إلى خالد أحمد يوسف .. الكاتب بموقع "في
الجول"
يَجْلِسُ أمام المياةِ المُنبسطة ، في تِلك
البُقعة الهادئة التي عَرِفها منذُ الصغر ، والتي تفصله ، تماماً ، عن صَخَبِ
إمبابة من وراءِه ، ورغم سنوات عمره التي تجاوزت الأربعين ، فقد ظلَّ يَحْتفظ
برسغٍ ثابِت ، ونفسٌ ازدادت صَبراً مع مرور الزَّمن ، يُلقي بِصنَّارته في الماء
ساعة العصاري ، ويَظَلُ جالساً هُناك حتى غروب الشّمس .
ذلك هُو ما اعتاده يوسف في السنواتِ العَشْر
الأخيرة ، وبدلاً من أن يعود بالسَّمَكِ إلى البيت ، ويَفْشَل في أكله بسبب حجمه
الصغير ، فقد صار يَمْسِك كُل سمَكة يصطادها ، ويَضَعها في باطِنِ كَفه لنصفِ
دقيقة ، يَستشعر حَرَكتها ، نَبْضها ، مَكْمَن الرَّوحِ فيها ، ثُم يُلقيها في
النّيل مِن جديد .
هذا النِّهار ، لن يذهب يوسف إلى النهر ، لن
يَمْنح بضع سَمَكات صغيرات الحياة من جديد ، سَيَجْلِس في منزله ، يُشَغّل
التلفزيون ، يُقَلّب بين قنوات مُمِلّة ، وحين يَصِل إلى واحدة منهم ، تَعرض فيلم "الكِيت
كات" في مشاهده الأخيرة ، سيُدَنْدِن مع الأغنية ، ثُم يَبتَسم ، قبل أن
يَتَجَهَّم وَجهه ، حُزناً ، وهو يقول "الله يرْحَمَك يا إبراهيم" .
بعد ساعة ، على الناحيةِ الأخرى من النَّهر ،
حَيْثُ يَسْكُن في الزمالك ، كان داوود عبد السيّد قد قال نَفس الجُملة ، وهو
يَتَجَهَّز للذهابِ إلى عَزَاء "إبراهيم أصلان" ، في المنطقةِ التي عاشَ
بها أغلب حياته ، ومَنَحَته هو ما يعتبره الجميع أعظم أفلامه .
إمبابة لا تعرف إبراهيم أصلان:
تَحَرّك من منزله بخُطٍ بطيئة ، تَلِيقُ بكهلٍ
حَكِيم قارب السَّبعين ، ورغم ذلك فقد قَرر أن يَذْهَب إلى شارع السُّوق ، حيث
يُقام العَزَاء ، مَشْياً ، وأن يتجاوز النَّهْر الواصل بين ضفتين ، وعالمين ،
مُختلفين ، على قدميه .
تَذكر المرَّة الأولى التي أخذه فيها أصلان إلى
هُناك ، لم يَكُن المُدهش هو معرفته بكل الحواري والمَمَرَّات والشوارع المُتداخلة
، والتي تجعل المنطقة أشبة بالمتاهة ، ولكن المُدهش فعلاً هو ما بدا بمعرفته بكُلّ
الساكنين فيها ، وامتلاكه ولو حِكاية ، عن كُلّ واحد منهم .
تذكَّر داوود أيضاً ، نصيحة أصدقاء أصلان
الدائمة له ، بأن "يَقِب" على وش الدنيا ، ويَترك الكيت كات وحواريها ،
كي يَنتقل إلى الناحية الأخرى من النهر ، حيث الزمالك أو وَسط البلد ، كان يستمع
لهم في هدوء ، ثُمّ يَحكي حكاية ، عن البيتِ الذي يَسْكُن فيه: حيثُ في البدءِ
كانت الأرض خربة وخاوية ، ثُم جاءَ من أحضر المُؤَن ، الخشب والطوب والجير ،
لِيَبني الكِيت كات ، وكان جداً أكبر ، يأخُذ منها كُل يوم ، ليبني جُزءً من البيت
، وهكذا: كانت الكيت كات تَكبر ، وكان البيت يَكبر معها ، ثم يبتسم أصلان ويقول: الآن
البيت هو الذي يَكبر ، وأنا أريد أن أكبر معه .
