26 أبريل 2007

كلام في الحُب !


إهداء لـ مُصطفى إسماعيل

----

الكلام في الحب ممكن
يبقى شيء بارد سخيف
لما تبقى القصة ناشفة
زي أوراق الخريق
بس لمَّا الصيف يولَّع
واللَّهيب في القلب يلسع
تبقى قصة حُب دايرة
بين حليوة وبنت فايرة
تلقى في عيونها وعيونه
بيت صغير مهد نونو
يبقى لمَّا يعوز يفضفض
تبقى هيَّ له صديق
واما يجري بسرعة يلحق
حُضنها في وسط الطَّريق
تبقى قصة من الطبيعة
كلها بحق وحقيق

شعر : أحمَد حدَّاد
ديوان : فَضْْفَضَة

25 أبريل 2007

أشهد بإنَّك يا ابن آدم جميل

النَّاس النَّاس .. فتافيت الماس
النَّاس النَّاس .. روحنا في النَّاس

من فترة طويلة جداً كنت قرَّرت إن أول بوست هكتبه في مدونتي يكون عن الناس ، كده من غير ظرف ولا مناسبة .. بوست بس عن الناس ..

النَّاس الحقيقيين زي ما أنا وانتَ عايزين نشوفهم ، عن حاجات لسَّه منوَّرة جوَّاهم مش بنشوفها وسط العاتمة اللي إحنا فيها ..

الناس اللي بقوا في نظرنا رمز للجهل والخرافة والتواكل وضيعان الحق واللا أمل واللي بننسى في غمرة حماسنا إنهم مننا .. أو بمعنى أصح : إحنا اللَّي منُّهم ، الناس اللي دايماً نقعد نشتم فيهم ونلعن جدودهم ونقول يستاهلوا اللي بيجرالهم طالما مش بيتحرَّكوا من غير ما نحاول نبص جوَّاهم بصدق أو نسأل : ليه ؟؟ ليه همَّا بقول كده ؟ .. أو ليه هُمَّا أصلاً كده ؟

محتاج أشوف الناس دي منوَّرين بس ، محتاج أغمَّض عيني عن حاجة وحشة فيهم وحتى عن الفساد اللي شايفه بقى ليه فروع جوَّا قلوبهم ..
عايز أسمع – واسمَّع – صوت فؤاد حدَّاد وهو بيقول :
يا سامعين أبناء بلد واحدة
تحت السما الواحدة وجيل بعد جيل
القاهرة قالت وقولها حق
"أشهد بإنَّك يا ابن آدم جميل"
باني البيوت على بعضها بتميل
في الجو ريق الإنسانيَّة يسيل

أسمعه وهوَّ بيصرخ "مصر دايماً مصر" .. أو وهوَّ بيقول حقيقة " يا أخضر ما يسرح في الملكوت .. إلاَّ الأخضر" .. بعد ما بكى " يا أخضر بقيت كل الألوان إلاَّ الأخضر"

عايز أحكي عن دمعة راجل عجوز نزلت على خده لما حس إن الست اللي عاش معاها خمسين سنة من عمره ممكن تفارقه للرحيل
أحكي عن بنت حلوة ضفيرتها في شعرها وإديها حاضنة كتبها وبسمتها بتنقش أجمل رسمة في لوحة الحياة
عن شاب اتخانق واضرب عشان يحمي بنت بتتعاكس
عن ورد أخضر بيطلع صافي ومزهَّر
عن بوسة على إيد أُم شقيانة أو على كتف أب ضهره محني لكن لسه بيعافر ، وبوسة من عامل فقير على خد ولاده بعد ما رجع بالليل لقاهم نايمين بيقولُّهم فيها كل اللي نفسه فيه وبيتمنَّاهلهم ..
عن بنت حلوة لما بتضحك القمر بيقف عندها ويزيد نوره
عن ولد صُغَيَّر قام لست كبيرة في الأتوبيس وراجل عجوز قام ببنت شابة عشان يحميها وعن إيدها اللي همست لإيده بأصدق كلمة شكر مش منطوقة
عن ( ناس ولاد الأرض ( عود ) .. يسأل على نور الجدود )

عايز أحكي عن مصر لما بتسرق ثواني من بين أنياب الألم في بحر الفساد الكبير .. وتضحك ! لمَّا بتنتزع الجدر الحزين من ليل السنين ونور شمسها بيشرق على خضارها اللي مبقاش باين ..

حاجات كتير حولينا مش بنشوفها لإنها بتجري بسرعة في الاتجاه المُعَاكِس لينا ، لو جمَّعناها جنب بعض هتطلع كلمة واضحة – أو يمكن أنا اللي عايز أشوفها كده ! – بتقول إن مصر المصريَّة ممكن ترجع تغنَّي ونعلَّي معاها صوتنا بالغنا ونقول إن ( مصر دايماً مصر ) .. ونشهد على قول القاهرة "بإن ابن آدم جميل"

20 أبريل 2007

أوَّل ما نبدي القول نصلَّي ع النَّبي ..

أوَّل ما نبدي القول نصلَّي ع النَّبي
المصطفى سيَّد ولد عدنان ..

ويسبق كلامنا سلامنا
يطوف ع السامعين معنا

==

مش عارف هل البداية وقص الشريط محتاج فعلاً لمقدَّمة ولاَّ لأ !
بس ممكن نعتبرها ( فضفضة أوَّليَّة ) غير هامة نبدأ بها رحلة الرغي المُقَدَّس ، ويُمْكن طبعاً تخطَّيها بسهولة !

