هاجمت فيه سمير فريد – وهو ما أشعل المعركة سواء في الواقع أو في خيال صاحب المدونة كما ذكرت أنتَ - ، فقد ذكرت معلومات عنه ليسَ هناك سبيلاً للتأكد من صحتها بل أنها تنال منه هو نفسه وليس فقط آراءه أو مواقفه المتناقضة ، دعنا نتفق على شيء .. أنا لا أحب سمير فريد ولا أحترمه خلال السنوات الأخيرة .. وأنتَ أيضاً كذلك ، ولكن ليس معنى ذلك أن تهان كرامة الرجل بالشكل الذي حدث لمجرد رفضه عرض فيلم تجاري كبلطية العايمة في المهرجان – وهو موقفي وموقف الكثيرين بالمناسبة - .. والسؤال الأهم بالنسبة لي حينما قرأت مقالك أول مرة – وقبل كتابة البوست بعدّة أيام – هو : لو كان هذا رأيك بشأن سمير فريد وأسلوبه النقدي .. فلماذا لم تعلنه إلا حين انتقد فيلماً من أفلامك ؟؟

بالمناسبة ، الحالة الوحيدة التي كنت سأتقبل فيها مقالك بالأسلوب الذي كتب به هو لو كان موجهاً لشتيمة خالد يوسف أو إدارة التسويق بالنادي الأهلي :) ، فسمير رغم كل شيء لم يصل لتلك الدرحة من الابتذال التي تجعلاً مقالاً كهذا حلالاً فيه ..

الشيء الثاني ، هو أن اعتذارك له شيء محترم قطعاً ، وإن كان – رغم ذلك – لا يصحح كل شيء ، أنتَ ذكرت عنه أشياءً وهو أنكرها .. في تلك الحالة أحدكما كاذب ولا يوجد خيار ثالث ..

على أية حال أشكرك جداً – رغم كل شيء - على اعتذارك لسمير فريد ..

وأنا أيضاً أعتذر لك – ولشخوص المعركة قطعاً – عن حق لكم عندي فيما ورد على لسان أيًّ منكم وهو لم يكتبه ..

وكل سنة وانتَ طيب أولاً وأخيراً بالطبع

( 4 )

بعيداً عن أي معارك :

أول إمبارح كنت بفكر إني عايز أكتب عن ألبوم على الحجار الجديد والجميل فعلاً ، كنت مبسوط جداً إن علي الحجار رجع بعد سنتين بألبوم جيد بعد ألبوم مخيب تماماً في "يمامة شاردة" ، وكنت مبسوط أكتر إن الساوند تراك بتاع العيد هيكون ألبوم حلو زي ده .. فيه فؤاد حداد وعبد الرحيم منصور وسيد حجاب .. فيه عمار الشريعي وبليغ حمدي وأحمد الحجّار ، فيه مجموعة شباب موهوبة فعلاً – حتى مع بعض الأغاني التي لم ترضنِ - ، وأهم حاجة إن فيه صوت علي مرة تانية .. على وهو بيقول "على قد ما حبينا وتعبنا في ليالينا ، الفرحة في مشوارنا تاني هتلاقينا" وبتصدقه فعلاً ..
كنت بفكر أكتب عن كل ده ، مش أكيد كنت هكتب .. أي حد بيتابع المدونة دي عارف قد إيه أنا كسول طبعاً ، بس لما قريت رد بلال إمبارح وبعدها قريت عموده اللي بيعتذر فيه لسمير فريد مكنش ينفع أكتب عن حاجة تانية ، حسيت إني عايز أتكلم شوية عن ظروف البوست وكتابته وأعتذر عن أي تشتيت حصل ، عشان أصفّي المعركة تماماً .. وأفتكر إن ده حصل 

كل سنة وحضراتكم طيبين يا جماعة
تنعاد عليكم الأيام وانتوا أحسن بإذن الله

29 نوفمبر 2008

الناقد والسيناريست ورئيس التحرير .. وآخرون في قلب المعركة !

الكثير منا كان قد انتقد في قراره نفسه أو مع آخرين عرض فيلم "بلطية العايمة" للمخرج علي رجب والمؤلف بلال فضل والممثلة عبلة كامل ضمن فاعليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والثلاثين ، انتقاد ضمن العديد من الانتقادات الأخرى التي نالت من المهرجان ، البعض اعترض على وجود داليا البحيري ضمن لجنة التحكيم ، آخرون رأوا في تكريم بطل وبطلة المسلسل التركي الشهير "نور" ما يثير الضحك ، انتقادات أخرى نالت التنظيم أو تصريحات رئيس المهرجان أو حتى مستوى الأفلام المشاركة ، إلاّ أن أيّ من هذه الانتقادات والصراعات – الظاهرة حيناً والخافية غالباً – لم يصل لأهمية الصراع الذي فجره الحديث عن ترشيح بلطية العايمة ، ذلك الصراع الذي تخطى حاجز المهرجان والسينما ككل ووصل إلى منطقة أخرى تفضح بضع من أهم رجال الصحافة في مصر ، سواء هؤلاء الذين يعارضون السلطة .. أو من ينامون تحت كنفها ..

****

التطورات الملتهبة الذي اتخذها الموضوع لم يتوقعها أي من أطراف الموضوع ولا حتى المتابعين من الخارج ، فالاتهامات طالت الجميع ولم يخرج أحد سليماً ، اتهامات بالعمالة والقوادة والنفاق ومسح الجوخ والتعامل مع السلطة في الباطن ومعارضتها في الظاهر بل ووصلت لاتهام البعض بتنفيذ مخطط أمريكي صهيوني بداخل الصحافة المصرية ، كل هذا بالرغم من أن الأمر لم تتم إثارته إلا منذ أسبوع واحد فقط ..

****


البداية كانت بالطبع مع خبر ترشيح بلطية العايمة ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة ..

في يوم الأربعاء قبل الماضي ( 19 نوفمبر ) كتب الناقد السينمائي سمير فريد في عموده اليومي بجريدة المصري اليوم عن الأمر ، واصفاً ما حدث بالمهزلة لأنه – تبعاً لوجهه نظره – لا يصح أن يصل فيلم تجاري مثل هذا إلى مسابقة مهرجان دولي كبير وتساءل بدوره في عنوان مقاله "
كيف وصلت بلطية العايمة إلى مهرجان القاهرة السينمائي" ؟؟

في يوم السبت ( 22 نوفمبر ) بدأت الشرارة الفعلية للصراع الذي دار بعد ذلك ، حيث كتب بلال فضل في نفس الجريدة ضمن عموده اليومي رداً على مقال سمير فريد ، في واقع الأمر لم يكن عموداً ولا رداً ولا مقالاً ، هو بالأحرى "وصلة من الشرشحة" المكتوبة بأناقة وأسلوب مثقفين ، وكعادته في مواجهة خصومه سنّ فضل كل أسلحته في مواجهة منتقدي أفلامه ، إلا أنه هذه المرة تجاوز كل الحدود ، حيث لم يترك أي صفة قد تنتقص من سمير فريد ولم يقلها ، فقد وصفه أولاً بالتدهور النقدي ثم استمر بعد ذلك في وصفه بمحاباة أصدقاءه من المخرجين ، قبل أن يبدأ لدغاته القوية بقوله "بل وحصلت نجمات تلك الأفلام على جوائز باركها الأستاذ سمير احتراماً لرفقتهن في الكفاح المسلح" ,, وهو بالطبع إيحاء واضح يؤكده فضل مرة أخرى حينما يقول عن سمير أنه قد عمل "سمسار مهرجانات ومستشاراً لفنانة من نجمات زمن الفن الفسيح" ، ليسَ هذا فقط ، ففي عمود بلال – أو وصلته للشرشحة – اتهامات بتلقي أموال من الخليخ من أجل تحسين صورة أفلامهم .. واتهامات بالتطبيع من إسرائيل .. ونفاق لوزير الثقافة ورجال الدولة من أصحاب الأمر ، قبل أن يختم فضل مقاله بفقرة تدرّس في "ضرب المهاميز" حيث قال "لقد توقفت عن فهم الأستاذ سمير منذ ذلك اليوم الذي حضرت معه العرض الخاص لفيلم الآخر في سينما أوديون وشهدت كيف أنه لم يتوقف طوال العرض عن إطلاق التعليقات الساخرة لدرجة أنه قال لي أن على السينمائيين أن يوقعوا على بيان يطالب بمنع خالد يوسف من الاشتراك في كتابة أفلام الأستاذ ، وعند خروجنا من دار العرض مررنا بالأستاذ الذي نادى على سمير ليدعوه لحفل أقامه رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس لأسرة الفيلم ، قلت له يومها "كان الله في عونك ، كيف ستحضر عشاء من ناس لا يعجبك فيلمهم إلى هذا الحد" ، فهزّ رأسه مغمغماً ولم أفهم سرّ غمغمته إلا حينما قرأت مقاله في جريدة الجمهورية يوم الإثنين الذي تلا العرض والعشاء ، عندما كتب أن فيلم الآخر هو تحفة خالدة في تاريخ السينما ، ومن يومها كلما قرأت مقال للأستاذ سمير عن فيلم من الأفلام تساءلت إن كان قد كتب المقال قد الحفلة أم بعدها ؟"

في اليوم التالي مباشرةً .. الأحد ( 23 نوفمبر ) ،
نشرت المصري اليوم رسالة من سمير فريد إلى رئيس التحرير مجدي الجلاد يعتذر فيها عن اكمال عمودي اليومي بسبب ما نشره بلال فضل في اليوم السابق ، حيث رأي سمير أن الحفاظ على مصداقية الجريدة يقتدي ألا يكتب فيها شخصاً ما عموداً يومياً وقد وجهت إليه كل هذا الاتهامات بداخلها ، وحفاظاً على اسمه وتاريخه فقد قرر التوقف عن نشر عموده ..

إلى هنا توقع الجميع أن ينتهي الموضوع عند هذا الحد ، يتوقف سمير فريد عن كتابه عموده اليومي في حين يستمر بلال ، ببساطة لأن بلال ليس فقط أضخم من ناحية الوزن والجسم بما لا يقاس ، ولكن أيضاً لأنه أضخم من ناحية الاسم والجاذبية التي يمنحها عموده للجريدة ، لذلك فقد تمت التضحية بسمير كي يبقى بلال ..

إلا أنه على الجانب الآخر كان إبراهيم عيسى يخطط للأمر بشكل مختلف ، حيث أرسل لسمير فريد في نفس يوم نشر بلال فضل لمقاله ( السبت .. 22 ) ، عارضاً عليه كتابه عمود حرّ بجريدة الدستور اليومية .. وصفحة كاملة في العدد الأسبوعي على أن يكون أول مشاركته مع الجريدة على صفحة كاملة يوم الإثنين ( 24 نوفمبر ) يرد فيها على اتهامات بلال فضل الكاذبة له في المصري اليوم ..
إبراهيم عيسى صحفي جيد .. ولكن موهبته كصحفي لا توازي أبداً شطارته كتاجر يستطيع أن يشتري أي شيء ويبيع أي شيء ويخرج في النهاية فائزاً على المستوى الأدبي والأهم على المستوى المادي ..
عيسى رأي أن في إحضاره لسمير فريد فرصة لنيل عمود من كاتب كبير بالطبع مهما اختلفنا معه ، كما أنه يأخذه مباشرةً من الجريدة المنافسة له ، ويعيد له بعضاً من هيبة الدستور التي غابت عنها الأقلام المميزة والمحترمة عدا قلة قليلة للغاية ، ورغم أن كل هذه الأسباب منطقية جداً ، إلا أن السبب الأهم يكمن في رغبة عيسى في ضرب بلال فضل من تحت الحزام بعد تركه لجريدة الدستور التي صنعت اسمه كصحفي وكاتب ساخر بارز في منتصف التسعينات وذهابه للمصري اليوم في عمود يومي ثابت ، عيسى لم ينسَ لفضل ذلك خصوصاً مع تأثير تواجده مع المصري على المبيعات الخاصة بالجريدتين ، ولأنه لم يكن يستطيع مهاجمة فضل مباشرةً لأن جميع قراء مصر يشهدون على العلاقة الحميمية – على صفحات الجرائد فقط – التي تجمعهما ، فقد وجد مراده في قلم سمير فريد الذي سَيُسَنّ من أجل دبح بلال فضل ..