لذلك ، فقد تصوَّر داوود ، أن الناس ، هُناك ،
في إمبابة والكيت كات والورَّاق ، في ميت عُقبة وأرض اللوا وبولاق ، على المقاهي
والأرصفة والأكشاك الصغيرة ، في البيوت والحواري والشوارع المُتفرّعة ، في
المَكتبات والوِرَش والملاعب الترابيَّة ، تَصَوَّرهم ، وقد راح كُل منهم يشد على
يد الآخر ، مُعَزّياً ، في رحيلِ الرَّجل الذي ، لفرطِ المَقامِ ، على الأقل ، صار
على صِلة قُربى بكل واحد منهم ، والذي ، في الآخر ، عرَّف العالم بأنقى ما فيهم ،
وأفضل ما فيهم ، وجعلهم جُزءً من ضمير الدنيا .
تصوَّر ، سُبحان الله ، أنه سيجد طابوراً
طويلاً ، أمام مكتب هيئة البريد في الكيت كات ، يقف أمامه العشرات ، وربّما المئات
، يَحْمِلُون خطابات مُرسلة ، ومُعَنْوَنة إلى السماء ، لـ "الأستاذ ربنا
العزيز الكريم" ، تَرجوه الرَّحمة بعَبده الغلبان ، ساكِن إمبابة ، الذي
تَرَك خِلوته للتَوّ ، وصَعَد .
ولَكِن شيئاً من هذا لَم يَحْدُث ، كانت الحياة
، بعد أن تجاوز الكوبري ، إلى جانب النهر الآخر ، تَسِير في صَخَبٍ عادي ،
يَافِطات الإنتخابات تَمْلأ الطُّرُق ، عَرَبة نِصف نقل ، تَحمل مذياعاً عَالِي
الصّوت ، يَشْكُر الجالِس بجانب قائدها ، أهالي إمبابة الكرام ، الذين صَوَّتوا
لحزبِ النُّور ، وحِينَ سأل داوود ، لَمْ يَكُن أحد يَعرف شيئاً عن أصلان ، بَدَت
كُل الشوارع خاوية ، حينَ اكْتشف ، مُندهشاً ، أن النّاس الذين ظَلّ يَكْتِب عنهم
، ويعرفهم ، طوال أربعة عقود ، أو يزيد ، قد مَات بينهم دُونَ أن يعرفوه .
شَعَرَ بثُقلٍ في خِطواته ، حاول التّخفيف عن
نفسه ، بأنه يَعْلم ، ولا رَيْب ، منذ سنوات ، أن ما من أحدٍ في إمبابة يعرف
إبراهيم أصلان ، تذكَّر كلمات شريف المرجوشي ، وابتسم حينَ فكَّر في أن أي من
أبطال أصلان ، لم يُصَلّ ولو رَكْعة واحدة في كتابته ، لَم يَصم ولو يوماً في كُل
الأشهر الفَضِيلة ، كان يعرف بالتأكيد ، وإن بَقَت الجُملة تَرِن في أذنه بَصدى
مُزعج: ما من أحد في إمبابة يعرف إبراهيم أصلان ، هل من أحدٍ سَيَعرفه فيها حين
يَمُوت ؟
سارقو الفرح
في الرُّبع ساعة التي تَلَت دخول داوود إلى
صِوانِ العَزَاء ، وجُلوسه في رُكنٍ مُنْزَوِي ، كان يُفَكَّر في احتمالية إخراج
فيلم آخر قبل أن يُفارق الحياة ، لقد صار في السابعةِ والسّتين من عمره ، ثمانية
أفلام في رُبعِ قَرن ، والأمر صار أصعب من ذي قَبل .
