03 سبتمبر 2008

عتبات البهجة

"حتى إذا بلغ مغرب الشمس واكتمال القمر وجدَ البحر مداداً والشط مهاداً ونفسه تتبع هدى الفرحِ فلا تضلَّ من وراء ذلك أبدا"

*****

بعد فترة من الحزن والشجن ، أتخذُ عدة خطوات نحو العتبات ....

*****


المشهد 1 : بنت البارح كبرت اليوم

"وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" *

كل أما أشوف مريم بتكبر في عنيا بيبقى نفسي أسبق الأيام عشان أخدها بالحضن وأغنيلها "يا ملاك يا جنية يا ست الحسن" ، فستانها الأبيض .. شعرها ديل الحصان .. ابتسامتها اللي بتنور الدنيا .. عنيها سوداء النني اللي بتهوّن عليا كل حاجة وبتقولي إن بكرة أجمل طالما فيه مريم بتكبر وبتزهّر ، "مَريم يا محمد" ، أجمل حاجة في الدنيا .. مش عشان بنتي بس عشان هي حتة من الجنة ربنا زرعها ع الأرض .. تملا كل مكان تروحه رائحة طيبة وجنات تجري من تحتها الأنهار ..

من يومين كانت نايمة على كتفي .. وإيدها ماسكة إيدي وبنتفرج سوا على كازبلانكا .. مكنتش قاعد أتفرج على الفيلم قد ما كنت قاعد أسرسب نظري ليها وأشوفها وهي بتتفرج على أكتر فيلم حبيته .. واللي مفرحتش قبل كده في فرجتي عليه قد ما فرحت وأنا بشوفه بعنيها ، بعد ما خلص فضلنا ساكتين حبة وبعدين قلتلها :

- مريم
- نعم يا بابا
- انتِ أجمل بنت في الدنيا شفتها بتقول يا بابا


كنت عايز أقولها سرّ محكتهولهاش قبل كده عن الفيلم ده ، قلتلها إني "وأنا صغير .. مش وأنا صغير أوي وأنا شاب يعني ، وعدت بنت زي القمر إني مش هشوف الفيلم ده تاني قبل ما أشوفه معاها ، وبعدها فضل البُعد يتسرسب بينا ووعدي ليها متنفذش ، وفضلت سنين مشوفش الفيلم ده عشان مكسرش الوعد وعشان حاسس إحساس عبيط إني لو فضلت مشوفتوش هي هترجع في يوم من الأيام ولما نشوفه هتبقى دي أجمل مرة أشوف فيها الفيلم في حياتي ، بس لما انتِ جيتي وبقيتي تقعدي معايا وأنا بشتغل وتقعدي على حجري وأنا بتفرج على أفلام ، حسيت إننا لازم نشوفه سوا وطلعت الفيلم اللي رغم السنين لسه فاكر كل لقطة فيه ، وشفناه أنا وانتِ ويوسف اللي كان لسه بيبي ومامتك ، كانت هي فرحانة عشان دي أول مرة نشوف سوا الفيلم اللي هي عارفه بحبه قد إيه ، وانتِ كنتِ مزعجة زي كل العيال الصغيرين ، شوية تنامي وشوية تسألي ، لما الفيلم خلص خدتك انتِ ويوسف في حضني وبوست مامتك من قورتها وحسيت إحساس كده ميتوصفش ، حسيت إن دي أجمل مرة في حياتي أشوف فيها الفيلم ، وحسيت بالفتى الجميل اللي ادى الوعد أول مرة بيبتسم من بعيد وهو حاسس إن أخيراً وعده اللي عمره أكتر من خمستاشر سنة اتنفذ"

ابتسمت وباستني في خدي ، دايماً مريم مبتقولش بس بحس إنها أكتر حد بيفهمني ويحس اللي بقوله ، نسخة مني على أحسن بكتير

قلتلها : "عارفة يا مريم ، زمان أوي .. وأنا شاب برضه ، كان جالي وقت حسيت فيه إن ممكن أستغنى عن أي حلم شخصي مقابل إني أكون أب كويس ، ممكن أتخلى عن إني أبقى مخرج أو كاتب أو أي حاجة اتنمنيتها قصاد إني لما أرجع م الشغل مثلاً ألاقيكي انتِ ويوسف بتجروا عليَّ وتقولوا بابا جه وتخدوني بالحضن ، وفضل الحلم ده معايا سنين إني عايز أبقى أحسن أب .. حتى مش شرط أحسن قد ما مهم أكون أب كويس وأشوف في عنيكي انتِ ويوسف إنك مبسوطين وفخورين بيّ ، بس أول يوم ليكِ في الدنيا .. أول ما شفتك ومن أول واء واء واء حسيت إن الحلم مبقاش مجرد خيال ، بقى حقيقة في إيدي لازم أحافظ عليها ، ومن يومها كل ما أبص لعنيكِ أو أشوفك انتِ ويوسف بتكبروا خطوة ورا خطوة أحس إني أب كويس ، ما هو مينفعش تبقوا كده ومكونلكمش أب تستاهلوه"