في يوم الإثنين ( 24 نوفمبر ) كانت الدستور هي بطلة الحدث وصاحبة الضربة الجوية الموجهة ضد بلال فضل والمصري اليوم ، في المانشيت الرئيسي في الصفحة الأولى من الجانب الأيسر كان العنوان هو "بلطية العايمة .. هل للابتذال حدود ؟!" .. وبأسفله صورة لسمير فريد مكتوب تحتها "الكاتب الكبير سمير فريد يكتب في الدستور لأول مرة ويرد على كل الاتهامات الرخيصة"
بالداخل ، كان هناك صفحتين كاملتين ، الصفحة الفنية "9" والصفحة التي أمامها عن بلال فضل منفرداً ، الصفحة الفنية حملت مانشيت الصفحة الأولى عن ابتذال بلطية العايمة ونشر فيها ثلاث مقالات للكتاب "إيهاب التركي .. هشام فهمي .. دعاء سلطان" ، تحدثوا جميعاً عن ابتذال الفيلم وأنه استمرار لما يفعله بلال فضل في السينما المصرية من أفلام فاشلة وسيئة وأن عرض مثل هذا العمل في المسابقة الرسمية لمهرجان دولي كافياً لسحب صفة الدولية منه نهائياً ، مقال دعاء سلطان انصب رأساً نحو فضل متحدثة عن صلفة وأسلوبه في مواجهة النقد رغم تاريخه الفني الأسود الملئ بالأفلام التجارية المسفة ..
هذا الهجوم الشديد أثار تعجب واندهاش بعض القراء من ذوي النوايا الطيبة ، حيث أنها المرة الأولى منذ صدور الدستور منذ أربعة سنوات التي تكتب كلمة واحدة ضد أيًّ من أفلام بلال فضل ، والهجوم تلك المرة وصل إلى بلال نفسه وليس فقط أفلامه !
اندهاش قراءنا ذوي النوايا الطيبة وصل إلى أوجه حينما قرأوا الصفحة المقابلة لسمير فريد ، حيث كان العنوان "بلال فضل مثال للصحفي مساح الجوخ والإنسان ناكر الجميل والسيناريست السارق معدوم الموهبة والفنية" ، تحدث فيها سمير عن معرفته بفضل منذ بداية مشواره في الصحافة حين كان يأتي لمكتبه ويجلس بالساعات مكيلاً له كل ما يمكن تخيله من كلمات المديح ، وكيف كان يراه يفعل ذلك مع من له اسم وباع في عالم الصحافة والفنّ وكيف كان يقوم بحمل شنطة الصحفي الشريف – حسب قوله – إبراهيم عيسى والأخير يذوب تأدباً أمام نفاق هذا الشاب البدين وأنّ كل هذا بدأ في التغير بعد وصول بلال فضل وبعد أن أصبح كاتباً يقال عنه أنه كبير وهو – حسب قول سمير أيضاً – ليس كبيراً سوى في الحجم فقط ، باقي صفحة سمير توجهت لفضل كسيناريست منتقداً ركاكة أفلامه ثم فجر عدة مفاجآت يعرفها فقط القريبين من الوسط الفني تدور كلها في صعيد اتهام بلال فضل بالسرقة من كتاب شبان شاء حظهم العثر أن يقعوا في طريقه ، فهو يسرق نص أبو علي من الكاتب حمدي عبد العزيز – الذي رفع عليه قضية ثم سحبها بعد ذلك دون سبب - .. ويسرق نص خارج عن القانون من الكاتب الشاب محمد علاء الدين .. بل وذكر سمير فريد أن بلال يسرق العديد من حبكات ومواقف أفلامه من كتب ومواقف ساخرة يرويها أمامه البعض أو يقرأها هو في بعض الكتب ، منهياً مقاله قائلاً "لقد ظللت أكتب في هذا المجال لأكثر من أربعين عاماً وسأظل بإذن الله طالما امتدّ بيَ العمر ، واجهت العديد من المعارك والصراعات ، اتسم بعضها بالاحترام وشاب البعض الآخر التطاول ، ولكن استمرت مسيرتي الصحفية والفنية بحمد الله أولاً وبسمعتي وسيرتي الطيبة ثانيةً ، وعلى مكثر ما شاهدت فلم أواجه اتهامات أكثر دونية وحقارة مما قاله هذا البدين ، ولا أجد ما أقوله أمام كل هذا إلا ثقتي في القراء على إيجاد الحقيقة ، وأن أذكر نفسي وأذكركم بالقول الشهير الذي يغني عن الكثير من القول : لا تأسفن على غدر الزمان لطالما .. رقصت على جثث الأسود كلابا ، لا تحسبنّ برقصهن يعلو أسيادهن .. تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاباً"

ولم تتوقف حملة الدستور يوم الاثنين عند هذا الحد ، ففي الصفحة الأولى أيضاً وفي مقال رئيس التحرير تحدث طوال مقاله عن ميثاق الشرف الصحفي الذي ينتهكه البعض وعن الأخلاقيات التي غدت منعدمة .. إلخ هذا الكلام ، ظن البعض أولاً أن عيسى يقصد كتاب الحكومة الذين دأب على مهاجمتهم ، إلا أن مطالعتهم للصفحتين الفنيتين قد أظهر لهم العكس ، وأن عيسى لا يتحدث سوى عن فضل ، كان هذا مؤكداً أكثر بعد مقال خالد السرجاني في صفحة الرأي "6" الذي تحدث فيه بشكل أكثر صراحة من عيسى عن المصري اليوم ومقال بلال وما يمثله من مساس بصون وجلال صاحبة الجلالة ، بل ووصل السرجاني من الجرأة درجة قوله أنه من حق سمير فريد الآن رفع قضية مضمونة على المصري اليوم وفضل كي يحفظ حقه منهما ، مؤكداً على رفضه الدائم لحل قضايا الصحفيين في ساحات المحاكم إلا أن الأمور تستلزم ذلك أحياناً ..

في هذا اليوم بدأَ واضحاً للجميع أن هناك معركة غريبة المعالم قد بدأت ولا يعلم أحد متى ستنتهي ، لذلك فقد انتظر المهتمون عمود بلال فضل لليوم التالي بفارغ الصبر ..

في اليوم التالي .. الثلاثاء ( 25 نوفمبر ) ، لم يكن الأمر مجرد عمود ، بل نصف صفحة كاملة لفضل بعنوان "ربنا لا تآخذنا إن نسينا أو أخطأنا .. ربنا لا تآخذنا بما فعل السفهاء منا"

فضل كان من الذكاء لكي يعلم أن كل ما قد يقوله بشأن سمير فريد قد انتهى وأن الأمر الآن خرج من سياق السينما والمهرجان والفيلم وذهب ليصبح معركة بينه وبين إبراهيم عيسى رأساً ، وقد كان من الذكاء أيضاً ليعرف أن مهاجمته لعيسى وكشفه لمعلومات تمس سمعته المالية والنضالية والسياسية ستمس سمعته ومصداقيته هو نفسه ، لسبب بسيط وأنه منذ عدة أسابيع فقط كان يسبّح بحمد عيسى في كلّ جيئة وذهاب وفي مقال نشر ليلة القبض على عيسى في مسرحية الشهرين سجن والتدخل الرئاسي الشهير ، لذلك فقد اختار فضل حيلة مسرحية قديمة ، وهي أن يبدو بمظهر الحمل الوديع الذي هالته الحقائق التي اكتشفها في وادي الظلمات فتحول مجبراً إلى ثورٍ هائجِ ..
بلال افتتح مقالة بالآية القرآنية سالفة الذكر ، ثم ذكر بعدها أنك قد تخدع بعض الناس بعض الوقت وقد تخدع كل الناس كل الوقت ولكن أبداً لن تخدع كل الناس كل الوقت ، ثم استمر بعدها في وصلة من معاتبة الذات وأن الأعمى الذي استيقظت أخيراً قرنيته ورأى ما لم يكن يريد أن يراه ، إلى آخر تلك المقدمات التي تظهره بمظهر من لم يكن يعرف عيسى والدستور على حقيقتهم والآن عرف ..
بلال ذكر الكثير من المعلومات بشأن عيسى خلال السنوات السابقة ذاكراً ما قاله أنه "مجرد بعضٌ من كثير مما اكتشفه خلال الفترة السابقة ووجد أن من واجبه وحسن أمانته أن يذكره للقراء الأعزاء حتى لا يشارك في خداعهم أكثر من ذلك" :
1- تساءل أولاً عن السبب الذي جعله يعمل في كنف رجل الأعمال الشهير أحمد بهجت في وقت كان الأخير متهماً فيه بمص دم الفقراء "سكان مصر الأصليين" ونهب فلوس البنوك في حين كان يصفه عيسى برجل الأعمال الوطني الشريف ؟
2- تساءل عن السبب الذي جعل الدولة توافق على تحويل الجريدة لجريدة يومية رغم صعوبة الإجراءات التي تؤدي لذلك ؟ ثم عقب "هل يمكن تفسير ذلك سوى كونه مكافأة من الدولة لأن مخططها - الذي بلعه البلهاء من أمثالي وظنه رفعاً لسقف الحرية من مناضل ورجل شريف لا يهاب أحد - قد تم على خير ونجاح ؟"
3- تساءل عن مؤهلات شادي عيسى الذي تجعله يصبح صحفياً في الدستور .. ثم عضواً بالنقابة .. ثم سكرتيراً للتحرير ، وأخوه المناضل الفذ يناهض التوريث ويرفضه !
4- أشار بخبث ومن بعيد لاهتمام الخارجية الأمريكية بإبراهيم عيسى وعن سبب هذا الاهتمام الكبير برجل هو فقط رئيس تحرير جريدة مستقلة في مصر
5- تحدث فضل عن بعض المعلومات التي قال أنها موثقة ومؤكدة ويوجد عليها شهود لا يخافون في الحق لومةِ لائمٍ ، أولاً عن راتب إبراهيم عيسى الذي يتخطى العشرين ألف جنية شهرياً – إلى جانب ما يتقاضاه من الفضائيات بالطبع ! - في حين لا يزيد راتب أي محرر في الجريدة عن خمسمائة جنية ، وثانياً عن الواقعة الشهيرة التي ترك بسببها عمرو سليم وخالد البلشي الجريدة منذ فترة طويلة حينما اعترض بعض المحررين على ضآلة مرتباتهم فوقف إبراهيم في منتصفها قائلاً "اللي مش عاجبه الباب يفوت جمل ، أنا اللي جبتكم من على الرصيف وأنا اللي أقدر أرجعكم ليه تاني" ، وثالثاً قوله منذ فترة قريبة لبلال شخصياً حين حدثه عن حقوق المحررين "كفاية إنهم بيشتغلوا في جريدة رئيس تحريرها إبراهيم عيسى"

واختتم فضل مقاله بقوله "منذ فترة قريبة كنت لازلت مؤمناً به كقائل كلمة حق أمام سلطان جائر إلى أن جاء "الوعد الرئاسي" الذي عفا عنه وقبله عيسى بنفس رحبه وشاكرة كانت قد أصدعت رؤوسنا على مدار سنوات في أن هذا حق وليس منحة ، بعدها بدأت ألضم الخيوط مع بعضها وأتساءل عن الأسباب وأفيق من غيمتي التي استمرت لسنوات وسنوات ، وكم كان الجرح غائراً حين أطعن فيمن حسبته دائماً المعلم والأستاذ والمكتشف والمناضل الحقيقي ، ولم أرد أن أثقل على كاهلكم أكثر من ذلك بحقائق يجف لها الحلق وتنهمر على أثرها الدموع ، وقد أدركت الآن فقط أن أهم درس قد تعلمته من عيسى وأنا في عقدي الرابع أنك لا تستطيع الرهان على ذمة وصدق أحد سوى نفسك ، ولذلك ولاحترامي لكم ولنفسي قبل كل شيء أخبرتكم بما علمت لأنني لن أسمح أبداً بأن أزيف وعيكم متعمداً ، سامحوني وادعوا لي بتخطي تلك الصدمة التي تلقيتها وحيداً في أستاذي ورمزي الكبير "

الأربعاء ( 25 نوفمبر ) .. دارت المعركة على جبهتين ، الجبهة الأولى كانت المصري اليوم ، كتب فضل مقالاً اعتيادياً عمن يسميهم "السكان الأصليين لمصر" مؤكداً على شهامته وجدعنته وانتماءه لهم مهما حدث ، بلال كان يدرك أنه ليس من الفطنة مهاجمة عيسى ليومين متتالين ، الأفضل والأكثر حنكة هو أن يصبح الأمر كمباراة تنس غير محددة الأشواط ، لكل منهم ضربة ثم ينتظر ضربة الطرف الآخر ، في نفس الجريدة كتب مجدي الجلاد مقالاً دبلوماسياً يحاول فيه تهدئة الأمور حيث تحدث عن "المحترم سمير فريد .. والمحترم إبراهيم عيسى .. والمحترم بلال فضل .. والمحترمة الدستور .. والمحترمون من القراء" .. مجدي الجلاد كان دبلوماسياً للدرجة التي جعلتني أصاب بقرحة في الاحترام بعد قراءة مقالة الذي كتب على طريقة "كلنا حلوين مع بعضينا" ..