لماذا لم يُخرج المزيد من الأفلام خلال
السنواتِ الفائتة ؟ ، كان قد قرر التَوَقّف عن لومِ نفسه منذ فترة طويلة ، في
البدءِ كان يُبرر: ظروف الإنتاج ، مشاكل المُمثلين ، طبيعته المُتَمَهّلة ، وطبيعة
أعماله التي تحتاج هذا التمهُّل ، كافة الصعوبات التي واجهها مِراراً ، ولكنه ،
منذ عامين ربما ، لم يَعُد يَجْلِد ذاته ، صَار يُفكر دائماً أن مَبَقاش في العُمر
ما يستاهل التُّوبة ، ولا في النَّفسِ ما يَقوي على تَحَمُّل النَّدَم ، وأنه
سَيَنْجز فيلماً حينما تُتاح له الفُرصة لذلك ، ولَكِن الآن .. يُلِحّ الأمر
كهاجِس كابوسي ، هل سَيُتاح له ذلك ؟
تَستمر الأفكار في التّدفق ، كخيوطِ عَنْكَبُوت
تَلْتَف حوله ، عَمّا يُمكن أن يتغيَّر بعد الثورة ، يَتَذَكَّر نزوله إلى الشارع
في الثمانية عشر يوماً الأولى ، يتذكَّر أنه فضَّل أن يشعر بالفرحِ الحاصل أكثر من
أن يُصوره ، ورَوَّض نفسه بكونِ "الجميع يُصَوَّرون ، أما أنا فأرغب في أن
أكون جُزءً من الحِراك" ، الآمال العَظيمة ، نَشْوة الشعور ، المُستقبل الذي
كان يُفَكَّر فيه بشغف ، كَكَهلٌ عَجُوز نَعَم ، ولكن لا يَخشى الحُلم ، "سأُقدّم
ثمانية أفلام أخرى خلال العشر سنوات المُقبلة" .
ثُمّ ، ماذا تبقى بعد عام ؟ ، الضَّباب ، تِلكَ
هي طبيعة الثورات ، ولَكِن ألم تَكُن ثَورتنا مُختلفة ؟ ، هُوَ ليسَ مُحبطاً ،
ولكنه نَزَل إلى أرضِ الواقع ، بعد أن حَرَّرت الثورة الجميع إلى فَضاءِ الأحلام ،
يتذكر ما قاله ، بصوتٍ حَكِيم ، أثناء جلوسه مع بعض الشباب على قهوة الحميدية في
وسط البلد قبل ثلاث أيام: "نحنُ وسط تفاعل ، وبالتالي لا توجد نتائج نهائية ،
هُناك حركة مُستمرة ، هُناك جديد يحصل كل يوم ، هناك أمور مُختلفة تتبلور ، أو
أنها لازالت في مرحلة البلورة ، ولكن .. أخشى أن نصل إلى الصورة المعروفة عن
الثوراتِ ، التي يُقال أنها تنتهي بحاكمٍ ديكتاتوري ، أو بحربٍ أهلية ، أو بتحالف
إسلامي عَسكري كما يبدو في الأفق ، وهذا ما أخاف أن يحصل ، هذا أمر مُخيف"
يَسْتَاءُ داوود ، كيفَ أجبروه ، وأجبروا
الجميع ، أن يتركوا أحلامهم وينزلوا إلى واقع قذر على هذا النحو ؟ ، إنُّهم
يحاولون سَرِقة الخيال .. كما سَرقوا كُل شيء آخر
تُخرجه اليَد الممدودة لمُصافحته من كُل تِلك
الأفكار ، كان يُوسف ، "يُوسف النجّار" كما عرّف نفسه ، ورَحَّبَ به
وكأنَّهُ يعرفه مُنذ زَمَن ، ودَعاه لأن يَجلس بينهم ، هُم ، أهالي إمبابة ، شِلّة
أصلان القديمة ، وقَدَّمُه لَهُم ، "الأستاذ داوود عبد السيّد ، اللي عَمَل
فيلم الكيت كات" .