بعد ما خلصت حطت راسها على كتفي وطلبت مني أحكيلها حدوتها المفضلة ، الشاطر حسن وست الحسن ، كان ياما كان يا سعد يا كرام ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام .. "عليه الصلاة والسلام" ، ونامت في نص الحدوتة كالعادة ، حطيت راسي على دماغها الساندة على كتفي .. ونمت


مشهد 2 : يهزوا قلب الليل فرح


"إذ رزقه الله بأخين ، فلما جاء الأول سُمّيَ عُمَر ، ولما جاء الثاني كان عَلِيْ ، وقد كانَا لَهُ خيرٌ من الدنيا وما فيها"




مشهد 3 : الحواري تلف قبل الخيال ، بكرة في إمبارح هنرجع عيال **

"وأولئك الشباب الذين ارتدوا صبية كانوا هُمُ الفَرِحُون"

وزي الحلم الغريب اللي بيداعب قلوب لسه عايش جواها عيال صغيرة بتلعب الكورة بحتة حجر ، وزي الرسام الماهر اللي خلا الشمس تفتح جناحتها وتنسج خيوطها وتاخد الدنيا في حضنها ، وزي مشهد ليوسف شاهين بتفضل فيه إسكندرية رمز الحلم والبهجة والحرية واللحظات المسروقة اللي بتملا كل الدنيا فرح

كانوا ماشيين في ممر القلعة ، البحر على شمالهم وعلى يمينهم والشمس لسه بتفتح عنيها من النوم عشان تقولهم
"صباح الخير يا شباب .. صباح مسكّر يا أحباب"

أكتر ما فيهم نايم كان يجيله يوم بليلة صاحي ومن التعب نعسان ، بس واحد فيهم قال :

- هات الكنزاية اللي هناك دي وبصيهالي

وراح التاني - زي الطفل - قال حاضر

مين وقتها اتحرك ، الزمن القديم هو اللي جري لقدام ؟؟ ولا هما اللي رجعوله لورا ؟؟ ، يباصوا الكنز باستمتاع وطفولية وعبط ، وواحد منهم لقى نفسه فجأة في وسطهم .. يباصوا ما بينهم وهو يحاول يحلق ، ولما يلحق .. ينزل التاني في النص ، وبقى أكبر ما فيهم عيل عمره ست سبع سنين في لعبة اسمها "الكلب الحيران" ، وناس تعدي وتتبسم .. وناس تقف تتفرج .. وولاد حلال يقولوا "طيب يا شباب ممكن أجيبلكم كورة تلعبوا بيها بدل علبة البيبسي" ، وهما .. ولا هما هنا ، مكملين وبيلعبوا ، بيجروا ورا الفرحة ، الفرحة اللي كانت كانزاية مهملة على جنب الطريق

- ياه يا محمد ، أنا بقالي كتير أوي كان نفسي أرجع طفل


مشهد 4 : قول للغريب حضنك هنا

"فرأى وعد الله قريب وعلمَ أن البين لا يفرق الدروب"

.....
- كان وحشني صوتك أوي يا محمد .. أوي
- وانتِ وحشتيني بكل حاجة فيكِ ، ارجعي بقى
- كله بوقته
- طيب عشان خاطري ووحياتي عندك افضلي كويسة ، مش هعرف أكون كويس لو حسيت إنك تعبانة
- وحياتك عندي وحياة فاطمة وحياة ماما أنا كويسة وهحاول أفضل كويسة
- وعد
- وعد

"تونسك ضحكة صوتها ويصحي صوتها أحلى ما فيك"

ومقلتلكيش يومها إن انتِ المكعب الوحيد الناقص في لوحة فرحتي الكاملة


مشهد 5 : زغرد النور جميلاً ملهما ، يصل الأرض بأحضان السما **

"وكان البحر أمامهم والشط تحت أقدامهم ، ولما جنَّ عليهم الليل مشيا حتى اقتربا من صياح الديك ، إذ قال أحدهما لصاحِبِهِ :
( تيجي ننام ع الرملة ؟! )"

وقتها حسيت براحة مش عارف مصدرها كان إيه ولا كان جاي منين ، بس الإحساس نفسه كنت عارفه .. إحساس نقي بيجردني من كل ما يسوء ويخليني زي الروح الصافية ، شبة نور الشمس لما يحضن السحب ساعة الصبحية