في العدد الأسبوعي من الدستور كان الأمر مختلفاً عما حاول الجلاّد أن يقوله كي ينهي الأمر ، ابتعد عيسى عن الرد المباشر عن أيّ مما ذكره فضل في مقاله لليوم السابق مكتفياً بإشارة لاذعة بين سطور مقاله – الذي وجهه كالعادة لنقد الرئيس وابنه وزوجته وحاشيته والشعب والناس والمجتمع والأحزاب والدول والكرة الأرضية - بقوله أكثر من مرة "الكلاب تعوي والقافلة تسير" ، وعلى طريقة "أنا هخلي أهيف واحد من رجالتي هو اللي يردّ عليك" امتلأ العدد الأسبوعي من الدستور في النيل من بلال فضل .. بشكل مباشر وغير مباشر وبكل الأشكال الممكنة ، الصفحة الفنية قامت بعمل صفحة كاملة لتحديد أسوأ عشر أعمال خلال سنوات الألفية عن طريق استفتاء بين المحررين ، بلال ذكر اسمه في أربعة أعمال من العشرة ليتوج كأسوأ سيناريست خلال تلك الفترة ، في الصفحة النقدية – أو سمها كذلك – يقوم محمد هشام بنقد مجموعة بلال القصصية واتهامها بالسرقة من عتاولة الكتابة الساخرة في مصر ، تنشر الدستور في صفحة المدونات
تدوينة الكاتب محمد علاء الدين التي تتهم بلال فضل بسرقة أحد سيناريوهاته وأنه – أي بلال – قام بسبابه حين اتصل به مستفسراً بهدوء عن السبب الذي جعله يسرقه ، في صفحة خالد كساب يكتب العايدي قصيدة هجاء ما بعد حداثية فهمها حوالي 10% على كونها موجهه لنقد بلال ولم يعترض ال90% الآخرون لأنهم لم يفهموا شيئاً منها أساساً ، كساب يكتب عن إبراهيم عيسى وشهامته ومساعدته للعديد من الكتاب الشباب وأنه قادر على الاستمرار على الرغم من أنياب الكلاب التي تنهش في ذاته المصونة ، أكثر من كاريكاتير في صفحات الجريدة يرسم شخص بدين غير محدد الملامح يرتدي زي السارقين المخطط الشهير في أوضاع مختلفة ، وهكذا كان شعار جريدة الدستور في عددها الأسبوعي الماضي "النيل من بلال حياً أو ميتاً" ..

يوم الخميس ( 26 نوفمبر ) .. بدا شعار بلال في نصف صفحة جديدة وكأنه "عليّ وعلى أعدائي" ، بلال لم يترك واحداً ممن هاجموه إلاّ وهاجمه ، أطاح في الجميع بلا هوادة ، قال عن سيناريو علاء الدين أنه لو سرق أحد منه هو مثل هذا
السيناريو الردئ لحمد الله وفضل شكره ولن يفتح فمه على سرقة سيناريو فيلم هندي – على حد وصف بلال – كسيناريو علاء ، أشار للسارق العصري – الذي هو العايدي بالطبع – الذي يقوم بترجمة الروايات الأجنبية بلهجة شبابية كي يصبح رمزاً للأدباء الشبان وحاملاً لواءهم ، تحدث باستفاضة عن الكاتب المطيع – لم يحدد أي اسم ولكنه كسّاب بالطبع ! – الذي يدور في كنف رئيس التحرير ويتحرك بأمرته في مقابل صفحتين يرتع فيهم مع أصدقاءه وأحباءه وحبيباته ولا مانع أيضاً من أن يحضر أخيه عديم الموهبة ، والصفحة الفنية كذلك نالت جزءً مهماً من هجوم بلال حيث وصف أغلب العاملين فيها بأنهم "ملهمش فيها" لذلك فهو يعذر جهلهم الشديد ويرى أن اعتبار أربعة من أفلامه ضمن قائمتهم للأسوأ هو مجرد وسام على صدره ..

ثم اختتم فضل مقاله بقوله "المناضل الكبير الذي يصدع رؤوسنا ليلاً نهاراً بقدرته على مواجهة الحكومة والنظام .. الذي يصف الشعب المصري بكونه قرني ويصم المعارضة بالمستأنسة ، لم يستطع الرد على أيّ مما ذكرته ، وبدلاً من ذلك استخدم أسلوباً رخيصاً في إطلاق كلابه وألاضيشه على شخصي المتواضع ، ولا أجد ما أقوله سوى : أنني لها"

في الجانب الآخر بدأ عصام إسماعيل فهمي – رئيس مجلس إدارة الدستور وصوت الأمة والحلوة – في الدفاع عن عيسى بطريقته ، حيث قام بإصدار تعليمات لرؤساء تحرير بقية جرائده في الهجوم على بلال فضل ونشر فضائحه المخفية خلال السنوات الأربع السابقة ..

وعلى جانب ثالث ، دخلت روز اليوسف اليومية والأسبوعية المعترك بتحقيق كبير عن الموضوع يبرز أهم تجلياته وفضائحه مع مقالين يحلقان في الأفق البعيد من الزعيمين كرم جبر وعبد الله كمال عن المعارضة "اللي وقعت في بعض" وشرف صاحبة الجلالة "اللي داس عليه اللي يسوى واللي ميسواش" وعن أن ما يحدث بين اثنين من أهم منتقدي روز اليوسف يبين إلى أي مدى كان القائمين عليها "ولاد حلال مصفي" ويبين أيضاً أن الرئيس مبارك هو الأصلح لمصر في المرحلة الحالية وفي كل المراحل بإذن الله ..

الأمور لم تنتهِ عند هذا الحد بالتأكيد ، ومن المنتظر دخول أطراف أخرى في صلب معركة صحفية قد تكون الأقوى والأشرس والأكثر إثارة منذ بداية الألفية على الأقل ، فضائح كثيرة ستتكشف .. رموز عديدة ستسقط .. لهيب سينال الجميع .. ومصر قابعة في المنتصف تتابع بحسرة وحزن ولا نملك سوى أن نتابع معها ، معكم ومن أجلكم ومن أجل الحقيقة ..


- نشر في جريدة مزامير الأسبوعية .. عدد الجمعة ( 28 نوفمبر 2008 )

21 نوفمبر 2008

قد الخير اللي ما بينا سوا


-
شايفها إزاي ؟ 

- شايفها إزاي ! ، هتبقى أجمل بنت في الدنيا حتى لو مكنتش أجمل ولد ، هتبقى ست الحسن في الحواديت حتى لو أنا مش الشاطر حسن

03 سبتمبر 2008

عتبات البهجة

"حتى إذا بلغ مغرب الشمس واكتمال القمر وجدَ البحر مداداً والشط مهاداً ونفسه تتبع هدى الفرحِ فلا تضلَّ من وراء ذلك أبدا"

*****

بعد فترة من الحزن والشجن ، أتخذُ عدة خطوات نحو العتبات ....

*****


المشهد 1 : بنت البارح كبرت اليوم

"وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" *

كل أما أشوف مريم بتكبر في عنيا بيبقى نفسي أسبق الأيام عشان أخدها بالحضن وأغنيلها "يا ملاك يا جنية يا ست الحسن" ، فستانها الأبيض .. شعرها ديل الحصان .. ابتسامتها اللي بتنور الدنيا .. عنيها سوداء النني اللي بتهوّن عليا كل حاجة وبتقولي إن بكرة أجمل طالما فيه مريم بتكبر وبتزهّر ، "مَريم يا محمد" ، أجمل حاجة في الدنيا .. مش عشان بنتي بس عشان هي حتة من الجنة ربنا زرعها ع الأرض .. تملا كل مكان تروحه رائحة طيبة وجنات تجري من تحتها الأنهار ..

من يومين كانت نايمة على كتفي .. وإيدها ماسكة إيدي وبنتفرج سوا على كازبلانكا .. مكنتش قاعد أتفرج على الفيلم قد ما كنت قاعد أسرسب نظري ليها وأشوفها وهي بتتفرج على أكتر فيلم حبيته .. واللي مفرحتش قبل كده في فرجتي عليه قد ما فرحت وأنا بشوفه بعنيها ، بعد ما خلص فضلنا ساكتين حبة وبعدين قلتلها :

- مريم
- نعم يا بابا
- انتِ أجمل بنت في الدنيا شفتها بتقول يا بابا


كنت عايز أقولها سرّ محكتهولهاش قبل كده عن الفيلم ده ، قلتلها إني "وأنا صغير .. مش وأنا صغير أوي وأنا شاب يعني ، وعدت بنت زي القمر إني مش هشوف الفيلم ده تاني قبل ما أشوفه معاها ، وبعدها فضل البُعد يتسرسب بينا ووعدي ليها متنفذش ، وفضلت سنين مشوفش الفيلم ده عشان مكسرش الوعد وعشان حاسس إحساس عبيط إني لو فضلت مشوفتوش هي هترجع في يوم من الأيام ولما نشوفه هتبقى دي أجمل مرة أشوف فيها الفيلم في حياتي ، بس لما انتِ جيتي وبقيتي تقعدي معايا وأنا بشتغل وتقعدي على حجري وأنا بتفرج على أفلام ، حسيت إننا لازم نشوفه سوا وطلعت الفيلم اللي رغم السنين لسه فاكر كل لقطة فيه ، وشفناه أنا وانتِ ويوسف اللي كان لسه بيبي ومامتك ، كانت هي فرحانة عشان دي أول مرة نشوف سوا الفيلم اللي هي عارفه بحبه قد إيه ، وانتِ كنتِ مزعجة زي كل العيال الصغيرين ، شوية تنامي وشوية تسألي ، لما الفيلم خلص خدتك انتِ ويوسف في حضني وبوست مامتك من قورتها وحسيت إحساس كده ميتوصفش ، حسيت إن دي أجمل مرة في حياتي أشوف فيها الفيلم ، وحسيت بالفتى الجميل اللي ادى الوعد أول مرة بيبتسم من بعيد وهو حاسس إن أخيراً وعده اللي عمره أكتر من خمستاشر سنة اتنفذ"

ابتسمت وباستني في خدي ، دايماً مريم مبتقولش بس بحس إنها أكتر حد بيفهمني ويحس اللي بقوله ، نسخة مني على أحسن بكتير

قلتلها : "عارفة يا مريم ، زمان أوي .. وأنا شاب برضه ، كان جالي وقت حسيت فيه إن ممكن أستغنى عن أي حلم شخصي مقابل إني أكون أب كويس ، ممكن أتخلى عن إني أبقى مخرج أو كاتب أو أي حاجة اتنمنيتها قصاد إني لما أرجع م الشغل مثلاً ألاقيكي انتِ ويوسف بتجروا عليَّ وتقولوا بابا جه وتخدوني بالحضن ، وفضل الحلم ده معايا سنين إني عايز أبقى أحسن أب .. حتى مش شرط أحسن قد ما مهم أكون أب كويس وأشوف في عنيكي انتِ ويوسف إنك مبسوطين وفخورين بيّ ، بس أول يوم ليكِ في الدنيا .. أول ما شفتك ومن أول واء واء واء حسيت إن الحلم مبقاش مجرد خيال ، بقى حقيقة في إيدي لازم أحافظ عليها ، ومن يومها كل ما أبص لعنيكِ أو أشوفك انتِ ويوسف بتكبروا خطوة ورا خطوة أحس إني أب كويس ، ما هو مينفعش تبقوا كده ومكونلكمش أب تستاهلوه"

بعد ما خلصت حطت راسها على كتفي وطلبت مني أحكيلها حدوتها المفضلة ، الشاطر حسن وست الحسن ، كان ياما كان يا سعد يا كرام ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام .. "عليه الصلاة والسلام" ، ونامت في نص الحدوتة كالعادة ، حطيت راسي على دماغها الساندة على كتفي .. ونمت


مشهد 2 : يهزوا قلب الليل فرح


"إذ رزقه الله بأخين ، فلما جاء الأول سُمّيَ عُمَر ، ولما جاء الثاني كان عَلِيْ ، وقد كانَا لَهُ خيرٌ من الدنيا وما فيها"




مشهد 3 : الحواري تلف قبل الخيال ، بكرة في إمبارح هنرجع عيال **

"وأولئك الشباب الذين ارتدوا صبية كانوا هُمُ الفَرِحُون"

وزي الحلم الغريب اللي بيداعب قلوب لسه عايش جواها عيال صغيرة بتلعب الكورة بحتة حجر ، وزي الرسام الماهر اللي خلا الشمس تفتح جناحتها وتنسج خيوطها وتاخد الدنيا في حضنها ، وزي مشهد ليوسف شاهين بتفضل فيه إسكندرية رمز الحلم والبهجة والحرية واللحظات المسروقة اللي بتملا كل الدنيا فرح

كانوا ماشيين في ممر القلعة ، البحر على شمالهم وعلى يمينهم والشمس لسه بتفتح عنيها من النوم عشان تقولهم
"صباح الخير يا شباب .. صباح مسكّر يا أحباب"

أكتر ما فيهم نايم كان يجيله يوم بليلة صاحي ومن التعب نعسان ، بس واحد فيهم قال :

