في رمضانِ الماضي، كُنتُ أجلِسُ على نَفسِ المَكْتَب، وحيداً جداً، وحَزيناً جداً، أرى الدُّنيا من وراءِ ستار كالأَعْمَش، وأَبْحَث عَمَّن أحُادثه عن «أيامِ العَجَب والموت» التي تأبى أن تَنْقَضِي
كُنتُ أَخطو 13 خطوة نحو آخر طُرقَة الجريدة، وأَنسى ما خَطوت لأجله، فأعود لمكاني مرة أخرى
أنزِل إلى الشارع عقب الأذان، وأشرب الشاي على مَقهى فارغ، أشعر بثقلِ النَّفس الداخِل والخارج، وأنا مُوقِنٍ من أن صَدري لَن يحتمل لأكثر من ثلاثِ دقائق أخرى
أذهب إلى بيتِ فَضل، أو أعود إلى بيتِ أهلي، أُسَرْسِبُ حُزني على رُوحِ يوسف، وأُحادث صَديقة قَديمة آمَنتها بضعُ من نَفسي، أتوه في الشوارع التي أعرفها، وأركَب التاكسيات كل يوم لأن قلبي لا يقوى على مَشَقَّة ركوب المواصلات، وأخشى الرّيح.. لأنني هَشاً.. سأتهاوى إن مَسَّنِي
كنت أشعر أن العالم سَينتهي، لن يبقى لدقيقةٍ أخرى، ولكنه كان يَستمر، وكلما أظن أنه وصل لنقطته الأسوا، يأتي إلىَّ حاملاً المَزيد، حتى أنني لازِلتُ أشعر بثُقلِ القلب حين أتحدث عن تلك الأيام، أو أتذكرها، أو أكتب عنها، تماماً كما أشعر الآن
كُنتُ أَخطو 13 خطوة نحو آخر طُرقَة الجريدة، وأَنسى ما خَطوت لأجله، فأعود لمكاني مرة أخرى
أنزِل إلى الشارع عقب الأذان، وأشرب الشاي على مَقهى فارغ، أشعر بثقلِ النَّفس الداخِل والخارج، وأنا مُوقِنٍ من أن صَدري لَن يحتمل لأكثر من ثلاثِ دقائق أخرى
أذهب إلى بيتِ فَضل، أو أعود إلى بيتِ أهلي، أُسَرْسِبُ حُزني على رُوحِ يوسف، وأُحادث صَديقة قَديمة آمَنتها بضعُ من نَفسي، أتوه في الشوارع التي أعرفها، وأركَب التاكسيات كل يوم لأن قلبي لا يقوى على مَشَقَّة ركوب المواصلات، وأخشى الرّيح.. لأنني هَشاً.. سأتهاوى إن مَسَّنِي
كنت أشعر أن العالم سَينتهي، لن يبقى لدقيقةٍ أخرى، ولكنه كان يَستمر، وكلما أظن أنه وصل لنقطته الأسوا، يأتي إلىَّ حاملاً المَزيد، حتى أنني لازِلتُ أشعر بثُقلِ القلب حين أتحدث عن تلك الأيام، أو أتذكرها، أو أكتب عنها، تماماً كما أشعر الآن
وما جَرى بعد ذلك أن العالم قد بقى، وبَقَيت معه، لرمضانِ الحالي، أجلسُ على نفسِ المَكتب، ولكني لا أشعر بالوحدة ولا بالحُزنِ، وأعلم حينَ أخطو 13 خطوة لآخر طُرقة الجَريدة إلى أين أنا ذاهب
أَشُمُّ رائحة الأقرباء، وأَسْتَوْحِشُ من غابَت بحنوٍ، أَلِفُّ بالعَجَلة في شوارع المَدينة دون أن أخافُ الرّيح، وأَلْمَس انتصار الرُّوح الذي بُشّرت به.. فأقرأ «ولَسَوفَ يُعْطِيكَ رَبُّك فَتَرضى»
أقف فوق مئذنة "الأشرف برسباي" في وسط القاهرة، من تَحتي المَدينة كاملة، وأرى السنة الفائتة، كل شيء واضح، والنَّفس طَيبة رغم كل ما جَرى
وحين أنظر، ثانيةً، إلى الصورة التي التقطتها نُهى هُناك أثناء غروب شَمس اليوم السَّادس، و«حسين سابزيان» الذي التقط له «كياروستامي» لحظة هدوء مُشابهة في شوارع «طَهران» قبل 23 عاماً. أشعر أن تِلك الصورة هي حِكاية العام كُله. بعدنا طيّبين كما أسمى صَديقاً عزيزاً كتابه عن مرَّة مُشاهدته الأولى لـClose Up و«كل شيء جميل فعلاً» كجملةِ الختام فيواحدٍ من أكثر أفلامي المُفضَّلة قُرباً إليّ وشَبهاً بي
أَشُمُّ رائحة الأقرباء، وأَسْتَوْحِشُ من غابَت بحنوٍ، أَلِفُّ بالعَجَلة في شوارع المَدينة دون أن أخافُ الرّيح، وأَلْمَس انتصار الرُّوح الذي بُشّرت به.. فأقرأ «ولَسَوفَ يُعْطِيكَ رَبُّك فَتَرضى»
أقف فوق مئذنة "الأشرف برسباي" في وسط القاهرة، من تَحتي المَدينة كاملة، وأرى السنة الفائتة، كل شيء واضح، والنَّفس طَيبة رغم كل ما جَرى
وحين أنظر، ثانيةً، إلى الصورة التي التقطتها نُهى هُناك أثناء غروب شَمس اليوم السَّادس، و«حسين سابزيان» الذي التقط له «كياروستامي» لحظة هدوء مُشابهة في شوارع «طَهران» قبل 23 عاماً. أشعر أن تِلك الصورة هي حِكاية العام كُله. بعدنا طيّبين كما أسمى صَديقاً عزيزاً كتابه عن مرَّة مُشاهدته الأولى لـClose Up و«كل شيء جميل فعلاً» كجملةِ الختام فيواحدٍ من أكثر أفلامي المُفضَّلة قُرباً إليّ وشَبهاً بي