12 يوليو 2013

رأيت رام اللهرأيت رام الله by مريد البرغوثي
My rating: 5 of 5 stars

- بظن إن جزء من قيمة الكتب العظيمة في حملها لذكرياتك أثناء قراءتها، بتبقى شايْلَة كلام اللي كاتب وزَمَنك انتَ

- دي القراءة التالتة للكتاب، اللي بعتره من أهم وأعظم الكتب العربية اللي قرأتها

- بَفكَّر إن الكتاب ده زَمن مش مكان، على عَكس عنوانه، وعلى عكس من حكايته المفترضة اللي بتدور في الكام اليوم اللي رجع فيهم "مُريد البرغوثي" لرام الله ودير غسّانة بعد 30 سنة من النَّكسة والغربة، المَكان بصفاته الجغرافية مش أمر مُهم، مش بيتوَرَّط في الحديث عنه بكثافة، هو بيخلّيه صورة أوْسَع لـ"مَدِينة" أو "وَطَن"

- في المُقابل، مُريد بيتسغرق تماماً في الذكريات، بيسيب نَفسه ليها، في آخر الكتاب هو بيقول إنه مش عارف حَكَى إيه ومَحَكاش إيه، وده حقيقي، ميبدوش إن الكتاب مُخطط مُسبقاً، دي كتابة واحد قارب عَ السّتين بيشوف حياته كلها في رحلة عدَّة أيام، يفتكر اللي يفتكره وينسى اللي ينساه

- في الرحلة دي، فيه تاريخ ومُدُن وبَشَر، أمور عامة بيكون المهم فيها هو ذاتيه حاكيها، وأمور ذاتية بتتحول لأمر عام، الطريقة اللي مُريد بيحكي فيها عن أحداث النَّكسة وكامب وديفيد واعتصام الطلبة في 72، أو اغتيال غسان كنفاني ثم ناجي العَلِي، حكايات الغُربة في بودابست، واعتقال التي لم نَعْرِف حكاية اسمها، مَنيف وأم مَنيف، واللّحظة الأخيرة المُدْهِشَة اللي بيحاول فيها الحِفاظ على حياة أمُّه لمدة يومين فقط، الرحلة الطويلة باتجاه الحِكْمَة والحُزن، غُربة العائد وسط أهله، وأُلفه الغريب في مَنفاه، بصورة مُدْهِشَة العام بيبقى شَخصي والشخصي بيكون عام

- الحياة كَبيرة، ضمن أكثر ما تبقى من القراءة دي كان كلام مُريد المُختزل عن عودته للعَيْشِ مع رضوى وتَميم بعد 17 عاماً من المنفى والبُعد، لم يتطرق للتفاصيل، ولكن كلامه كان مُغرق في الوَحْشَة، إشارات عدَّة مُتناثرة حول الصعوبة التي وجدها ثلاثة غُرباء في العَيْشِ وخلق معنى الأُسْرَة من جديد، تِلك الجملة حَكَت الحكاية كلها:
"انتظرت رضوى عودتي إلى بيتنا سبعة عشر عاماً، وعندما عُدت.. عُدت ومعي الأعوام السبعة عشر كلها، ومعها الأعوام السبعة عشر كلها"
وفي ذلك كان هُناك تَميم، الطفل الذي صار شاباً، كجزءٍ في المُعادلة، مُواجهة اهتزازات الماضي وغموض العودة حتى يستقر كل شيء على الشكل الذي سيبقى عليه. تَحَمَّلوا. وصَبروا. أُسْرَة مُدْهِشَة

- قريت الرواية، ببطءٍ ساحر. بطء عزيز. أثناء الأيام الصَّعبة، بدأت أقراها يوم 3 يوليو مع عَزل مُرسي، الخبر اللي سمعته بالصدفة وأنا مِعَدّي من اعتصام الإسلاميين في رابعة عشان رايح لشريف، كنت بفكَّر إن بدقني الشَّعثاء والسَّبحة المَلفوفة على إيدي اليمين ورواية تحمل اسم "رام الله" في يَدي.. لو الجيش اقتحم مثلاً ومُت هِنا محدّش هَيْشُك إني معاهم
بعدها، تحدُث عركة أهليَّة فأقرأ صفحتين أو ثلاث، نَتَصَبَّح بمجزرة فيمر اليوم دون قراءة حَرف واحد، بس مُجْمَلاً كان الكتاب رَفيق مُدْهِش للأيام، حتى في الكلام عن الضَّجَر من الوطن، وملازَمَة الثورة بالانتفاضة الفلسطينية في مُخَيّلتي، ده معنى جُملة المُفتتح في الريفيو ده.. الكتب العظيمة كده.. بتبقى مَوصولة دايماً بلحظة قرايتها، بتخلق لنفسها وجود وقيمة ومعنى مُختلف في "زمن القراية" نفسه

- بالأساس بقى، كنت بقرا "رأيت رام الله" عشان جبت الأعمال الشعرية الكاملة لمُريد، وقلت إني عايز أبدأ بما أعرفه عنه، وكلحظة مُقَدَّسَة.. فهو كان بيقول في الرواية إنه بينتهي من إعداد ديوان "منطق الكائنات" عشان ينشره، ده الديوان اللي أصلاً خلاني أشتري الأعمال الكاملة، وكل ما قرأته منه كان مُدْهِش، هَبدأ بيه، كإن الزَّمن –اللي كَتَب فيه مُريد واللي قرأت فيه- كان زَمَن مُشترك بينتهي مع بداية "منطق الكائنات"

#أيام_مُريد #رمضان_2013


View all my reviews

هناك 3 تعليقات:

Radwa يقول...

احنا بيضحك علينا كده
O.o

محمد المصري يقول...

مبيضّحكش عليكِ أهو
:)

Radwa يقول...

:)