- هات الكنزاية اللي هناك دي وبصيهالي

وراح التاني - زي الطفل - قال حاضر

مين وقتها اتحرك ، الزمن القديم هو اللي جري لقدام ؟؟ ولا هما اللي رجعوله لورا ؟؟ ، يباصوا الكنز باستمتاع وطفولية وعبط ، وواحد منهم لقى نفسه فجأة في وسطهم .. يباصوا ما بينهم وهو يحاول يحلق ، ولما يلحق .. ينزل التاني في النص ، وبقى أكبر ما فيهم عيل عمره ست سبع سنين في لعبة اسمها "الكلب الحيران" ، وناس تعدي وتتبسم .. وناس تقف تتفرج .. وولاد حلال يقولوا "طيب يا شباب ممكن أجيبلكم كورة تلعبوا بيها بدل علبة البيبسي" ، وهما .. ولا هما هنا ، مكملين وبيلعبوا ، بيجروا ورا الفرحة ، الفرحة اللي كانت كانزاية مهملة على جنب الطريق

- ياه يا محمد ، أنا بقالي كتير أوي كان نفسي أرجع طفل


مشهد 4 : قول للغريب حضنك هنا

"فرأى وعد الله قريب وعلمَ أن البين لا يفرق الدروب"

.....
- كان وحشني صوتك أوي يا محمد .. أوي
- وانتِ وحشتيني بكل حاجة فيكِ ، ارجعي بقى
- كله بوقته
- طيب عشان خاطري ووحياتي عندك افضلي كويسة ، مش هعرف أكون كويس لو حسيت إنك تعبانة
- وحياتك عندي وحياة فاطمة وحياة ماما أنا كويسة وهحاول أفضل كويسة
- وعد
- وعد

"تونسك ضحكة صوتها ويصحي صوتها أحلى ما فيك"

ومقلتلكيش يومها إن انتِ المكعب الوحيد الناقص في لوحة فرحتي الكاملة


مشهد 5 : زغرد النور جميلاً ملهما ، يصل الأرض بأحضان السما **

"وكان البحر أمامهم والشط تحت أقدامهم ، ولما جنَّ عليهم الليل مشيا حتى اقتربا من صياح الديك ، إذ قال أحدهما لصاحِبِهِ :
( تيجي ننام ع الرملة ؟! )"

وقتها حسيت براحة مش عارف مصدرها كان إيه ولا كان جاي منين ، بس الإحساس نفسه كنت عارفه .. إحساس نقي بيجردني من كل ما يسوء ويخليني زي الروح الصافية ، شبة نور الشمس لما يحضن السحب ساعة الصبحية

" عارف إيه أجمل حاجة في الدنيا ؟ ، مش إنك تكون ناجح أو إنك تحس إنك محقق ذاتك أو حتى محقق أحلامك ، ممكن في لحظة – بصرف النظر عن مدى دوامها – تحس إن كل ده مش حقيقي وإن أحلامك مش أحلامك ولا ذاتك المحققة هي اللي انتَ كان نفسك فيه ، أجمل حاجة في الدنيا بجد إنك تكون متصالح مع نفسك ومتصالح مع كل حاجة حواليك ، حابب ذاتك ومتفهم جروحك ، عايز تحضن نفسك جوا كل اللي بتحبهم"
":)"
"وعارف إيه أجمل حاجة في اللحظة اللي إحنا فيها دي ؟"
"؟؟"
"إني حاسس بنفسي حامل أجمل ما فيَّ ، وعشان كده شايف وشوش كل اللي بحبهم على القمر المكتمل قدامنا وبيتبسم"

*****

.... أتخذُ عدة خطوات نحو العتبات ، أو تتخذ العتبات خطواتها نحوي .. ثم أدخل


-----

* قرآن كريم .. سورة "آل عمران"
** فؤاد حداد .. مش فاكر قصيدة إيه !

06 أغسطس 2008

Chahine .. Again & Forever

اللي عايز يبقى كويس لازم يعرف الناس

واللي عايز يعرف الناس لازم يحب الناس

وإذا كنت عايز تحب الناس لازم تفهمهم أوي على طبيعتهم

وتسامحهم أوي ، برضه على طبيعتهم


يوسف شاهين


24 يونيو 2008

نبض قلبي متقسّم بيني وبينه


بننجرح
كل يوم لكن
لكن بيفرحنا
إن انتَ جوا القلب
ساكن في أفراحنا
وانتَ الأمل في العيون
والنشوة ساعة الجنون
وإياك تكون زيهم
وتروح وتجرحنا
ده انتَ الوحيد منهم
تقدر .. تريّحنا



( 3 )

يوسف




- ناوي تنتحر ولا تتعالج ؟ .. ولا عايز تموت ؟؟
- نتعالج زي بعضه


وفضلت زي الحديد .. انتَ معجزة ياض


من وقت فيلم هي فوضى ، وأنا عندي إحساس إني لو صحيت يوم الصبح واتقالي إن شاهين تعيش انتَ هيكون رد فعلي شوية حزن مش كتار .. وشوية تهوين لنفسي إنه كده كده بطّل إخراج فعلياً من عشر سنين ومبقناش مستنيين منه سينما حقيقية من تاني ، كنت متخيل إني هبتسم بسينمائية وأقول الله يرحمه وبعدها آجي أكتب بوست شاعري في المدونة ويكون عنوانه جملة من قصيدة لصلاح جاهين بتقول "موت مين ده يا يوسف اللي يحوشك عنا ؟" وبعدها أنسى واتفرج على أفلامه وأقول لنفسي كيتش تقليدي زي إن اللي بيفضل من الفنان هو إبداعه وكلنا لها ..
بس اكتشفت إن كل ده ميزيدش عن كونه هبل وعبط لما يوم الاتنين اللي قبل اللي فات عرفت الصبح إن شاهين عنده أزمة صحية وحياته قدامها أيام بس وبعدين يزق – وده التعبير اللي كان بيوصف بيه الموت دايماً - ، وقتها كانت أول مرة في حياتي تقريباً أقابل فيها فكرة الموت لحد قريب مني بالقدر ده ، كنت مرعوب من الخوف .. أول ما دخلت على النت عشان أشوف أخبار عنه كنت خايف فعلاً أدوس ريفرش لأي موقع ويطلع خبر إن شاهين زَق خلاص ، كنت حاسس إنه بيستهبل وبيستعبط وإنه خاني ومات قبل ما أشوفه وده مش من حقه .. أو على الأقل مش اللي أنا كنت متخيلة ..


حد هيصدقني لو قلت إن يوم السبت اللي قبل اللي فات – قبل أزمته بيومين – كنت بفكر أنزّل بوست عن حدوتة مصرية فيه حوارات حافظ كل كلمة فيها وكادرات بعشق كل حتة منها ؟؟

من أكتر من أربع أو خمس سنين وشاهين بالنسبة بقى رمز إنساني مش مجرد مخرج عظيم .. حدوتة حياته وحبه وأفلامه وإرادته .. الشاب الصغير الشغوف بالسينما ونفسه يسافر أمريكا يتعلم .. والمخرج العظيم اللي رجع وبقى الرمز السينمائي العربي الأول .. والإنسان اللي مليان حب وحنية وعشق للحياة وأخطاء عمره ما أنكرها أو تبرأ منها قد ما اعترف بيها وتصالح معاها، كل حاجة في يوسف حلوة بجد حتى عيوبه
كنت عارف إني بموت فيه كبني آدم مش بس كمخرج ، بس أول مرة أحس إني هتوجع كده لو جراله حاجة كان في أزمته الصحية الأخيرة ، بقى نفسي أبوس إيده وأقوله ربنا يخليك وتفضل موجود بس حتى لو مش هتعمل حاجة ، أقوله دي غنوتك وسط الجموع تهزّ قلب الليل فرح

طول الأيام اللي فاتت الحياة ماشية .. بشوف أصحابي وبتفرج على ماتشات كاس أوربا وبضحك وبهزر ، أيوة الحياة موقفتش طبعاً بس حتة من قلبي فضلت متشعلقة معاه وخلتني مش عارف أعمل أي حاجة تانية جدّيّة .. لا أشوف أفلام ولا أكتب ولا أقرا ، أول حاجة بعملها لما بفتح جرايد إني أدور على صورته وأي خبر يخصه وأول حاجة لما أدخل على النت إني أشوف أي جديد في حالته وفي حياته ، لسه بفرح زي العيل الصغير لما حد يقول عنه كلمة كويسة أو يقول إنه بيحبه وبيحب فيلم من أفلامه أو حتى مشهد من مشاهده .. ولسه بضايق – رغم إني كنت متخيل إني نضجت من فترة – لما حد يتريق عليه وعلى طريقته أو على مشهد أو جملة قالها .. لسه نفسي أوصل كل فيلم ليه لكل الناس وأقولهم إنه مش صعب ولا مبيتفهمش زي ما انتوا فاكرين ..

بس المهم بعد كل ده إن يوسف لسه عايش فعلا ! بعد أسبوع كامل من الأزمة .. يخرب بيتك
اتقال إنه هيموت في 48 ساعة .. واتقال إنه هيعمل عملية في المخ نسبة نجاحها 2% .. واتقال إن عنده مشاكل في الأدوية المتعارضة وإن توقف أدوية سيولة الدم ممكن تعمله جلطة – لا قدّر الله - .. وكل ده كان صحيح ومع ذلك يوسف لسه عايش وبيعافر ، ماشي دي إرادة ربنا وقدره وعمره المكتوب .. بس ربنا بيسبب الأسباب عشان يقول إن دي إرادة حياة لشخص عظيم ، عنده 82 سنة وعمل عمليتن قلب مفتوح وكليته مش شغاله كويس وبياخد أدوية لكل حاجة ومع ذلك يجيله نزيف في المخ ويفضل بيجري ويعافر وبيلعب مع الحياة ويتنطط تحت المطر ..

حتى اللحظات اللي في وسط الأزمة بتكون ماركة يوسف شاهين ، حنينة وبتحضن ، زي إنه إمبارح فتح عينيه لثواني من الغيبوبة يطلّ ع الدنيا ، وزي إنه مسك إيد ماريان خوري وضغط عليها ، زي إنه ممكن يرجع مصر بعد تلات أسابيع ووقتها هكون أسعد حد في الدنيا

مش متفاءل للدرجة اللي تخليني أراهن إنه هيرجع .. أكيد مراهن على يوسف بس مش مراهن على الزمن والعمر ، خايف عليه أوي .. بس فرحان بيه وبإنه حتى في أزماته بيتكلم وبيقول وبيصرخ .. بيمسك في الدنيا وبيطلع أجمل ما فينا ، بيقولي زي ما قال للولد الصغير في فيلم حدوتة : اوعى تخاف .. إحنا الجدعان ..

هترجع تاني ونعمل فيلم ونقول وتقول ؟
مش مهم أفلام تاني يا يوسف .. المهم انتَ ترجع .. انتَ الواد الإسكندراني بتاع هاملت اللي شايل قلب عيل صغير لسه شايف الدنيا مفتوحة .. انتَ الشجرة التي لم تذبل وشاخت وبذرت ..

حفنة رجال طيبون : عن حازم وحسني

ملحوظتين :

1- كنت كاتب البوست ده واللي بعده باسم حفنة رجال طيبون بفكره إنه يكون على بعضه ، وإنه يكون بين تلاتة مبيجمعش بينهم غير إنهم "رجال طيبون" مهمين بالنسبة لي جمعتهم حاجات في الفترة الأخيرة ، بس بعد ما كتبت الجزء بتاع يوسف حسيت إني عايز أحطه لوحده ومش هينفع يتحط في نفس البوست عشان كده قسمته الموضوع لبوستين

2- البوست ده واللي بعده ،، إهداء للبنت الطيّبة أمُّ روح جميلة وابتسامة بحبها .. نسرين .

=========

( 1 )

حازم



أول بطولة كورة أتفرج عليها في حياتي كانت كاس أمم 98 ، منستش حاجات مهمة من البطولة دي لحد دلوقتي .. إجوان حسام حسن المتتالية رغم إن وقتها اتطلب من الجوهري عدم ضمه عشان كبر .. وعودته وهو شايل الكاس اللي كان شكله غريب شوية .. جون أحمد حسن اللي ميتنسيش في النهائي .. فرحة الناس اللي كنت أول مرة أشوفها بالشكل ده ، بس جايز أهم وأكتر حاجة لسه فاكرها لحد النهاردة لما مصر كانت بتلعب في ربع النهائي مع كوت ديفوار وجات الضربة الخامسة ودخل عشان يشوطها اللعيب الحريف اللي كانت لمسته مميزة ووشه بشوش ووسيم .. بعد الضربة دي ما دخلت صرخ أحمد شوبير : حازم محمد يحيى الحرية إمام يصعد بمصر لنص النهائي لأول مرة من اتناشر سنة ، حازم محمد يحيى الحرية إمام

من الوقت منستش اسم اللعيب اللي كان وقتها من أحرف اللاعبين في العالم وبعدها رجع للزمالك وعمل إنجازات متتالية صعب تتكرر ..

