16 أبريل 2012



عزيزي أحمد

.
.
.

على ذكر إنّك مش بتحب "بعيد عَنّك"

أنا مش بفهم في المازيكا خالص ، فعلاً يعني ، حتى الوقت الأسبق اللي كُنت مُهتم فيه بالأوبرا والموسيقى الكلاسيكية ، بفكر دلوقتي إن السبب كان "دراميَّة" المازيكا ، التحوّلات العنيفة اللي فيها ، واللي  كانت مُرتبطة بكتاب كان عندي عن قصص الأوبرات ، فكنت عارف أتواصل مع ده ، ومع الوقت لما بقت موسيقى المَشهد الأخير من "بحيرة البَجع" هي القِطعة الكلاسيكية المُفضّلة ، ارتبط ده بوشوش العَجائز في نهاية Of Gods and Men

أغاني أم كلثوم المُفضَّلة غالباً مرتبطة بقيمة  الكلام ، مش إنه عظيم ، قد ما بيعبَّر عن حاجة بعمق ، حتى الأغاني المُفضَّلة اللي كلامها مش قوي ، زي "ليلي ونهاري" ، ففيه عَظَمة درامية برضه في  المازيكا بتخلّيها توصل للمكانة دي ، وصوت أم كلثوم جنب كل حاجة

مثلاً ، بعيد عَنك ، الصبح كان واضح جداً أنا ليه بحبَّها للدرجة دي ، حاجة ملهاش علاقة بالأغنية - أحياناً - قد ما ليها علاقة باللي بتسيبه وأنا بسمعها

في الكوبلية الأخير ، الأعظم ، جملتي المُفضلة في الأغنية وهي بتقول "فين أشكيلك فين ؟ عندي كلام وكلام وحاجات" ، طريقتها وهي بتقول ده ، ببعض التّوهان كما أتصوّر وأنا بسمع ، زي البني آدمين لما بيسرحوا في نُص حكاية حزينة ، هي مش عارفة هتحكي إيه ، عندي "كلام وكلام وحاجات" ، وبتكمّل شعور التوهة ده وهي بتقول "فين دَمعك يا عين ؟ بيريَّحني بُكايا ساعات" ، بَصَدّق إن العِياط راحة ليها فعلاً ، قِلة حيلة شديدة بحسَّها في صوت وأداء أم كلثوم ، ولما بتكمل - بالتكرار المُفضل في الأغنية - "بخاف عليك وبخاف تنساني" ، عارف الحالة دي ؟ إنك تخاف من إن حد كان قريّب ينساك أو  متبقاش بالنسبة له حاجة مُهِمّة كما كُنت ؟ ، و"الشُّوق إليك على طول صَحَّاني ، وغَلبني الشّوق وغَلّبني"

بقيت بضَّايق مؤخراً من جملة "أغاني أم كلثوم شبة بعض" ، أو إنها بتدور في موضوع واحد عن الحُب والهَجر ، عشان المشاعر الإنسانية مُعَقَّدة ، وعشان فُراق الحَبيب في "لسه فاكِر" غير في "بعيد عَنّك" غير في "الأطلال" ، ومَحَبّته في "حيَّرت قلبي" غير "عوّدت عيني" ، انتظار اللُّقا في "أغداً ألقاك" مش زي "رَق الحبيب" والاتنين غير "دارت الأيّام" أو "أقبل اللّيل"

وما يتبقى من الأغنية ، إحساس أم كلثوم وهي بتقولها ، أهم أحياناً من الكلام واللّحن وأي حاجة تانية

فيعني ، لهذا أُحب بعيد عَنّك لتلك الدرجة
.
.
.

محمد
القاهرة / أبريل 2012

هناك تعليق واحد:

P A S H A يقول...

صباح الورد
:)
يا مزاجك العـــالي