في النّصفِ ساعة التّالية ، حَاول داوود أن
يَلْعب لعبة إيجاد التشابهات ، أو الاختلافات ، بين هؤلاء الجالسين أمامه ، وبين
صُور أخرى مِنهم قد ظَهرت في فيلمه ، وأن يَتَتَبَّع التغيُّرات التي جَرت بهم بعد
كُل هذا الوقت ، وكان من شأنِ تواجده أن جْعَلهم يَنْسَوْن العَزاء ، ويَبدؤون في
تَتَبع أخبار بَعضهم التي تَعُود لسنوات ، ويَحْكَوْن ، عن المَعلم صُبحي ،
والمعلم عطيّة ، والعَم عُمران ، والأمير عوض الله ، والأسطى قدري الإنجليزي ،
والجَمِيع .
ضَحِكوا ، ثم أتبعوا بأن "سُبحان الله"
، حين جاءت سيرة الهرم بائِع الحَشيش ، ورَووا أن زوجته ، الشابة الجميلة ، حَدث
أن وضعت رأسها على كتفه ذات ليلة ، ارتاحت قليلاً ، ثُم ماتت ، فأصابه هَلَع عَظيم
، ولم يَترك بيته لشهور ، ثُم أطلق لحيته ، وأمسك بعصا كبيرة ، وصار يُغادر البيت
قبل صلاة الفجر ، يَجُوب حواري إمبابة دون أن يفوته بيتاً ، يَدُق الأرض بعصاه ،
ويَقول "الصلاة خيرٌ من النوم" ، وحينَ سَكتوا ، أكمل يوسف النجار
الجُزء الأهم من الحكاية: ما أن تبدأ الصلاة ، حتى يعود الهرم إلى بيته ، لا
يُصَلّي ، ولا يَدْخل الجامع أبداً .
تَخَيّل داوود الفنان نجاح المُوجي ، الله
يرحمه ، وهُو يجوب الحواري بعمامةٍ كُبري ، يَدعو الناس للصلاة ، واعتقد أنه كان
ليُصبح مشهداً مُؤثراً ، نَظر إلى وجوه مَن حَوله ، وسَأَلَ عن الشّيخ حُسني ،
فأطرقوا النّظر طويلاً إلى بعضهم البعض .
الشيخ حُسني الذي كان أعمى ثُم أبصر
يَقُولون أن الشيخ حُسني ، صَارَ يُسَمّى الشيخ
حُسني ، بدلاً من اسمه الحقيقي الذي رفض أصلان ذكره ، ولم يَعُد يتذكره أحد مع
مرور الوقت ، يَقُولون أن الأحوال تدهورت به كثيراً ، وأن البيت ، الذي بناه أبوه
وتمنّى هو أن يموت فيه ، قَد بيع ، وأنه قد انتقل للعَيْشِ في بولاق أبو العلا ،
تاركاً الحشيش الذي لَم يَعُد قادراً على شِراءِه ، يَقُولون أن ليالٍ طويلة كانت
تَمُرّ به وحيداً ، بعيداً عن الشِلّة التي رافقته طوال عُمره ، وأن الجيران كانوا
يَسْمُعون صوته مُتحدثاً في أنصاصِ اللّيالِ ، ويضربون ، عَجَباً ، كَفَّاً بِكَفّ
، لأن ما من أحدٍ مَعَه
ويَقُولُون ، بجمُلٍ مُتَقَطَّعة ، تنتهي
دائماً بِهَمْمَةِ أحد المُستمعين ، أن "لا حول ولا قُوّة إلا بالله" ،
أن الشِّيخ حُسني عَجّز ، ومَرَضَ مرضاً شديداً ، وابنه ، بعد أن صارَ رَجُلاً ،
حَمَله ، كَمَا حَمَل هو يوماً العَمّ مِجاهد ، كَي يأخذه إلى المُستشفى ، نَام