الناس بتحب اللعيب الحريف اللي يمتعهم كورة
الناس بتحب اللعيب المحترم واللي أخلاقه عالية وممكن يكون قدوة لولادهم اللي بيحبوه
الناس بتحب اللعيب المفيد اللي بيلعب للفرقة ولمصلحتها بالأساس
الناس بتحب اللعيب اللي بيحترم الفرق التانية أيّ كان انتماءه
الناس بتحب اللعيب اللي تحس معاه بالألفة من أول ما تشوفه

يمكن عشان كده مفيش لعيب كورة في تاريخ مصر نال الحب اللي ناله محمود الخطيب ومحمد أبو تريكة من الأهلي ، وحازم من الزمالك

حازم حريف بطريقة فعلا مشفتش زيها في مصر .. مرة ميمي الشربيني كان بيعلق على ماتش للزمالك رقّص فيه حازم تلاتة لعيبة في كورة واحدة ، راح ميمي قايل لعيب جبار مش ممكن بيعمل كل حاجة في الكورة .. ده ناقص يكلمها ، وعلى مدار العشر سنين اللي فاتوا مفتكرش إني شفت لحازم مشكلة أو غلطة أو خطأ في حق أي حد .. يمكن باستثناء إنه خلف بنت سماها هايا :) ، كان دايماً نموذج للعيب الكورة القدوة بشكل فعلي



في أغسطس اللي فات وفي أول مباريات الدوري في مصر لعب الزمالك مع الإسماعيلي في القاهرة وبعد ما نزل حازم للملعب الإسماعيلي جاب جون نتيجة لأخطاء أكيد مش مسئوليته لإنه بيلعب في الهجوم ، الجمهور وقتها ساب كل اللعيبة وقال "كفاية يا حازم" ، مفتكرش وقتها إن فرحتي لفوز الإسماعيلي على الزمالك لأول مرة من خمس مواسم تخطت حزني وأنا بشوف حازم بعد الماتش وعنيه مدمعه وحاطط الفانلة على كتفه وبيقول إن الجمهور ده هو اللي عمله وهو مش هيقول حاجة غير شكراً ..
إحنا عموماً في مصر بنحب نحمل الأخطاء لشخص واحد عشان نقنع نفسنا إنه لو مشي أو بطل الأمور هتكون أحسن ، رغم إن أغلب مشاكلنا مش في أشخاص قد ما في آليات إدارة ونظم على بعضها ، جمهور الزمالك بعد كبت أربع سنين كان بييجي على أكتر شخص هو بيحبه .. كان بيحمل كل حاجة لحازم إمام

وفي 25 مايو 2008 وفي آخر ماتشات الموسم نفس الجمهور اعتذر لحازم وخلق لحظة من أجمل ما يكون
كان فيه شوية حاجات قبل ماتش نهائي الكاس بتخليني أشجع الزمالك ، أهمها كان إن حازم يختم حياته الكروية ببطولة والناس كلها تقف وراه وتهتف باسمه زي ما كان بيحصل دايماً ، بس اللي حصل يومها كان أجمل مما اتمنيت ومما أي حد اتمنى لحازم ولنهاية حياته الكروية ، كانت أجمل لحظة نهاية مسيرة للاعب أشوفها ..
بداية باللعيبة اللي لبست تي شيرتات مكتوب عليها لا للاعتزال وعليها صورة حازم .. وللجمهور اللي فضل يهتف ويشجع حازم طول فترة قبل الماتش .. ولما الزمالك خد الكاس تم اختصار فرحة الزملكاوية كلها في شخص واحد هو حازم إمام ، قد إيه كان جميل وهو بيحاول يمسك دموعه أو وكل ما حد يكلمه ميلاقيش غير شكراً .. ألف شكر بجد

كانت أجمل لحظة ختام فعلاً وكل الظروف لعبت ناحية إنها تكون لحظة استثنائية متتنسيش .. الزمالك اللي مخدش بطولة من أربع سنين .. والظروف السيئة اللي قبل الماتش .. عشان يكون الماتش ده تحديداً – اللي بيشهد آخر مباراة لحازم – نقطة فاصلة في تاريخ الزمالك ككل ، الجمهور العظيم اللي ملا الإستاد .. واللعيبة اللي عملت موقف أكتر من رائع في الفانلات اللي لبستها .. كل طاقات الحب اللي اتوجهت ناحيته في اليوم ده لحد ما طلع يرفع الكاس

كإن الدنيا كانت بتعتذرله عن كل حاجة زعلته أو حزنته طول الأربع سنين اللي فاتوا

يمكن عشان كل جمال الختام ده كان نفسي حازم ميتراجعش في قرار اعتزاله ويستمر فيه ، عشان الجمهور ميطلبش منه تاني إنه يبطّل ، وعشان يفضل مكتوب إنه ختم حياته الكروية مع بطولة مهمة كانت فاصلة في تاريخ الزماك ، وعشان يفضل مكتوب إنه ختم حياته الكروية وكل الناس بتقوله يستمر ..

حازم لعيب كبير وجميل مش هيتنسي أبداً وأيّ كان المجال اللي هيكمل فيه .. إعلامياً أو إدارياً أو فنياً ، أفتكر إن الدنيا هتديه عشان هو يستحق




( 2 )

حسني



حسني عبد ربه .. دراويش جوه في قلبه

وأشهد يا واد يا إسماعيلاوي إني محبتش في عمري لعيب كورة قد ما حبيتك !

من سنة 2002 واسم حسني ابتدى في الظهور فعلياً مع الإسماعيلي وكان موهوب ومبشر بشكل واضح ، وبعد رحيل بركات من الإسماعيلي لبس الرقم بتاعه ولعب في نفس مركزه جنب رفيق دربه أحمد فتحي ، ومع مدير فني محترم زي بوكير ومع فريق متوسط أعماره كانت 20 سنة قدر وقتها إنه يوصل مع الإسماعيلي لنهائي بطولة أفريقيا ونهائي دوري أبطال العرب ، وابتدت الجماهير المصرية تعرف حسني وفتحي باعتبارهم أحسن اتنين لعيبة ناشئين في مصر ..

بعدها حسني سافر احترف .. ورجع تاني للإسماعيلي ، ونتيجة للتآخر في سداد آخر قسط في تعاقده من رئيس الإسماعيلي قام ستراسبورج ببيع اللاعب للأهلي ونتيجة لضعوط يطول شرحها مضى هو كمان للأهلي مع رغبته اللعب للإسماعيلي ، وفضل النزاع حواليه مستمر بين الأطراف التلاتة ..

وبعد سنة كاملة من النزاع وبحل ودي مع النادي الفرنسي حسني هيفضل معانا زي ما كان عايز وبيتمني
فرحان جداً للإسماعيلي بس مش قد فرحتي إن حسني كبني آدم أخيراً هيرتاح نفسياً وموضوعه هينتهي ويرجع يركز في حياته وفي شغله وهو مستقر

حسني فيه كل حاجة حلوة ممكن تكون في بني آدم ، ملتزم ديناً وملتزم أخلاقياً .. أمين في شغله وحريص عليه .. منتمي لناديه بشكل تام .. بيحب زمايله وبيحب جماهيره وبيحترمهم قد ما بيقدروه .. مرتبط بعائلته وزوجته وكل الشهرة والنجاح اللي نالهم مخلهوش أبداً يتغرّ أو يعمل تصرفات بعيد عن اللي اتربى عليه

زي النبات الأصيل



من مواقف حسني الجميلة ، لما في أمم أفريقيا 2008 كان عايز يشوط ضربة حرة على حدود المنطقة وأبو تريكة قاله سيبهالي راح بايس على دماغه وقاله ربنا يوفقك
نفس الموقف حصل مع الإسماعيلي في ماتش أسمنت السويس ، كان وقتها جات ضربة جزاء لينا وكان حسني هو اللي المفروض بيشوط ضربات الجزاء – وهو الأول على مستوى مصر مش بس الإسماعيلي - ، وقتها كان محمد فضل بقاله كتير مش بيحط أجوان وكان محتاج ثقة ، فقال لحسني سيبهالي .. فحسني راح حطهاله عند نقطة الجزاء وقاله ربنا يوفقك فيها يا محمد

ده بني آدم جميل أكتر منه بكتير لعيب كورة محترم ومهم

وفي الأزمة الأخيرة بعد ما المحكمة الرياضية حكمت لستراسبورج في أحقيتها بحسني ، أغلب جمهور الإسماعيلي قال مش بإيده وإننا هنفضل نحبه حتى لو راح الأهلي لإنه مش عايز والغلطة من الأول خالص مش غلطته ، بس هو كان راجل وخد موقف مفيش لعيب في مصر ممكن ياخده لما مضى على رغبته في فسخ التعاقد مع ستراسبورج واللعب للإسماعيلي .. رغم إن ده ممكن يعرضه للإيقاف والغرامة الكبيرة ، بس هو نفذ اللي هو عايزه .. اللي هو مقتنع بيه ، احترم حب الناس الرهيب ليه – حبهم ليه مش خوفه منهم – ومضى رغبته اللعب لينا ، لحد ما ربنا كرمه والموضوع انتهى بشكل ودي ..

حسني عنده تلاتة وعشرين سنة وفي السنة الأخيرة تعرض لضغوط كانت أكبر من إنه يستحملها ، بس مع ذلك فضل واقف وبيلعب وبيكمل ..

بشكل شخصي نفسي طبعاً يفضل معانا .. هو أفضل لعيب كورة في مصر ومفيش حد زيه ، بس نفسي أكتر إن ربنا يكرمه ويحترف في أوربا ويحقق حلمه وحلمنا فيه

وأيًّ كان الجاي .. وزي ما قلت قبل كده : مش هييجي أعزّ منك مهما جاني


12 يونيو 2008

وتشتي الدني في احدى أيام الصيفية

6 يونيو 2008 :

- رحت فين ؟

- موجود ، مرحتش

- من ساعة ما جيت وانتَ شكلك مش مظبوط وكنت بقول أسيبك لحد ما تتكلم لوحدك بس واضح يعني إنك مش هتتكلم في سنتك ، فيه إيه ؟

- مفيش يا بنتي ما أنا زي الفل آهه

- يا سلام ، عليَّ أنا ؟!

- .....

- مالك ؟


- أنا خايف !

- آي ، دي أول مرة أسمعك تقولها

- يمكن

- خايف من إيه ؟ وليه ؟!

- مش عارف ، حاسس إني بتسرسب منّي ، حاسس إن حاجات بحبها بتسرسب .. فيا وحواليا

- مش فاهمة ، انتَ زي ما انتَ ، محستش إن فيه حاجة فيك اتغيرت أو إنك بتتسرق و بتتسرسب

- يمكن من بره

- ومن جوا ؟؟

- .........

- ....؟....

- خايف أكره ، خايف أتعكّر واتوسخ ، خايف آجي في وقت يبقى نفسي أبعد واهج ، أو في وقت تاني ألعن أبو الدنيا على أبو الناس ، فاكرة في الاختيار لما كان محمود بيقول "وفي آخر الطريق هتقابل اللي ألعن م الشيطان ، هتقابل نفسك" ؟ .. خايف كمان شوية ، مش في آخر الطريق حتى ، لما أبص في المراية ألاقي حد تاني معرفوش ، حد غير اللي كنت متخيلة

- ليه كل ده يا ابني ، فيه إيه ؟؟

- مفيش أسباب كبيرة ، متقلقيش

- لا والله ، تصدق شكلك فعلاً يخليني مقلقش

- :)

- اتكلم بقى

- بجد مفيش أسباب كبيرة لكل اللي أنا حاسس بيه دلوقتي ، أنا بس بقالي أكتر من أسبوع قافل الموبايل وبحاول محتكش بحد على قد ما أقدر ، دي أول مرة أعملها تقريباً بس حاسس إن عندي استعداد أشوف أوحش حاجة في كل الناس اللي حواليا .. عندي استعداد حتى أشوف أوحش حاجة في نفسي ، من يومين مثلاً زعّلت أهلي في موقف عبيط أوي ، كنت راجع من برة متأخر وموبايلي كان مقفول وهما كانوا قلقانين .. رديت بغلاسة مع إن المفروض أحترم قلقهم ده على الأقل بس كنت مضايق وغضبان وبعدها كنت حاسس إني عايز أعتذرلهم بس لحد دلوقتي معملتش ده ، حاسس إني محتاج أكتر إن الدنيا تصالحني على كل حاجة عشان بعدها أصالح أي حد

- محمد كل دي نتايج ، أنا عايزاك تتكلم عن الأسباب ، ليه ؟

- ما الدنيا إلا شوية حاجات بسيطة فوق بعض

- ما الوجع إلا شوية حاجات صغيرة بتتحس

- بت انتِ أنا مش عايز لماضة وتحقيقات ، أنا مش ناقصك :)

