29 فبراير 2012

بسكاليا (1-3): الإغواء الأخير لداوود عبد السيد


إلى خالد أحمد يوسف .. الكاتب بموقع "في الجول"

يَجْلِسُ أمام المياةِ المُنبسطة ، في تِلك البُقعة الهادئة التي عَرِفها منذُ الصغر ، والتي تفصله ، تماماً ، عن صَخَبِ إمبابة من وراءِه ، ورغم سنوات عمره التي تجاوزت الأربعين ، فقد ظلَّ يَحْتفظ برسغٍ ثابِت ، ونفسٌ ازدادت صَبراً مع مرور الزَّمن ، يُلقي بِصنَّارته في الماء ساعة العصاري ، ويَظَلُ جالساً هُناك حتى غروب الشّمس .

ذلك هُو ما اعتاده يوسف في السنواتِ العَشْر الأخيرة ، وبدلاً من أن يعود بالسَّمَكِ إلى البيت ، ويَفْشَل في أكله بسبب حجمه الصغير ، فقد صار يَمْسِك كُل سمَكة يصطادها ، ويَضَعها في باطِنِ كَفه لنصفِ دقيقة ، يَستشعر حَرَكتها ، نَبْضها ، مَكْمَن الرَّوحِ فيها ، ثُم يُلقيها في النّيل مِن جديد .

هذا النِّهار ، لن يذهب يوسف إلى النهر ، لن يَمْنح بضع سَمَكات صغيرات الحياة من جديد ، سَيَجْلِس في منزله ، يُشَغّل التلفزيون ، يُقَلّب بين قنوات مُمِلّة ، وحين يَصِل إلى واحدة منهم ، تَعرض فيلم "الكِيت كات" في مشاهده الأخيرة ، سيُدَنْدِن مع الأغنية ، ثُم يَبتَسم ، قبل أن يَتَجَهَّم وَجهه ، حُزناً ، وهو يقول "الله يرْحَمَك يا إبراهيم" .

بعد ساعة ، على الناحيةِ الأخرى من النَّهر ، حَيْثُ يَسْكُن في الزمالك ، كان داوود عبد السيّد قد قال نَفس الجُملة ، وهو يَتَجَهَّز للذهابِ إلى عَزَاء "إبراهيم أصلان" ، في المنطقةِ التي عاشَ بها أغلب حياته ، ومَنَحَته هو ما يعتبره الجميع أعظم أفلامه .



إمبابة لا تعرف إبراهيم أصلان:

تَحَرّك من منزله بخُطٍ بطيئة ، تَلِيقُ بكهلٍ حَكِيم قارب السَّبعين ، ورغم ذلك فقد قَرر أن يَذْهَب إلى شارع السُّوق ، حيث يُقام العَزَاء ، مَشْياً ، وأن يتجاوز النَّهْر الواصل بين ضفتين ، وعالمين ، مُختلفين ، على قدميه .

تَذكر المرَّة الأولى التي أخذه فيها أصلان إلى هُناك ، لم يَكُن المُدهش هو معرفته بكل الحواري والمَمَرَّات والشوارع المُتداخلة ، والتي تجعل المنطقة أشبة بالمتاهة ، ولكن المُدهش فعلاً هو ما بدا بمعرفته بكُلّ الساكنين فيها ، وامتلاكه ولو حِكاية ، عن كُلّ واحد منهم .

تذكَّر داوود أيضاً ، نصيحة أصدقاء أصلان الدائمة له ، بأن "يَقِب" على وش الدنيا ، ويَترك الكيت كات وحواريها ، كي يَنتقل إلى الناحية الأخرى من النهر ، حيث الزمالك أو وَسط البلد ، كان يستمع لهم في هدوء ، ثُمّ يَحكي حكاية ، عن البيتِ الذي يَسْكُن فيه: حيثُ في البدءِ كانت الأرض خربة وخاوية ، ثُم جاءَ من أحضر المُؤَن ، الخشب والطوب والجير ، لِيَبني الكِيت كات ، وكان جداً أكبر ، يأخُذ منها كُل يوم ، ليبني جُزءً من البيت ، وهكذا: كانت الكيت كات تَكبر ، وكان البيت يَكبر معها ، ثم يبتسم أصلان ويقول: الآن البيت هو الذي يَكبر ، وأنا أريد أن أكبر معه .

لذلك ، فقد تصوَّر داوود ، أن الناس ، هُناك ، في إمبابة والكيت كات والورَّاق ، في ميت عُقبة وأرض اللوا وبولاق ، على المقاهي والأرصفة والأكشاك الصغيرة ، في البيوت والحواري والشوارع المُتفرّعة ، في المَكتبات والوِرَش والملاعب الترابيَّة ، تَصَوَّرهم ، وقد راح كُل منهم يشد على يد الآخر ، مُعَزّياً ، في رحيلِ الرَّجل الذي ، لفرطِ المَقامِ ، على الأقل ، صار على صِلة قُربى بكل واحد منهم ، والذي ، في الآخر ، عرَّف العالم بأنقى ما فيهم ، وأفضل ما فيهم ، وجعلهم جُزءً من ضمير الدنيا .