الشيخ على كَنبة التَّاكسِي الورَّانِيّة ، ولم يَتَمنَّ سوى أن يَمُر في طريقه
بشارع السوق الطَّوِيل ، الذي عاشَ به عُمره كُله ، وأن يَنْظر مرّة أخيرة إلى
مَكانِ البيت ، وحين وَصَل إلى أول الشّارع ، خَرَج بنصف جَسَده من التّاكسي ، كَي
يَلْمَحه أحد الأصدقاء القُدَامى ، حتّى أطلّ عليه عادل الشرباتي ، وصاح لَه "إيه
يا مولانا" ، فأطْبَق الشَّيخ على يَدَه ، وقال: "يا عادل ، أنا عيَّان
ورايح المُستشفى ، ابقى قول للناس بقى" ، والشّيخ حُسني مات ، قبل أن يَلْحَق
به أيّ من الناس .
والحقيقة ، أن داوود قد شعر بحُزنٍ شديد ، درجة
أن عينيه قد اغرورقت بالدّمُوع ، وظَنّ النّاظر إليه من الحاضرين أنَّه يَبْكِي
أصلان ، ولكنه في الحقيقة كان يبكي ، لشدّة القُربِ ، صديقاً قديماً ، لَمْ يره
في تِلكَ الليلة ، حَلِمَ داوود ، خيرُ
اللَّهُمّ اجعله خيراً ، أنه قد حَلّ في جَسَدِ الشِّيخ حُسْنِي ، وقابل إبراهيم
أصلان ، الذي تَفَل في الأرضِ ، وصَنَع مِن التّفلِ طيناً ، وطَلَى بالطّين
عَيْنَي الأعمى ، ثُمّ قال له "اذهب واغتسل" ، فمَضى الشّيخ ، واغتسل ،
ثُمّ عاد بَصِيراً ، ولمَّا طَلَبَ مِنه غُرباء ، أن يَشهد على أصلان آثماً ، لم
يُجِب ، لأنه كان مُنشغلاً بالنَّظر إلى فتاةٍ تقف على الجانبِ الآخر ، خَلَعت
ملابسها ، ثم نَزَلَت إلى مَجْرى النّهر ، عارية .
وفي صَباحِ اليوم التَّالِي ، بعد أن استيقَظ
داوود ، ناسِياً حِلْمه ، تَلَقّى مُكالمة هاتفية مِن صحفي شاب ، يَطْلب منه أن
يقدّم نعياً في رحيل أصلان ، ورأياً بشأن صعود التيار الدّيني في الانتخابات
البرلمانية ، التي تنتهي مرحلتها الثالثة بعد أيام ، بصفته سينمائي ، قِبطي ، يَقع
، تماماً ، في مُنتصف دائرة المَخاوف حول تعامل الإسلاميين مع الفن ، ومع
الأقليَّات ، استمع له داوود بأُذنٍ ثَقيلة ، وبنصف تركيز ، حَيْثُ النصفِ الآخر ،
كان مُرَكَّزاً على لَوحة الكِتاب المُقدّس ، التي وضعها على حائِط منزله ، مُنذُ
ما يُقارب الرُّبعِ قرن:
فَدَعَوْا ثَانِيَةً الإِنْسَانَ الَّذِي كَانَ
أَعْمَى، وَقَالُوا لَهُ: «أَعْطِ مَجْدًا للهِ. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا
الإِنْسَانَ خَاطِئٌ" ، فَأَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «أَخَاطِئٌ هُوَ؟ لَسْتُ
أَعْلَمُ. إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ
أُبْصِر