- وأنا قلتلك اعترف وحركات ، أنا بس عايز أسمَعَك

- صدقيني بجد مش عارف ، ممكن أحاول أفكر معاكِ بصوت عالي بس فعلاً معنديش أي مبرر منطقي للحالة دي ، يمكن الحر .. في علم النفس المفروض إن تغير الفصول بيصيب فترة بالاكتئاب ، والحر تحديداً عندي معاه مشاكل عويصة ، بحس إن الناس في الشوارع مكبوتة ومخنوقة ومش طايقة نفسها عشان كده مش طايقة بعض ومن أقل موقف ممكن تحصل خناقة وده بيإذيني وبيضايقني ، مبسوط وأنا شايفهم "فتافيت الماس" ومش عايز بعد شوية أبدأ أردد الكلام بتاع إنهم ولاد كلب والوساخة بقى ليها فروع جوا قلوبهم
هحكيلك موقف جميل ، من فترة قريبة ، يوم عرض باب الشمس في وسط البلد ، كنت نازل من الأتوبيس عند الإسعاف وفيه ست طالعة فبتسلم على راجل معاها جايز أخوها وجايز جوزها مش عارف وبتقوله بسرعة سلام يا حسن الأتوبيس جه ، فالراجل قالها بحنية مش هعرف أوصفها اركبي بقى اركبي ، مع إن بديهي جداً إنها هتركب بس هو ميقصدش اركبي ، هو كان عايز يقولها خدي بالك من نفسك أو طمنيني عليكي لما توصلي أو ابقي كلميني بس عشان كل حاجة بتحصل بسرعة والأتوبيس هيتحرك طلعت منه اركبي بقى اركبي ، فضلت باصص للراجل شوية وابتسمت ابتسامة فضلت معايا لفترة ، هما دول الناس اللي بحب أشوفهم مع إنهم مش دايماً بيبقوا كده ، ساعات بيخانقوا على حاجات هايفة .. ربع جنية وخمسين قرش ومكان فاضي في الأتوبيس ومش عارف إيه ، ومببقاش عايز بس غصب عني بشوف أسوأ ما فيهم

- فاهماك ، بس لما بيحصلي كده بقول إن الناس هما الناس ، جواهم كويس بس عليهم شوية عفرة ومحتاجين بس هفّة تزيح التراب وهما يبقوا زي عم حسن بتاع اركبي بقى اركبي

- تفتكري ؟؟

- انتَ اللي بتسأل ؟ ، آه أفتكر ، دور ع الناس في قلوب الناس هتلاقي الناس الناس فتافيت الماس ، فاكر الجملة العظيمة دي مين اللي قالها ؟

- معلش يمكن عندي زعزعة عقائدية في شوية الخزعبلات اللي أنا مصدقها ، ويمكن برضه ده السبب الأهم في الحالة اللي أنا فيها ، جايز عشان اتْخَبّطت كتير في الفترة الأخيرة ، من حوالي أسبوع كده فتحت أجندة بكتب فيها من فترة للتانية كلام شبة المذكرات ، هو مش مذكرات بالظبط عشان حتى مش بكتبله تاريخ .. هو كلام أشبه بهوامش عن الدنيا بكتبها لما بكون محتاج أتكلم معايا ، فتحت صفحات قديمة أوي من فترة طويلة وقعدت أقرا ، أنا كنت شايف الدنيا أبسط وأجمل مما أنا شايفها دلوقتي ، كان فيه حاجات وناس كنت وقتها شايفهم أجمل بكتير ، كنت كاتب كلام كتير عن ( ... ) وقد إيه أنا شايفها جميلة وملائكية تماماً وإني نفسي أعرفها بجد قد إيه روحها منوّرة وإنها في عينيا أجمل بنت في الدنيا ، وعن ( ... ) وإني عايز أقوله يقلع النضارة السودة ويشوف الدنيا أجمل شوية عشان تبتسمله وعشان هو يستحق بسمتها ، وعن ناس كتير غيرهم .. تقريباً كنت شايف كل اللي حواليا مِخْضِر ، حتى الحاجات اللي كانت بتوجعني فيها براءة تخليها تمس الخَضَار ده

- ما إحنا اتكلمنا كتير عن ده قبل كده ووصلنا إن مينفعش تعمل للناس اللي بتحبهم نسخ معدلة في خيالك وبعدين تحاسبهم على أساسها على الأرض

- تؤ مش ده اللي ضايقني لما قريت الكلام اللي في الأجندة ولا اللي ضايقني إن الحياة بعدتني عن الناس دي أو حتى مبقتش شايفهم زي ما كنت شايفهم وقتها ، اللي ضايقني إني كنت شايف الدنيا أجمل ونغابيشها السودا أقل ، أنا نفسي كنت أصفى من دلوقتي .. تقدري تقولي سذاجة حاسس إني مفتقدها ، بهاء طاهر كان بيقول في رواية ليه إن العدل زي المرض بنفضل مؤمنين بيه لحد ما نشفى ونفتكر إننا عقلنا ونبتدي بعدها نشوف أعراض المرض على ناس تانيين ونضحك من سذاجتهم ومن إيمانهم الغريب باللي هما بيعملوه .. وقتها ابتسمت وأنا بقرا كلامه وقلت إن حب الحياة مرض وحب الناس مرض والبراءة مرض .. كلها حاجات لما مبتكونش فينا بنعتبر إن التانيين دول هما الشواذ الهُبل اللي بكرة ربنا يكرمهم ويخفوا من كل أمراضهم ويعرفوا الدنيا على حقيقتها ، عشان كده في بداية كلامنا كنت بقولك خايف من إني اتسرسب مني ، يمكن الأصح إني خايف أخف وابتدي أشوف كل الجمال اللي كنت لامسه ومقتنع بيه مجرد مرض

- فاهماك وحاساك بجد ، بس من ناحية تانية واقعية شوية ممكن تقول إن ده طبيعي ، أقصد إن نظرتنا للدنيا بتكون أعقد كل ما احتكاكنا بيها بيكون أعنف ، بس التعقيد ده مبيمنعش إن فيها جمال ، زي ما تصرفات الناس في لحظة غضب مبتمنعش إن جواهم أبيض ، وزي ما عمك فؤاد لما قال يا أخضر بقيت كل الألوان إلا الأخضر رجع بعدها وقال يا أخضر ما يسرح في الملكوت إلا الأخضر

- عندك حق ، بس مش عارف ، المرحلة اللي دمها تقيل والحر والكلام اللي قريته في الأجندة وشوية مواقف حصلت وحبة تفكير في الناس اللي وقعوا في السكة وإيه اللي فضل منهم عندي أو فضل منهم جوايا وفيا أنا وفي الحاجات اللي ضاعت واللي جايز تضيع ، كل ده يمكن يكون مبرر للموود الغريب اللي أنا فيه ، هي دي النهاية يا زرياب ؟؟

- تؤ تؤ مش هي دي النهاية يا زرياب ، النهاية أجمل من كده بكتير .. ولسه مش هتيجي دلوقتي

- نفسي في حاجة تحصل قريب تقول كده ، حاجة تقول إن معجزاتنا الصغيرة لسه موجودة والحياة خضرة وممكن فعلاً تكون زي ما كنت بقول عليها دايماً إنها عاملة زي فيلم أبيض واسود كلاسيكي عظيم كل حاجة حلوة فيه ممكن نخلقها ونلونها بإدينا

- هيحصل وبكرة هيجيب نهار

- يعني هعيش يا دكتورة ؟!

- امم ، لو استمريت على الحالة دي للأسبوع الجاي يبقى الحالة في خطر ، بس بما إنك وقعت بلسانك وأنعمت عليا بلقب دكتورة ففي شوية كلام انتَ عارفة بس مفيش مانع يعني إني أقولهولك يعني ، عادي إننا نقع شوية وعادي إن ناس يقعوا مننا بس أهم حاجة إن روحنا متتكسرش وإحنا نفسنا منتكسرش ، يعني نتوجع حبة ونتألم حبتين بس كل ده بيعلم مبيموتش .. اللي هو زي الواد الأسمراني اللون ما بيقول "ولو في يوم راح تنكسر لازم تقوم واقف كما النخل باصص للسما " ، أحلى بكرة لينا يا واد

- يا سلام على التفاءل ، إحنا اللي بنعمله في الناس هيطلع علينا ولا إيه
:D

- :D

- أهو ده يا آنسة اللي اسمه علمناهم الشحاتة سبقونا ع الأبواب ، أنا كده أموت وأنا مستريح عشان سايب البشرية في أمان بين إيديكي

- أحلى بكرة لينا .. مش كده ؟

- ( أهز راسي ) ، آه .. كده :)

- ( ابتسامة منوّرة )

- تعرفي نفسي في إيه دلوقتي ؟ ، نفسي أروح إسكندرية

- والله العظيم كنت لسه هقولها

- عندي حاجات عند البحر عايز أتأكد إنها لسه موجودة ، المرة اللي قبل الأخيرة لما رحت قلتله كلام ورميت فيه جوابات وحملته رسايل لناس يقولهالهم في يوم من الأيام لما تفرق بينا الطرق ، وغسلت روحي فيه .. محتاج أروح أغسل روحي تاني

- وأنا كمان والله عندي نفس الإحساس ، على فكرة هبتدي أصدق إنك أخويا اللي تاه مننا زمان قدام باب جامع ومعرفناش نلاقيه

- وانتِ تطولي أساساً

- يعني لو شبّيت شوية هطول :)

- نفسي كمان المطرة تمطر ، نفسي أوي ، بقالها شهور معملتهاش

- آه وهتعملها بقى في شهر يونيو وفي الجو اللطيف جداً اللي إحنا فيه ده ، المطرة دلوقتي آخرها تحت الدش

- عمك كونديرا كان بيقول مفيش أجمل من حلم فيه احتمالية إنه يتحقق

- صح

- بس بجد نفسي المطرة تمطر وتغسل كل حاجة ، الشوارع والبيوت والعفرة والعرق ، تغسلني أنا قبل كل حاجة ، زي ما ترافيس بيكال كان بيقول .. يوماً ما سيهطل المطر يخليها تروق وتحلى وتملا كل شوارع القاهرة زحاليق

- :
D ، ترافيس بيكال قال تروق وتحلى

- تؤ قال تملا شوارع القاهرة زحاليق
:D

- فاكرة وأنا صغيرة لما كانت المطرة تمطر كنا نخرج إيدنا من البلكونات وأمي تقولي يا بنتي خشي جوا عشان متخديش برد وأنا أفضل واقفة ويا سلام بقى لو كنا في الشارع ، كنا بنغني كده أغنية بتقول يا مطرة مطري ومش عارفة إيه عيش طري ، ويا مطرة رخي رخي ، وحشتني الأيام دي ووحشتني المطرة ، تصدق لسه واخدة بالي دلوقتي إنها ممطرتش من شهور

- فكرتيني بوانا صغير مرة كانت المطرة بتمطر جامد وأنا كنت وقتها في الشارع بجيب حاجة لأهلي ، كنت طفل أوي والمشوار مكنش ياخد خمس دقايق ، فضلت واقف ربع ساعة أو أكتر مش بعمل حاجة غير إني واقف تحت المطرة لحد ما بقيت كلي بَشُرّ مية ، وبعدين بقى وأنا مروح اتزحلقت واللبن اللي كنت جايبه الكيس بتاعه اتفتح مع الوقعة واتدلق والفينو اتبل وأنا هدومي كلها اتوسخت ورجعت لأهلي معيط وحالتي بالبلا وهما كمان كتر خيرهم عملوا الواجب وزعقولي عشان فضلت كل ده متأخر ومجتش على طول ، ومش كفاية كل ده لأ وكمان خدت برد جامد قعدني يومين في السرير ، بس حتى مع كل ده عمري بعدها ما المطرة مطرت إلا ووقفت تحتها


"ثم قالت لي سيشق الرعد بطن السما لكي يهطل المطر وستتفتت البذرة لكي تنبت الزهرة" *


8 يونيو 2008 :

معلومة تاريخية : وردَ فيما ورد من سير الأسبقين أنه في يوم الثامن من يونيو عام ألفين وثمانية وحيث تخطت درجة حرارة الجو الخامسة والثلاثين درجة مئوية بنسبة رطوبة خانقة لا يستهان بها .. رخرخت المطرة من السما وخلت كل شوارع القاهرة زحاليق

MSG - Inbox
الساعة 9:26 مساءً :


"محمد المطرة بتمطر"
"محمد المطرة بتمطر"
"محمد المطرة بتمطر"

مسمعتش يا غايب حدوتة حتتنا

"محمد المطرة بتمطر"

هاركب حصان ، واكون طرزان ، والف بيه ، فوق الحيطان

"محمد المطرة بتمطر"

واركب سفينة ، من مينا لمينا ، ونعوم ونأدف ، إحنا لوحدينا

"محمد المطرة بتمطر"

تحت النطرة حركة خطرة

"محمد المطرة بتمطر"

تحت النطرة حركة خطرة ونروح بعيد في ألذ مكان

"محمد المطرة بتمطر .. هيييييييييييييييييه"


MSG – Sent
الساعة 10:07 :


"لسه فيه أمل إن الدنيا متكونش حاجة غير فيلم أبيض وأسود عظيم بيمشي على كيفنا ويحقق كل معجزاتنا الصغيرة قبل الكبيرة"

====
* الجملة من رواية بهاء طاهر "قالت ضحى"
** البوست كان المفروض ينزل يوم 9 يونيو بس اتأخر نشره للنهاردة بسبب إن النت عندي كان فاصل

03 يونيو 2008

The Return of the King : علّي صوتك بالغنا


زي أي حد فضل على مدار السنة اللي فاتت مستني أخبار عن نزول الألبوم من عدمه كان أول رد فعل ليَّ لما حمّلته : أخييييييراً !
بعدها أدركت فكرة إن الألبوم تم تسريبه وده كان مستفز بالنسبة لي إلى أقصى درجة ، صحيح منير ملوش علاقة بشكل مباشر بالتسريب بس بشكل غير مباشر كل الأطراف اللي ليها علاقة بالشريط مسئولة عن شيء زي ده فيه عدم احترام لجمهور فضل يستنى سنة كاملة .. من شهر مايو 2007 بمواعيد متتالية تجاوزت – بلا مبالغة – العشر مواعيد .. عشان في الآخر الألبوم يتسرب ، ده ضايقني شوية وكنت بسمع الألبوم بإحساس بالغضب لإنه اتسرب وإحساس بالذنب لإنه متسرّب ..

