في
أيامِ العَجب والموت، يَنقطع الشَّاعر عن شعره، وينكفي كموظفٍ في الأرشيف، يَتوه
في الشوارع التي يعرفها، ويَدوخ إن مَشى فيها خطوتين أو ثلاث، فيفرد ذراعيه لا
رغبة في الطيرانِ ولكن خوفاً من الوقوع
في أيامِ العَجب والموت، تغيب مَلامح الأصدقاء القُدامى، وترى
الدنيا من وراءِ ستار كالأعمش، فتخاف النظر في أعينِ النّاس
في أيامِ العَجب والموت، يَستند الوالد على ذراعِ المَولود، وتُمحى
التواريخ من تراويس الجرائد، ولا يبقى من الوطن إلا بعض الأسطر والمشاعر القديمة
في أيامِ العَجب والموت، كان هو، أو كُنا نَحنُ، من أثرِ الدَّوخة
والإعياء، نَسْتند بحياءٍ على الحوائط عند صعود السّلم، ونَسْمع نَعي الأحباء في
الرَّاديو أثناء المرور من أمام بيت الجيران، نَقبل الظُّلم اللي في الأشياء ونصبر على الشكوى كي لا تكون لغير الله
في أيّام العَجب والموت، "أمشي زي الخنفسة والبد/جنب حيطة في
رُكن عَ السّلم/الحَجر الأصفر بيتألم/فيه أثر للعِشْرة مهما تهون"*
في أيامِ العجب والموت، تأبى الدقائق أن تنقضي، ويبدو أن العالم
سينتهي .. هنا والآن
*فؤاد حدّاد/أيام العَجب
والموت (1980-1982)
هناك تعليقان (2):
"فى أثر للعِشرة مهما تهون"
كاتبها على حيطة فى أوضتى.
ديوان جميل و تدوينة أجمل.
اخوف ما أخافه ان تهجر المدونة او تنحذف .. أُعيذها باالله من كل سوء :؛
إرسال تعليق