تصوَّر ، سُبحان الله ، أنه سيجد طابوراً طويلاً ، أمام مكتب هيئة البريد في الكيت كات ، يقف أمامه العشرات ، وربّما المئات ، يَحْمِلُون خطابات مُرسلة ، ومُعَنْوَنة إلى السماء ، لـ "الأستاذ ربنا العزيز الكريم" ، تَرجوه الرَّحمة بعَبده الغلبان ، ساكِن إمبابة ، الذي تَرَك خِلوته للتَوّ ، وصَعَد .

ولَكِن شيئاً من هذا لَم يَحْدُث ، كانت الحياة ، بعد أن تجاوز الكوبري ، إلى جانب النهر الآخر ، تَسِير في صَخَبٍ عادي ، يَافِطات الإنتخابات تَمْلأ الطُّرُق ، عَرَبة نِصف نقل ، تَحمل مذياعاً عَالِي الصّوت ، يَشْكُر الجالِس بجانب قائدها ، أهالي إمبابة الكرام ، الذين صَوَّتوا لحزبِ النُّور ، وحِينَ سأل داوود ، لَمْ يَكُن أحد يَعرف شيئاً عن أصلان ، بَدَت كُل الشوارع خاوية ، حينَ اكْتشف ، مُندهشاً ، أن النّاس الذين ظَلّ يَكْتِب عنهم ، ويعرفهم ، طوال أربعة عقود ، أو يزيد ، قد مَات بينهم دُونَ أن يعرفوه .

شَعَرَ بثُقلٍ في خِطواته ، حاول التّخفيف عن نفسه ، بأنه يَعْلم ، ولا رَيْب ، منذ سنوات ، أن ما من أحدٍ في إمبابة يعرف إبراهيم أصلان ، تذكَّر كلمات شريف المرجوشي ، وابتسم حينَ فكَّر في أن أي من أبطال أصلان ، لم يُصَلّ ولو رَكْعة واحدة في كتابته ، لَم يَصم ولو يوماً في كُل الأشهر الفَضِيلة ، كان يعرف بالتأكيد ، وإن بَقَت الجُملة تَرِن في أذنه بَصدى مُزعج: ما من أحد في إمبابة يعرف إبراهيم أصلان ، هل من أحدٍ سَيَعرفه فيها حين يَمُوت ؟

سارقو الفرح

في الرُّبع ساعة التي تَلَت دخول داوود إلى صِوانِ العَزَاء ، وجُلوسه في رُكنٍ مُنْزَوِي ، كان يُفَكَّر في احتمالية إخراج فيلم آخر قبل أن يُفارق الحياة ، لقد صار في السابعةِ والسّتين من عمره ، ثمانية أفلام في رُبعِ قَرن ، والأمر صار أصعب من ذي قَبل .

لماذا لم يُخرج المزيد من الأفلام خلال السنواتِ الفائتة ؟ ، كان قد قرر التَوَقّف عن لومِ نفسه منذ فترة طويلة ، في البدءِ كان يُبرر: ظروف الإنتاج ، مشاكل المُمثلين ، طبيعته المُتَمَهّلة ، وطبيعة أعماله التي تحتاج هذا التمهُّل ، كافة الصعوبات التي واجهها مِراراً ، ولكنه ، منذ عامين ربما ، لم يَعُد يَجْلِد ذاته ، صَار يُفكر دائماً أن مَبَقاش في العُمر ما يستاهل التُّوبة ، ولا في النَّفسِ ما يَقوي على تَحَمُّل النَّدَم ، وأنه سَيَنْجز فيلماً حينما تُتاح له الفُرصة لذلك ، ولَكِن الآن .. يُلِحّ الأمر كهاجِس كابوسي ، هل سَيُتاح له ذلك ؟

تَستمر الأفكار في التّدفق ، كخيوطِ عَنْكَبُوت تَلْتَف حوله ، عَمّا يُمكن أن يتغيَّر بعد الثورة ، يَتَذَكَّر نزوله إلى الشارع في الثمانية عشر يوماً الأولى ، يتذكَّر أنه فضَّل أن يشعر بالفرحِ الحاصل أكثر من أن يُصوره ، ورَوَّض نفسه بكونِ "الجميع يُصَوَّرون ، أما أنا فأرغب في أن أكون جُزءً من الحِراك" ، الآمال العَظيمة ، نَشْوة الشعور ، المُستقبل الذي كان يُفَكَّر فيه بشغف ، كَكَهلٌ عَجُوز نَعَم ، ولكن لا يَخشى الحُلم ، "سأُقدّم ثمانية أفلام أخرى خلال العشر سنوات المُقبلة" .

