31 أغسطس 2007

الشمس ليه بتغيب




إمبارح يا مريم سمعت ماما بتقرا سورة الرحمن
وقفت قريب عشان أسمعها وهي بتقولها
وبعدين اتسحبت ودخلت أوضتي وقفلت عليا
حاولت ألهَّي نفسي في أي حاجة عشان أقنعني إني مش زعلان
وإني كبرت .. وإني مش المفروض أعيَّط
بس غصب عني الدموع نزلت
أنا عارف إني وعدتك مرة إني مش هعيط تاني
وعارف برضه إنك هتسامحيني

قعدت أفتكر لما كُنت بتقري لي سورة الرحمن وتقعدي تشرحي لي معانيها آية آية ، كُنت ببقى فرحان أوي زي أول مرة أخش سينما مثلاً
كان وشك بيبقى مليان نور وصوتك اللي خارج هادي كان بيخليني كده أحس إني عايز أبتسم وعايز أعيط وعايز أخد ربنا بالحضن وأقوله إني بحبه
ولا لما كُنا نقعد نسمع سوا أغنية الأطلال وأفضل أقول إيه الملل ده هي بتعيد كتير ليه .. كانت ماما تقولي بكرة تكبر وتفهم
بس انتِ كُنتِ بتخديني وتفضلي تقولي لي كل جملة معناها إيه
كنت بتجيبي بكرة لحد عندي
عارفة إن من ساعة ممشيتي وأنا معرفتش أسمع الأطلال تاني ؟
آخر مرة كنت بسمعها رحت مديَّر وسائل "هو يعني إيه ..." بس ملقتش حد ورايا
طفيت التلفزيون وحاولت معيطش

انتِ ليه مشيتي يا مريم ؟

كُل ما تحصل حاجة مهمة في حياتي أحاول منسهاش عشان لما تيجي أقعد أحكيهالك
حتى الحاجات الغلط .. بكتبها عشان أبقى أوعدك معملهاش تاني
حاجات كتير عرفتها
كان نفسي تبقي معايا وأقولك إني عرفت
وأغاني كتير سمعتها
كنت هحبها أكتر لو كنا غنيناها سوا
من قريب شفت بنت عنيها حلوة أوي .. صاحبة فاطمة ما انتِ عارفاها
يومها كان نفسي تبقي موجودة عشان أرجع أحكيلك وأقولك على كل حاجة
عنيها كانت شبة عنيكي .. يمكن عشان كده حبيتهم
هو ليه إحنا مبنحسش بالحاجات الحلوة إلا لما متكونش بين إدينا ؟!
أهو أنا محستش إن عنيكي هي أجمل حاجة في الدنيا غير لما مشيتي
يومها كان واحد صاحبي بيسأل بهبل عن أجمل حاجة
قلتله عنين مريم
وبعدين مشيت
رجعت الأوضة
وفضلت أبص لصورتك وأخبي دموعي عليكي
افتكرت لما كنت أقعد في حجرك تلعبي لي في شعري
فهمت إني كنت ببقى فرحان أوي وقتها من غير ما أعرف ليه
ولما كنت أمدلك رجلك عشان تقصي لي ضوافري وأفضل أتزغزغ وأضحك وانتِ تضحكي معايا
بعد ما مشيتي مدتها لماما مرة عشان تقصها لي
من أول مرة ضحكت قالت لي "بلاش مياعة عشان نخلص"
سكت .. ومن يومها اتعلمت أقص ضوافري بنفسي

مش البت أماني بنت عم سيَّد اتجوزت صحيح ؟!
يومها قعدت باصص من الشباك
كُنت هتفرحي لها أكيد
بس قلت هو انتِ كان ممكن تتجوزي وتسيبيني لوحدي ؟!
استهبلت بقى وقلت أكيد لأ مريم متعملش العمايل الوحش دي أبداً . هههه
كانوا مشغلين أغنية "من خمسة لخمسة ونص"
افتكرت لما كنا بنسمعها في أفراح الشارع ونقعد نرقص عليها للصبح
ولا لما يشغلوا أغنية سكرانة
ونفضل نتنطط ونرقص ونتخانق بقى إذا كانت "سترانا" ولا "سكرانة"
وبعدين تقولي لي "في حاجة اسمها سترانا ؟! اسمها سكرانة .. اسمع كلام أختك الكبيرة"
وبعد 500 مرة باين تقعدي تضحكي وتقولي للي بيغني "أبوس إيدك قول حاجة غير سكرانة"

بس تعرفي إن فكرة إنك تتجوزي مش وحشة أوي يعني
أنا بفكر بس على شكلك وانتِ في الكوشة
بس بشرط إنها تبقى لعبة كده نشوفك وانتِ عروسة
وبعدين كل واحد يروَّح بيته
كنت هتبقي حلوة أوي يا مريم