==

مش عارف نبدأ رحلة الرغي الأوَّليَّة منين ، وفين مُفتاح الخريطة اللي ممكن نحدد من خلاله ، بس مُمكن نعوم مع الكلام من غير ما نحاول نُحصُرُه في مجرى مُعَيَّن ، السؤال التقليدي : ليه فتحت مُدَوَّنة ؟؟ .. السؤال ده ممكن في حالتي الشخصيَّة يتغيَّر ويبقى : ليه مفتحتش مُدَوَّنة لحد دلوقتي ؟؟ ، كتير جدَّاً سألوني ليه مش عملت مدونة .. بعضهم كان بشكل عادي أو كسؤال عابر والبعض الآخر كان مهتم فعلاً إنه يسمع إجابة ، ولفترة طويلة كنت شايف إن لسَّه شويَّة على موضوع المدونة لأسباب كنت شايفها – ولسَّه شايفها - من وجهه نظري منطقيَّة جداً ..

أول سبب من الأسباب دي إن فتح المدونة بالنسبة لي مش فتح قزازة حاجة ساقعة ومش مجرد مكان تقول فيه شوية كلام وقت ما يجيلك مزاجك ، فتح مدونة – بدون أي تفلسف والله – هو فتح باب بينك وبين نفسك .. وفي المقام التاني هو فتح باب بينك وبين العالم ، قبل ما تاخد الخطوة دي لازم يكون عندك إطار لصوتك اللي هيعلى في المساحة الخاصة بيك .. يكون عندك ( هدف ) أو ( شبة هدف ) أنتَ عايز تقوله أو توصَلُّه ، فتح مدونة هو وسيلة لتلاحمك الشخصي سواء مع نفسك أو مع العالم ، وإن حد يفتح كومبيوتره .. ويستنى الثواني الكتير لحد ما الديسكتوب يفتح .. وبعدين يدوس دابل كليك على المتصفَّح .. وبعدين يكتب عنوان مدونتك عشان يدخل يقرالك ، ده شيء كبير – بالنسبة لي على الأقل – يستدعي في المقابل إنك يكون عندك شيء ( حقيقي ) و ( صادق ) ممكن تدَّيهوله ، مش عارف هل وصل اللي عايز أقوله ولا لأ ، عموماً ( الإطار ) اللي المفروض يكون لصوتي مكنش واضح بالنسبة لي ومفيش هدف حقيقي عايز أوصله ولا وسيلة للتلاحم شايفها ، ده واحد من الأسباب .. أو أهم أسباب تأجيلي لقرار فتح المدوَّنة ..

سبب تاني مهم وهوَّ القدرة على إنك تكلَّم الناس عنك وعنهم وعن الدنيا اللي بتجمعكم زي ما انتَ شايف من غير أي رتوش أو تزويق ، حتَّى لو شفت في بعض الأحيان إنك عشان تُمارس صدقك لازم تعرَّي نفسك داخليَّاً أو حتَّى تعرَّي الدنيا نفسها ، وده بيتطلَّب جُرْأة كبيرة جداً هكون كدَّاب لو قلت إني امتلكتها ..

أسباب تانية موجودة منها ضيق الوقت وكتر الدخول للشرنقة الذاتيَّة أو حتى احتماليَّة الزهق من ركنك الشخصي بعد ما تفتحه لو حسَّيت إنه مش بيقدم لك جديد .. مش بيسمَّعك صوتك أو مش بيحسَّسك إنك قادر على التواصل اللي اتكلمنا عنه قبل كده ..

كل دي أسباب منطقية جداً في نظري لعدم فتح المدونة أو تأجيل ده بمعنى أوضح ، ولحد يومين مفيش حاجة كانت اتغيَّرت ، لكن اللي حصل – فعلاً – إنَّي حسيت برغبة في إني أتكلم مع نفسي بشكل حقيقي في ركن خاص ، رغبة تخطت كل الأسباب المنطقيَّة اللي فاتت وتزامنت مع صوت عمَّي يوسف إدريس وهوَّ بيقول من بعيد : "أليس الأروع أن تظل تعزف ، مهما بدا العزف نشازاً وشاحباً فحتماً سيأتي اليوم الذي يعلو ويجبر الناس من صدقه على سماعه" ، رغبة في العزف المُنْفَرِد حتَّى لو اللحن نفسه لسه متحدَّدش ..

مقدرش أقول إنَّي حددت فعلاً الإطار اللي حابب لصوتي يتحرَّك فيه .. أو حددت كلمة من اللي عايز أقوله أو أسمَّعه لنفسي من جوَّة ، والأهم مقدرش أقول إني امتلكت القدرة على إني أقول للدنيا انتِ عورة في عينها أو ممارسة التعرية الذاتية ، يبقى الأسباب كلها لسه زي ما هيَّ .. بس فكرت إننا نبص للأمور بشكل تاني : طول ما انتَ واقف على الشط وبتقول مش نازل البحر غير لمَّا أعرف أعوم .. عمرك ما هتنزل البحر .. ولا عمرك هتعرف تعوم ! ، الحقيقة كلام مُقنع ..

مُتخيَّل دلوقتي إن ناس بتقول كفاية رغي ، وشايف رامز الشرقاوي متنرفز وبيقول : "كل ده رغي عشان تقول أنا فتحت المدونة" ، بس الحقيقة زي ما قلت .. هيَّ فضفضة مبدئيَّة مُهِمَّة بالنسبة لي وغير هامَّة في المُطلق ..

وبعد كل الكلام اللي اتقال .. بتمنَّى لنفسي تعلُّم العوم بعد ما نزلت البحر ..
وأحب كمان أقولَّي مبروك قرار بدء العزف المُنفرد ..

والسلام ليسَ الختام ....
محمَّد المصـري