ثُمّ ، ماذا تبقى بعد عام ؟ ، الضَّباب ، تِلكَ هي طبيعة الثورات ، ولَكِن ألم تَكُن ثَورتنا مُختلفة ؟ ، هُوَ ليسَ مُحبطاً ، ولكنه نَزَل إلى أرضِ الواقع ، بعد أن حَرَّرت الثورة الجميع إلى فَضاءِ الأحلام ، يتذكر ما قاله ، بصوتٍ حَكِيم ، أثناء جلوسه مع بعض الشباب على قهوة الحميدية في وسط البلد قبل ثلاث أيام: "نحنُ وسط تفاعل ، وبالتالي لا توجد نتائج نهائية ، هُناك حركة مُستمرة ، هُناك جديد يحصل كل يوم ، هناك أمور مُختلفة تتبلور ، أو أنها لازالت في مرحلة البلورة ، ولكن .. أخشى أن نصل إلى الصورة المعروفة عن الثوراتِ ، التي يُقال أنها تنتهي بحاكمٍ ديكتاتوري ، أو بحربٍ أهلية ، أو بتحالف إسلامي عَسكري كما يبدو في الأفق ، وهذا ما أخاف أن يحصل ، هذا أمر مُخيف"

يَسْتَاءُ داوود ، كيفَ أجبروه ، وأجبروا الجميع ، أن يتركوا أحلامهم وينزلوا إلى واقع قذر على هذا النحو ؟ ، إنُّهم يحاولون سَرِقة الخيال .. كما سَرقوا كُل شيء آخر

تُخرجه اليَد الممدودة لمُصافحته من كُل تِلك الأفكار ، كان يُوسف ، "يُوسف النجّار" كما عرّف نفسه ، ورَحَّبَ به وكأنَّهُ يعرفه مُنذ زَمَن ، ودَعاه لأن يَجلس بينهم ، هُم ، أهالي إمبابة ، شِلّة أصلان القديمة ، وقَدَّمُه لَهُم ، "الأستاذ داوود عبد السيّد ، اللي عَمَل فيلم الكيت كات" .

في النّصفِ ساعة التّالية ، حَاول داوود أن يَلْعب لعبة إيجاد التشابهات ، أو الاختلافات ، بين هؤلاء الجالسين أمامه ، وبين صُور أخرى مِنهم قد ظَهرت في فيلمه ، وأن يَتَتَبَّع التغيُّرات التي جَرت بهم بعد كُل هذا الوقت ، وكان من شأنِ تواجده أن جْعَلهم يَنْسَوْن العَزاء ، ويَبدؤون في تَتَبع أخبار بَعضهم التي تَعُود لسنوات ، ويَحْكَوْن ، عن المَعلم صُبحي ، والمعلم عطيّة ، والعَم عُمران ، والأمير عوض الله ، والأسطى قدري الإنجليزي ، والجَمِيع .

ضَحِكوا ، ثم أتبعوا بأن "سُبحان الله" ، حين جاءت سيرة الهرم بائِع الحَشيش ، ورَووا أن زوجته ، الشابة الجميلة ، حَدث أن وضعت رأسها على كتفه ذات ليلة ، ارتاحت قليلاً ، ثُم ماتت ، فأصابه هَلَع عَظيم ، ولم يَترك بيته لشهور ، ثُم أطلق لحيته ، وأمسك بعصا كبيرة ، وصار يُغادر البيت قبل صلاة الفجر ، يَجُوب حواري إمبابة دون أن يفوته بيتاً ، يَدُق الأرض بعصاه ، ويَقول "الصلاة خيرٌ من النوم" ، وحينَ سَكتوا ، أكمل يوسف النجار الجُزء الأهم من الحكاية: ما أن تبدأ الصلاة ، حتى يعود الهرم إلى بيته ، لا يُصَلّي ، ولا يَدْخل الجامع أبداً .

تَخَيّل داوود الفنان نجاح المُوجي ، الله يرحمه ، وهُو يجوب الحواري بعمامةٍ كُبري ، يَدعو الناس للصلاة ، واعتقد أنه كان ليُصبح مشهداً مُؤثراً ، نَظر إلى وجوه مَن حَوله ، وسَأَلَ عن الشّيخ حُسني ، فأطرقوا النّظر طويلاً إلى بعضهم البعض .