تعرفي
مفيش حد خالص هيفهمني زيك
أنا عارف إني زعلتك كتير
بس فهمت دلوقتي إني كنت بفرح أوي لما كنت آجي أصالحك
أترمي في حضنك وتحضنيني
تبتسمي وساعات متمنعيش شوية دموع وانتِ بتقولي لي "متعملش كده تاني"
بس أرجع واعمل .. وترجعي وتحضنيني
كُنت زي الطفل الصغير اللي بيجري ببقه ناحية صدر أمه عشان يرضع
وانتِ دايماً كنتِ موجود لينا كلنا
حتى ماما
لسه بفتكر شكلها وهي متنرفزة ومضايقة وبتزعق من أي حاجة
وتيجي تخديها بالحضن وتبوسي راسها وتقولي لها "متزعليش نفسك يا ست الكل"
فتبتسم وتقولك "ربنا يخليكي يا بنتي"

انتِ كُنتِ جميلة أوي يا مريم
محستش إني عايز أبداً أقولك بحبك
غير لما بدأت أفهم يعني إيه مش هشوفك تاني
قعدت يومها أعيط وأخبط راسي في المخدة وأقول إزاي مقولتلهاش أبداً إني بحبها
فضلت أحاول أتخيل إنكم بتهزروا وإنك مسافرة شوية عند ربنا بس هترجعي تخديني بالحضن زي زمان
ووقفت قدام المراية أمثل إزاي هبوز في وشك وأقولك إني زعلان عشان اتأخرتي
وإزاي بعدها هفضل نايم في حضنك
وإزاي هحكيلك عن كل حاجة
واحرقلك الأفلام الحلوة اللي شفتها
وأغنيلك الأغاني اللي حبيتها لحد ما تحفظيها ونغنيها سوا
ونفضل نبص للقمر اللي بيطل من شباك أوضتنا
عارفة إني حبيت القمر من ساعة ما مشيتي ؟
كنت أقعد باصص له
شوية أتخيل إنك عليه وبتلعبي وبتغني مع ناس شبهك
وإنك بتشاوري لي من هناك وابتسملك
وساعات أتخيل إن ده بس نورك
وأوقات أقول إن ده انتِ بس ملامحك مش باينة عشان بعيد
ولما يختفي .. أقول إن مع طلعته الجديدة هترجعي وتحضنيني
بس كل ده مش هيحصل
أنا زعلان من ربنا أوي يا مريم .. أوي ، كان وقتها كل يوم يجيني بالليل بعد ما أدخل السرير ويفضل يطبطب عليا
ويقعد جنبي لحد النهار ما يشقشق
كنت بحس بيه وبعمل نفسي نايم
ويبقى نفسي أخده بالحضن واعيَّط بس كنت ببقى زعلان
قلتله إني هصوم وهصلي وهعمل كل حاجة كويسة انتَ عايزها
بس مريم ترجع
مسمعنيش

تفتكري هشوفك امتى تاني ؟؟

انتِ وحشتيني أوي يا مريم

26 أغسطس 2007

مسمعتش يا غايب حدوتة حتتنا !



يا الله !
شوف يا مؤمن الزمن !
البتاع ده فضلت أدوَّر عليه لشهور .. ومش لقيته !
قررت أسجَّلُه لما ييجي الفيلم .. ومن ساعتها الفيلم مجاش !

وفي الآخر ألاقيه بالصدفة !

عموماً أنا مش بنزله بس عشان حاجة كنت بدوَّر عليها من فترة طويلة جداً - أكتر من سنة ونص ! - ولقيلتها ..
أنا بنزله لسببين :

أولهم إني فرحت لما لقيته بشكل أكتر حتى ما أنا كُنت متخيَّل وفضلت أنط مع مُحسن على مُحاكاة عظيمة لاستعراض زي "الرقص تحت المطر" وأنا مُتخيَّل إن روح جين كيلي بترعانا في تلك اللحظة الاستثنائية من تاريخ البشرية !

والتاني إن في تلاتة من اللي بيدخلوا المدونة دي أفتكر إن هيكون عندهم اهتمام بالأغنية والاستعراض ده بشكل كبير وهيفرحوا برضه لما يلاقوه صدفة !

شكراً لليوتوب اللي مظبَّطنا تماماً
وشكراً للأستاذ مرسي اللي رفع الفيديو النادر ده عليه

ولنرقص بسعادة هانئين تحت المطر مع جين كيلي ومحسن محيي الدين


تحت النطرة
حركة خطرة
تحت النطرة
حركة خطرة
ونروح بعيييييد
في ألذ مكــــــان

01 أغسطس 2007

No one escapes him




جُملة مُفتَتَح :


"إنَّني أسألُ نفسي لماذا عملتُ في هذا الميدانِ خمسين عاماً وأكثر ؟! ، لماذا تستيقظ مبكراً في الصباح كي تبتكر وتخلق أشياءً جديدة ؟ وأجدُ نفسي أجيبُ عن هذه الأسئلة بأنني أُريدُ إيجاد صلة مباشرة بيني وبين الناس لأخبرهم بأشياءٍ عن أنفسهم .. وعنَّي أيضاً ، رُبَّما يُصبحُ في إمكاننا بالوسائلِ المتواضعة تغيير بعض الأشياء ، حتى لو كانت أشياء صغيرة"