بعدها ابتديت أخرج من أفكاري الثورية عن احترام الجمهور وتسريب الألبوم وخساير منير .. ابتديت أغمّض عنيا وأعلّي صوتي بالغنا

*****

فيه ملاحظات من المهم ذكرها ، تخص ما قبل الشريط ، أثناء تنفيذه ، واللي هنخرج بيه بعد ما نسمعه :

1- دي أطول فترة تحضيرية لتنفيذ ألبوم لمنير من بدايته باستثناء ثلاث سنوات فاصلة بين شبابيك واتكلمي ( 81 – 84 ) .. وبين من أول لمسة والفرحة ( 96 – 99 ) ، منير غالباً كان بينزل كل سنتين وأحياناً كل سنة ، بس يكاد يكون ده أكتر ألبوم منير اتردد أثناء تنفيذه بالمعنى الإيجابي للكلمة ..
كلنا بشكل أو بآخر متفقين على انخفاض المستوى الفني لآخر ألبومين لمنير واحتواءهم على عدد محدود جداً من الأغاني اللي ممكن يتقال عليها ( منيرية فعلاً ) ، منير نفسه مدرك ده بشكل واضح فيما يخص ألبومه الأخير "إمبارح كان عمري عشرين" للدرجة اللي خلته خلال كل الحفلات اللي أعقبت صدور الألبوم في 2005 ميغنيش أي غنوة منه – باستثناء ويلي اللي غناها مرة في حفلة مش فاكرها – حتى الأغاني اللي نجحت مع الناس وكان فيه اتفاق على جودتها زي "بننجرح وإيديا في جيوبي وإمبارح كان عمري عشرين"
وكعادة منير بعد أي ترنُّح نسبي واجهه في تاريخه .. بيحاول يرجع أقوى وأحسن من الأول ، وده اللي يبدو إنه كان مصمم عليه وهو بيغني عن البيوت وطعمها ، هل نجح المرة دي ؟؟

2- تواردت أخبار أثناء تنفيذ الألبوم إن الموزع "أسامة الهندي" ليه 9 أغنيات في الألبوم ، وهو ما ثبت صحته بنسبة كبير لإن أسامة وزَّع بالفعل 8 أغاني ، وسوابق الهندي مع محبي منير مش كبيرة ، ثلاث أغاني في ألبوم أحمر شفايف ( إقرار .. بنات .. بحر الحياة ) ، كانوا جيدين ومبشرين بالفعل لكن مش لدرجة إسناد ألبوم كامل ليه ، يكفي بس إننا نعرف إن ده شيء محصلش في تاريخ منير كله غير مع المُجدّد والمميز – وقتها – هاني شنودة الذي تولى توزيع أول ألبومين .. والعبقري العظيم للغاية يحيى خليل وفرقته في شراكة أربع ألبومات من أعظم ما قدّم منير بل من أعظم ما قدم في تاريخنا موسيقياً وهي الشراكة اللي انتهت بعد الدُرَّة المميزة "وسط الدايرة" ، يا ترى منير شاف إيه في الهندي عشان يحطه في المكانة دي ؟ وهل الهندي على قدر المسئولية دي ؟؟

3- اسم الألبوم عظيم جداً ، في نظري هو أعظم اسم ألبوم لمنير بعد أسماء "شبابيك ، الطول واللون والحرية ، إمبارح كان عمري عشرين"

4- البوستر بتاع الألبوم سيء جداً ! لحد دلوقتي مش فاهم إيه علاقة الفراشات وتأثيرات عالم البحار اللي معمولة باسم "طعم البيوت" ، صحيح البوستر مش شرط يكون ترجمة حرفية لاسم الألبوم بس على الأقل يكون مرتبط بسياقه أو أقل القليل مش بعيد عنه بمسافات ضوئية ، طعم البيوت في الشوارع مش في السما ولا في البحر !

5- على امتداد السنوات العشر الأولى تجربته الموسيقية مكنش منير مجرد مطرب مميز بيقدم أغاني كويسة قد ما كان فيه جزء من التأريخ جوا المشروع الموسيقي ذاته ، وده الشيء اللي انتهى – تقريباً – مع أغنية "العمارة" في ألبوم شيكولاتة ، أزعم إن منير متحولش بعدها "لمجرد مطرب بيقدم أغاني كويسة" وفضلت ملامح كتير من مشروعه محتفظة بذاتها ، بس ممكن أأكد إن أنا شخصياً مفتقد تماماً الحالة والجزئية دي في ألبوماته ، وبصرف النظر عن اللي هو بيقوله عن إن الفنان لازم يكون محرض مش معلق .. إلخ الكلام ده ، بس الحقيقة إن منير غنا "
شقيق بإيده سالت دما أخوه ع الطريق " عشان الحرب الأهلية في لبنان ، وغنا " تنساني الشوارع والبيوت وأدبل وأموت لو نسيت القدس " تعليقاً على مذبحة صبرا وشاتيلا والوضع المتدهور للاجئين الفلسطنيين والقضية نفسها خلال الفترة دي ، وغنا " يا ضي عيون الشهداء يا زهرة صيدا وسيناء " إهداءً للاستشهادية والمُستشهدة سناء المحيدلي ، وفي آخر أعماله اللي فيها بُعد تأريخي وقومي غنا " وإحنا نغني في كل مكان أغاني الشعب وثواره ، وأصغر طفلة في فلسطين شالت بالكف حجاره " كتمجيد وتخليد لذكرى انتفاضة الأقصى الأولى ، يبقى الفيصل مش إن الفنان يعلق على حدث أو يستشرق حدث – الفنان أكيد مش شرط يكون مفكر ومستشرق مستقبلي - ، الأساس هو مدى الجودة والخلود اللي بيقدر يقدمه في عمله

عشان ملفش وأدور أكتر من كده ، كان نفسي منير يغني للبنان !!

6- بدلاً من الغناء لقضايا قومية أغاني ليها بعد تأريخي بدأ منير يغني للقيمة ، قيمة الحرية تحديداً ، وعلى مدار ألبوماته خلال الـ 18 سنة الأخيرة مش هتلاقي شريط مفيهوش أغنية عن الحرية .. تصريحاً أو تلميحاً ، وهو ما استمر في "طعم البيوت" .. ويمكن كمان بدا تتويجاً لكل اللي فات لما يصرخ في بداية ألبومه بكلمات الأبنودي : وانتِ تقولي لي بحبك .. تحبي إيه فيا ؟ .. وده حب إيه ده اللي من غير أي حرية ؟!

7- أول مرة سمعت الشريط ابتسمت وقلت " بصرف النظر عن المستوى ، ده أكتر شرايط منير تنويعاً من ناحية المازيكا بعد وسط الدايرة " ، في المرات اللي بعد كده وصلت لإن ده أكتر شرايط منير تنويعاً موسيقياً على الإطلاق ، منير يغني جاز .. منير يغني عمل مأخوذ عن السيرة الهلالية الشهيرة .. منير يغني نوبي .. منير يغني من التراث التونسي .. منير يغني – لأول مرة – من تراث الرحبانية .. منير يغني – لأول مرة – روك ، منير يفعل كل شيء

****


جاي من بلادي البعيدة لا زاد ولا مية
وغربتي صُحبتي بتحوم حواليا
وانتِ تقولي لي بحبك ! .. تحبي إيه فيا ؟!
وده حب إيه ده اللي من غير أي حريّة

بداية موفقة تماماً لألبوم زي ده ، يمكن ميكونش قصد منير بس إحساسي أول مرة أسمعها في بداية الألبوم منير اللي جاي من بلاده البعيدة من غير مية هيروينا غُنا بعد عطش التلات سنين اللي فاتوا في درس أول وآخر كلمة فيه هي ( الحرية )

الأغنية دي واحدة من الأغاني اللي ممكن تطرح في تاريخ منير كمرادف لمعنى ( الكمال والعظمة )

كلمات السيرة من الخال عبد الرحمن الأبنودي عظيمة فعلاً .. مش عن عزيزة بنت السلطان ويونس المسجون ظلماً قد ما هي عن الحب والحرية بأسلوب مبتكر ومميز وغير مطروق ولا يستطيع فعله سوى الخال ، أغنية تليق تماماً بالاجتماع الأول بين منير والأبنودي منذ ما يزيد من خمسة عشر عاماً وتحديداً منذ ألبوم يا إسكندرية ، مع تجاوز لقاءهم منذُ خمسة أعوام في آه يا أسمراني اللون باعتبارها أغنية شادية بالأساس
غير المتوقع أبداً محمد رحيّم بلحن أكثر من ممتاز يليق تماماً على الأغنية مع تحية مميزة واقتباس مناسب – ظننتها في البداية سرقة حتى رأيت كافر الألبوم – للعبقري محمد عبد الوهاب و"هذه ليلتي" في الثواني الأخيرة من خاتمة الأغنية
أسامة الهندي – الذي سيتردد اسمه سبع مرات بعد ذلك – يُكمل ثالوث الأغنية العظيمة ويقول لمحبي منير من البداية "أنا لها" ، تفهم كامل لطبيعة الغنوة واستخدام رائع وعظيم للربابة والطبلة بما يليق تماماً بسيرة يحكيها حكاء في الصعيد الجواني .. بتناغم مع الوتريات والإلكتريك جيتار بما يليق تماماً مع كون هذا الحكاء هو محمد منير

مش بحب الأحكام المطلقة بس "يونس" في نظري هي أفضل أغاني الشريط ودرة تاجه وإعظم بداية ممكنة لألبوم زي ده
مش بحب الأحكام المطلقة بس "يونس" هي أعظم افتتاحية ألبوم لمنير من أكتر من خمسة وعشرين سنة ، تحديداً منذ تحفته مع يحيى خليل "الليلة يا سمرا" عام 81 في الألبوم الثالث فقط ، ولم أجد – وربما لن تجد أنتَ كذلك – أغنية من السبعة عشرة أغنية التي افتتح بهم منير ألبوماته الواصلة بين ألبوميه ( الثالث .. والواحد والعشرون ) توازي يونس عظمة وتكاملاً ومناسبة كمفتتح ألبوم
مش بحب الأحكام المطلقة بس "يونس" فعلاً تستحق الحماس ده وأكتر

****

( 2 )

أول وقعات الألبوم – وواحدة من سقطتين فقط مسوا جماله في نظري – "مش محتاج أتوب" ، الدرس بسيط : الموسيقى غير قادرة على صنع أغنية ( جيدة ) لو كان الكلام مرتبكاً ومفككاً ، موسيقى الأغنية مميزة ورائعة فعلاً ، الساكس ينطق ورومان بونكا يبدع في الإلكتريك جيتار وأسامة الهندي ينجح مرة أخرى في صنع توزيعاً مميزاً للغاية ، ولكن كل هذا لم يشفع للأغنية – عندي على الأقل – كي تصبح مقدرة أمام هذا القدر من ( الابتذال ) الذي تحمله كلمات طارق عبد الستار ، ما المنطق في جملة "أنا محتاج أصلي وأشكر ربنا يا أجمل شيء حصلي من مليون سنة" ؟! .. وما معنى "مش محتاج خضوع ولا حزن ودموع وحاجات مؤلمة" ؟! وما هي الحالات التي قد يحتاج فيها الإنسان للحزن والدموع لأنني – حقاً – لا أدري ؟!!
رومانسية تقليدية مبتذلة تماماً لا تليق بمنير أبداً ، حتى الجملة التي أغرم البعض بها "أنا محتاج براح وابقى بميت جناح وألمس السما" .. كم مرة استخدمت تيمة الطيران والسما والأجنحة للتعبير عن ( الحرية ) في أغاني منير وغيره ؟!