الشيخ حُسني الذي كان أعمى ثُم أبصر

يَقُولون أن الشيخ حُسني ، صَارَ يُسَمّى الشيخ حُسني ، بدلاً من اسمه الحقيقي الذي رفض أصلان ذكره ، ولم يَعُد يتذكره أحد مع مرور الوقت ، يَقُولون أن الأحوال تدهورت به كثيراً ، وأن البيت ، الذي بناه أبوه وتمنّى هو أن يموت فيه ، قَد بيع ، وأنه قد انتقل للعَيْشِ في بولاق أبو العلا ، تاركاً الحشيش الذي لَم يَعُد قادراً على شِراءِه ، يَقُولون أن ليالٍ طويلة كانت تَمُرّ به وحيداً ، بعيداً عن الشِلّة التي رافقته طوال عُمره ، وأن الجيران كانوا يَسْمُعون صوته مُتحدثاً في أنصاصِ اللّيالِ ، ويضربون ، عَجَباً ، كَفَّاً بِكَفّ ، لأن ما من أحدٍ مَعَه

ويَقُولُون ، بجمُلٍ مُتَقَطَّعة ، تنتهي دائماً بِهَمْمَةِ أحد المُستمعين ، أن "لا حول ولا قُوّة إلا بالله" ، أن الشِّيخ حُسني عَجّز ، ومَرَضَ مرضاً شديداً ، وابنه ، بعد أن صارَ رَجُلاً ، حَمَله ، كَمَا حَمَل هو يوماً العَمّ مِجاهد ، كَي يأخذه إلى المُستشفى ، نَام الشيخ على كَنبة التَّاكسِي الورَّانِيّة ، ولم يَتَمنَّ سوى أن يَمُر في طريقه بشارع السوق الطَّوِيل ، الذي عاشَ به عُمره كُله ، وأن يَنْظر مرّة أخيرة إلى مَكانِ البيت ، وحين وَصَل إلى أول الشّارع ، خَرَج بنصف جَسَده من التّاكسي ، كَي يَلْمَحه أحد الأصدقاء القُدَامى ، حتّى أطلّ عليه عادل الشرباتي ، وصاح لَه "إيه يا مولانا" ، فأطْبَق الشَّيخ على يَدَه ، وقال: "يا عادل ، أنا عيَّان ورايح المُستشفى ، ابقى قول للناس بقى" ، والشّيخ حُسني مات ، قبل أن يَلْحَق به أيّ من الناس .

والحقيقة ، أن داوود قد شعر بحُزنٍ شديد ، درجة أن عينيه قد اغرورقت بالدّمُوع ، وظَنّ النّاظر إليه من الحاضرين أنَّه يَبْكِي أصلان ، ولكنه في الحقيقة كان يبكي ، لشدّة القُربِ ، صديقاً قديماً ، لَمْ يره



في تِلكَ الليلة ، حَلِمَ داوود ، خيرُ اللَّهُمّ اجعله خيراً ، أنه قد حَلّ في جَسَدِ الشِّيخ حُسْنِي ، وقابل إبراهيم أصلان ، الذي تَفَل في الأرضِ ، وصَنَع مِن التّفلِ طيناً ، وطَلَى بالطّين عَيْنَي الأعمى ، ثُمّ قال له "اذهب واغتسل" ، فمَضى الشّيخ ، واغتسل ، ثُمّ عاد بَصِيراً ، ولمَّا طَلَبَ مِنه غُرباء ، أن يَشهد على أصلان آثماً ، لم يُجِب ، لأنه كان مُنشغلاً بالنَّظر إلى فتاةٍ تقف على الجانبِ الآخر ، خَلَعت ملابسها ، ثم نَزَلَت إلى مَجْرى النّهر ، عارية .

وفي صَباحِ اليوم التَّالِي ، بعد أن استيقَظ داوود ، ناسِياً حِلْمه ، تَلَقّى مُكالمة هاتفية مِن صحفي شاب ، يَطْلب منه أن يقدّم نعياً في رحيل أصلان ، ورأياً بشأن صعود التيار الدّيني في الانتخابات البرلمانية ، التي تنتهي مرحلتها الثالثة بعد أيام ، بصفته سينمائي ، قِبطي ، يَقع ، تماماً ، في مُنتصف دائرة المَخاوف حول تعامل الإسلاميين مع الفن ، ومع الأقليَّات ، استمع له داوود بأُذنٍ ثَقيلة ، وبنصف تركيز ، حَيْثُ النصفِ الآخر ، كان مُرَكَّزاً على لَوحة الكِتاب المُقدّس ، التي وضعها على حائِط منزله ، مُنذُ ما يُقارب الرُّبعِ قرن:

 فَدَعَوْا ثَانِيَةً الإِنْسَانَ الَّذِي كَانَ أَعْمَى، وَقَالُوا لَهُ: «أَعْطِ مَجْدًا للهِ. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا الإِنْسَانَ خَاطِئٌ" ، فَأَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «أَخَاطِئٌ هُوَ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِر

هناك تعليق واحد:

? يقول...

مدونتك الرائعة