كان من الطبيعي أن أهتم - كمُراهق شغوف بالتعرف على سينما اللهجات المختلفة - على مُخرج ذا سُمعة كبيرة مثل إنجمار بيرجمان ، طبيعي لإنه واحد من أكبر وأعظم مخرجي العالم بشكل عام وخارج أمريكا بشكل خاص – يكاد لا ينافسه في ذلك سوى الإيطالي فيليني – درجة فوزه بجائزة الأوسكار ثلاث مرَّات طوال رحلة سينمائية استمرت قرابة الخمسين عاماً ، كان من الطبيعي كذلك أن أتفهم ذلك الشغف الهوليودي بسينماه وأختصره ذات مرة في جملة بسيطة "هوليود كرَّمت بيرجمان وفيليني لأنها ببساطة لم تستطع تقديم ما قدَّماه" ومن فيلمٍ إلى فيلم يُحال الأمر إلى تعمُّق أكبر في مشروعه ويقين يزداد بأنه "لا يوجد من ينافسه في صُنع سينما فلسفية بتلك الطريقة" ، مع مرور الوقت وجدت أن سينما بيرجمان لم تفتح لي باباً لمشاهدة سينما مختلفة فحسبٍ بل فَتَحت ليَ باباً آخر فاصلاً بينَ الحياة والموت – نعم هو باب بهذا الكبر ! - ..باباً لا يهتم به من هُم في أعمارنا عادةً حيثُ يكون شغف وحماس البدايات أهم كثيراً من علامة الاستفهام الكُبرى عن النهاية ، كيف استطاع استطاع مُخرج الخمسين عاماً أن يصلنا بعلامة الاستفهام هذه ؟؟ .. أمر إعجازي حينما يتعلق بفن يعتبره الكثيرين ترفيها .. من مُخرج بدأ تلك الأفكار منذ مطلع شبابه بالكثير والكثير من العمق .. واجه معوقات التوزيع ولم يخضع للسينما التجارية في أيًّ من أركان مشواره الممتد ، صعب كذلك حينما نتحدث عن مُخرج سويدي رفض في كافة أعماله العمل بلهجة غيرها بل والتصوير خارج حدودها حتَّى ، إنه إنجمار بيرجمان !




جُملة توسيط :



"إنَّ المرء يشعر بمسئولية أن يقول الحقيقة عمَّا يراه .. وهذه هي الراحة النفسية كما أتصورها"


على عكس الكثيرين الذين تناولوا سينماه ورأوا أنها ذات نزعة عدمية تُفيد بأن النهاية هى نقطة لا يوجد بعدها سطراً جديداً في توجه إلحادي واضح ، على عكس هؤلاء كُنت أرى أن مشروع بيرجمان لا يُحاول فرض وجهه نظر مُعينة عن الموت .. الحياة الأخرى .. قدرما يتساءل ويشاركنا معه في تساؤله وحيرته .. يحاول جاهداً استكشاف ما يكمن بداخل الروح – كمعنى مادي ورمزي - .. يبحث عن الحقيقة التي لم يستطيع الوصول إليها ، يضعنا في مواجهة شخصيات ضعيفة .. هشة .. حائرة .. تبحث عن نقطة نور واضحة وسط ما تعانيه من تشتُّت وغضب .. نتجوَّل بداخلها لبرهة قبل أن نكتشف أن المخرج الفيلسوف يضع آلامنا بجانب بعضها البعض متجاوزاً الموطن واللغة – وهذا سبب من أسباب عالمية سينماه – طارحاً سؤال النهاية الدائم : "ماذا بعد ؟؟"



جُملة خِتام :



"سيكون من العبث ألا يوجد شيء بعد أن نموت ، لستُ خائفاً من الموت وأتمنى أن يكون هناك حياة أخرى لأنني أتمنى أن أرى زوجتي إنجريد هُناك"


وماذا بعد ؟؟


تُرى كيفَ كان الموت ؟؟
كيفَ ارتأيتَ شريطَ الحياة الطويل قبل لحطاتٍ من الرحيل ؟؟
بأيَّ صورةَ جاءك ملك الموتِ ؟ هل كان بالفعلِ مُرتدياً لباساً أسود ؟؟
كم امتدَّ بينكما دور الشطرنج المُراهِن على حياة كاملة ؟؟ هل خدعك ولم يلعبه ؟!
أم أنَّك استسلمت له مبتسماً في راحة لأنك قد وصلت لنقطة النهاية التي تنتهي بعدها كل حيرة عانيتها ؟؟


هل قابلتُ إنجريد عزيزي بيرجمان ؟؟


أيًّ كانت إجاباتك

يوماً ما سنعلم


فلا أحد يهربُ منه !



Ingmar Bergman

14 July 1918 – 30 July 2007

One of the Greatest Director

.. Ever