ملحوظة : الأغنية في نظري واحدة من سقطتين قويتين في الشريط ، ما يجمع الأغنيتين فقط – إلى جانب توزيع أسامة الهندي – كونهما الأغنيتين الوحيدتين في الشريط اللي تم فيهم استخدام الساكس – وبمساحة واضحة ومميزة جداً -

****

( 3 )

من غير كسوف .. أو ساقي الوداد – كما أحب تسميتها وكما تم طرح اسمها في سيمبلز الألبوم – يمكن أمتع إيقاع تم تنفيذه في الشريط ، موسيقى وكلام مميزين للغاية وإحساس عالي جداً من منير ، بس عشان ميفضلش عندي شيء ناحية الأغنية فهيَ أقل الأغاني الجيدة في الشريط إرضاءً لي .. فيه حاجة ناقصة مش هدعي أبداً إن عارفها قدر إحساسي بنقصها ، بس مجملاً أغنية قوية بالطبع

****

( 4 )

من بداية الحديث عن الألبوم بتاع منير كان فيه اسم جميل مطروح وهو "أهل الحب صحيح مساكين" وكان منير استقر عليه فعلاً ، بس بعدها غيره خوفا من اعتبار الاسم بيحمل إعادة لأغنية أم كلثوم الشهيرة "سيرة الحب" ، وكان الاسم الجديد – الأجمل والأعمق – هو طعم البيوت اللي كان عنوان لمشروع مش لأغنية بس لما نزل السيمبلز بتاع الألبوم وجدنا بالفعل أغنية بتحمل نفس الاسم

التجربة الأولى لمنير في غناء الروك مميزة كتجربة وكموسيقي من أسامة الهندي – اللي مُنِح بشكل رسمي ختم الجودة بعد توزيعه الرائع هنا - وإن كان في نظري بيعيبها شيئين : 1- الكلام مش مناسب إطلاقاً للحن ده ، مش منطقي أصلاً إن أغنية اسمها طعم البيوت بتتكلم عن الناس والذكريات الحميمية اللي بينهم والعمر اللي بيمر ومش بيفضل منه غير أركان بتحضنا وتفكرنا بكل الجمال اللي فات فيها ، مش منطقي إن أغنية بالكلام ده والمواصفات دي تكون بلحن غربي بهذا القدر ، 2- الموسيقى أعلى من صوت منير ودي غلطة نادراً ما بيقع هو فيها ، صوته عموماً مكننش في كامل قوته ولياقته في الأغنية دي ، يمكن لصعوبة اللحن أو لتجديته بالنسبة لمنير

بس رغم كده أفتكر إني معجب تماماً بالأغنية ، الكلام حميمي تماماً فيه من روح عبد الرحيم منصور ، الشاعر نصر الدين ناجي منير متعاملش معاه قبل كده غير في الشريط ده ، قابلناه سابقاً في "من غير كسوف" وهنقابله لاحقاً في "كان فاضل" ، شاعر غنائي من النوع اللي ممكن بضمير مستريح تقول إنه لايق تماماً على منير ، يا ترى بس هيستمر معاه في اللي جاي ولا هيقع زي كتير من المميزين اللي منير وقعهم في السكة بدون سبب ؟؟

****

( 5 )

ممكن من الألبوم ده نكسب معلومة جديدة عن منير ، منير بيحب صباح ، بيحبها لدرجة إنه يقرر يغني أغنية مش شهيرة إطلاقاً ليها عشان تنضم الشحرورة لقائمة الملكات اللي عرفنا من السنين اللي فاتوا إن منير مغرم بيهم
المفاجأة بالنسبة لي كانت في كون الأغنية من تراث الرحبانية
الأغنية خفيفة تماماً ومرحة وشقية بإيقاع سريع أداها منير بتميز وصنع منها شيء أفضل بكتير جداً من أغنية صباح الأصلية
بس الحقيقة إن بطل الأغنية الحقيقي مش منير ومش الرحبانية ، البطل الأول والأخير في الغنوة دي هو رومان بونكا ، ولحد دلوقتي مش فاهم ليه الراجل ده مش بياخد مساحة توزيعية أكبر في ألبومات منير رغم إنه متألق تماماً في كل أعمالهم على مدار شراكتهم المستمرة من وقت ما كان بونكا فقط عضو في فرقة يحيى خليل

****

( 6 )

الشيء الوحيد المحزن بالنسبة لي في الشريط ده هو إن واحد من تعاونين بين مجدي نجيب ووجيه عزيز ومحمد منير في الألبوم يكون نتاجه أغنية سيئة وركيكة تماماً زي معاكِ
لحن تقليدي جداً من وجيه عزيز .. وتوزيع موسيقي كان أفضل عناصر الصنعة في الأغنية وإن لم ينقذ الكثير من أسامة الهندي ، بس الأزمة الحقيقية في كلام مجدي نجيب اللي مش متصور إن هو اللي كبته بالفعل ، سيبك من إني لحد دلوقتي مش فاهم مقدار المديح اللي المفروض تحسه بنت لما حبيبها يقولها "معاكِ بضحك بصوت عالي" في حين إني بضحك مع أصحابي على القهوة بصوت أعلى ، وإني برضه مش فاهم يعني إيه "ومش خايف وأنا عارف قلبك من الحزن مش خالي" كجملة لوحدها من غير توضيح سبب عدم خوفه أو سبب حزنها أو حتى طلبه ليها إنها تطمن ، وسيبك كمان يا سيدي من الكسر العروضي الشعري الواضح جداً في الكوبلية الأخير لما بيقول "بحبك شمس في بردي .. تغطيني بالدفا الوردي .. بحبك حلم على قدي"
سيبك من أي حاجة وتعالى عند كوبلية "بيفرحني صوتك الهامس .. أسرح لما نتهامس .. بصوتنا لما نتلامس .. يغطيني نغم هامس" ، برضه مش هعلق على الكسر الواضح في الوزن ، أنا بس عايز أفهم يعني إيه كوبلية من أربع أبيات تلاتة منهم تكون قافيتهم بمشتقات من كلمة "همس" ؟!! إيه الإفلاس والركاكة دي ؟!!

زي ما قلت سبب إن الأغنية مضيقاني مش بس لكونها أغنية سيئة تماماً ، لكن لإن الكلام ده يطلع من واحد زي مجدي نجيب
وبشكل عام دي أضعف أغنية تجمع الثلاثي "نجيب وعزيز ومنير" .. وبشكل خاص أضعف أغنية تجمع منير ونجيب مع بعض من بين أكتر من عشرين أغنية غناهم الملك بكلام الشاعر العظيم

****

( 7 )

كان فاضل تشبه إلى حد كبير أغنية "علشان يشبهلك" اللي غناها منير فيلم دنيا ، موسيقى محدودة ولحن بسيط مع اعتماد أساسي على حنجرة منير والأهم إحساسه في توصيل المعنى

مش عايز بكرة يفوت وأنا لسه بموت واللي عمال يجرح
والوحدة تزيد النار وتزيدني مرار والحزن يبات يصبح
وما بين كده أو كده مش مرتاح
خليني بقى كده يمكن الهنا .. مداري في صبري عليك

الملك هو الملك لأن لا أحد يستطيع أن يفعل ما يفعله .. هكذا بكل بساطة

****

( 8 )

لديَّ اعتراف : أنا لم أحب أي أغنية نوبية غناها منير لدرجة اعتبارها مفضلة
لديَّ اعتراف آخر : نايجربيه أمتع وأجمل أغنية نوبية لمنير في نظري وهي – بصرف النظر عن فكرة الأفضلية – واحدة من أكثر أغاني الشريط المفضلة بالنسبة لي .. بشكل أبسط : بكون سعيد تماماً وأنا بسمعها

عود رومان بونكا الشجي والرائع جداً في بداية الغنوة .. دخول صوت منير بكلمة "نايجربيه" مع موسيقى إيقاعية بالدف فقط .. قبل أن يبدأ إيقاع الأغنية يأخذ شكله الأساسي بالإلكتريك جيتار مع الطبلة والقانون ، الجملة الأساسية النوبية الممتعة والقريبة من الأذن حتى لو لم تُفهم .. الموسيقى الشيقة والمميزة جداً من أحمد منيب واللي مش هتكون غريبة على ودان أي حد بيسمع منير .. الجملة العربية التهنينية الرائعة جداً بصوت منير – وكأنه يهنن بها طفلاً لم يأتِ ! – "النونو نن عنيه غنا .. ضحكت عيونه من الجنة ، النونو دبت خطوتها خطفت عيونا وشغلتها" .. وأخيراً كورال الأطفال البناتي الرائع الذي غناها معه

كل ده بيخلي الأغنية هي أقرب أغنية نوبية ليَّ .. وواحدة من أجمل وأمتع أغاني الألبوم على الإطلاق

أفتكر إني هفضل دايماً أقول لمريم واهننها وهي طفلة "النونو نن عنيه غنا .. ضحكة عيونه من الجنة" ، شكراً يا منير ع الإحساس ده بصرف النظر عن أي حاجة تانية

****

( 9 )


في الحلم علمني .. تبقى قريب مني
قلبك يطمني .. قربك نهار
لو كان لزاماً علينا الرحيل .. كارهك يا وداع ولا بديل
والمستحيل إني أمسح دمعات .. مستحيل أخبي لوعات

لو لم يكن "يونس" موجوداً لكان "لزاماً عليَّ" أن أعتبر هذه الأغنية درة الألبوم

هو ده مجدي نجيب مش تقولي بضحك بصوت عالي ومش عارف إيه
أغنية متكاملة تماماً .. مجدي نجيب يعود مجدي نجيب ، وجيه عزيز يستخرج مناطق مميزة من حنجرة منير كعادته ، أسامة الهندي بديع تماماً
مع تحية واجبة للعبقري عبد الله حلمي ، الكولة هنا لا تحتاج لأي حديث

****

( 10 )

بعد حكمت الأقدار وسيدي وإمبارح كان عمري عشرين مع الجزائري المميز والجميل حميد بارودي يعود منير مرة أخرى لتراث شمال أفريقيا بأغنية تونسية لا تقل تميزاً عن كل روائعه السابقة التي استقدمها من الجزائر – وإن كانت سيدي أقل من البقية بدرجة كبيرة – ولكن من دون البارودي هذه المرة

رائعة الهادي جويني "تحت الياسمينة" ستقترن من الآن باسم منير كواحدة من درره

مثال آخر للتكامل الفني من كلمات عميقة مرسومة في صورة متكاملة .. لحن عظيم وتوزيع شديد التميز وإحساس متجلّي تماماً من منير

****

( 11 )

مسك ختام ألبوم يبدأ مؤكداً على ( الحرية ) وينتهي هنا وهو يتساءل في شجن عن آخر الأحزان في سؤال لم تتم الإجابة عنه رغم مرور أكثر من خمسة وعشرون عاماً على طرحه .. وكان لابد أن يطرح ثانياً

منير اتسأل ليه أعاد توزيع سؤال بالذات عشان يحطها في الألبوم ، رغم إن – وده اللي البعض ميعرفوش – دي مش تاني مرة يعاد توزيع سؤال ولكن تالت مرة – الأولى لهاني شنودة .. والثانية السيئة للغاية كانت لطارق مدكور - ، أجاب منير وقتها " عشان السؤال لسه متجوبش عليه "

سؤال بالنسبة لي مش أغنية لحبية ومش أغنية بتوصف موقف فراق أو بعد
السؤال نفسه أكبر من كده .. سؤال ممكن للدنيا أو للزمن أو حتى لربنا
سؤال لم تتم الإجابة عليه يمكن لإن الإجابة أكبر من أن تُطرح

افتقدت في التوزيع الجديد براءة صوت منير وهو يطرح السؤال في مرته الأولى ، افتقدت لزمته صاحبة الأثر القوي فيها "آه آه آهه" ، لازلت أحب الأغنية الأولى بشكل أكبر ويمسنى سؤالها أكثر لأسباب غير فنية .. أسباب لها علاقة بالحنين والتعوُّد ربما
ولكن الإعادة هنا شديدة التميز .. رومان بونكا مرة أخرى ، حوار بديع إلى أقصى درجة بين كولة عبد الله حلمي وعود بونكا أكسب الأغنية شجناً على شجنها

ويظل السؤال بلا إجابة
وتظل كل حيرتنا حلال

=======

أخيراً :
الملك هو الملك فعلاً
الملك رجع بعد أن ترنح كثيراً خلال السنوات الأخيـرة
الملك رجع بكل قوته وروعته واستثنائيته بشكل ميقدرش عليه غيره

ده أفضل ألبوم لمنير من أكتر من عشر سنين
تحديداً من وقت تحفته "مُمْكِن ؟!" عام 1995