" عارف إيه أجمل حاجة في الدنيا ؟ ، مش إنك تكون ناجح أو إنك تحس إنك محقق ذاتك أو حتى محقق أحلامك ، ممكن في لحظة – بصرف النظر عن مدى دوامها – تحس إن كل ده مش حقيقي وإن أحلامك مش أحلامك ولا ذاتك المحققة هي اللي انتَ كان نفسك فيه ، أجمل حاجة في الدنيا بجد إنك تكون متصالح مع نفسك ومتصالح مع كل حاجة حواليك ، حابب ذاتك ومتفهم جروحك ، عايز تحضن نفسك جوا كل اللي بتحبهم"
":)"
"وعارف إيه أجمل حاجة في اللحظة اللي إحنا فيها دي ؟"
"؟؟"
"إني حاسس بنفسي حامل أجمل ما فيَّ ، وعشان كده شايف وشوش كل اللي بحبهم على القمر المكتمل قدامنا وبيتبسم"

*****

.... أتخذُ عدة خطوات نحو العتبات ، أو تتخذ العتبات خطواتها نحوي .. ثم أدخل


-----

* قرآن كريم .. سورة "آل عمران"
** فؤاد حداد .. مش فاكر قصيدة إيه !

هناك 8 تعليقات:

شغف يقول...

حمد لله ع السلامة

حلو جدا أولا تغيير شكل البلوج
كده أحسن كتيييير على فكرة
بدل جو البلو اللي كنت فيه ده :)

هوه السر في اسكندرية فعلا على ما يبدو
:) كفاية سيرتها بس

حلوة مشاهدك ، و عقبال ما تترسم و تتحقق كلها

حلو جداا إننا نطلع بره حالات وهمنا ، و نقدر نعيش حياتنا زي ما احنا عاوزين بعيد عنها

اليقين في الحب ساعات بيبقى وهم ، تعرف إن أكتر فكرة كانت ألماني في تجربة الحب الأولى و الوحيدة ليا من كام سنة كانت إيه ؟ كانت فكرة إني ( ما ينفعش ) أحب تاني ... كان مسيطر عليا فكرة إن الحب التاني خيانة ، و حالة من نفي وجود الأولاني ، و مادام هوه حالة نفي للأول ، يبقى ايش ضمنا انه هوه كمان حقيقي ؟
حاجة كده كانت عاملة جوايا زي ( الوعد ) بإنك ما تشوفش كازبلانكا مرة تانية غير مع البنت اللي حبيتها ... لأنك من جواك كان الحب يقيني ، ما بيحتملش أي احتمالات تانية غير انك و البنت دي تبقوا مع بعض على طول

هل الطموحات و الأحلام و السعي ناحية تحقيق الذات ممكن تبقى وهم هيه كمان ؟
انت بتقول انك ممكن تتنازل عن ده قدام حلم أبسط : انك تبقى أب كويس

و في نهاية البوست برضة ، بتعارض نفس الفكرة قدام حالة التصالح مع الذات

بيتهيألي إن تحقيق الذات و الوصول للي انت عاوزه بجد مرحلة أعمق من التصالح مع الذات و تالية ليها

انت بتتصالح ، بعد كده بتتحقق و تحس بالتكامل بعد التحقق ده ( أو الاستمرار في السعي ليه )

و يمكن ساعات الخطوتين بيبقوا واحد : و تكتشف نفسك و تحاول تتصالح معااها و انت في طريقك انك تشوف انت عاوز ايه و تحاول تحققه ... خصوصا لو كان ده ابداع
الابداع ذاته محاولة من محاولات التصالح مع الذات

انت مش شايف إن شاهين نفسه كان ده اللي بيحاول يعمله في أفلامه ؟

إنه يشوف هوه مين ، كان فين ، و رايح فين ، ايه اللي وقعه ، و ايه اللي قومه ، و روحه الحقيقية بتقول ايه

--------------
تعرف
هوه الواحد من كتر ما بيجري ، و من كتر ما بيحاول يقيم نفسه بناءا على اللي حققه أو اللي عمله قياسا للي عاوز يعمله ، بيحس انه في ساقية تانية اسمها : ساقية الأحلام

و بيحس انه تحت
فبيسيب كل حاجة من ايده مرة واحدة و يقول : مش لاعب

بيوصل للي انت وصلتله ده : أنا بتصالحي مع ذاتي
بإني قادر أعيش حياتي و أنا مستمتع بيها و ممتن و ده كفاية

بس جواه في حتة بعيدة كده ، نفس الأحلام و الطموحات و الرغبة في إنه يسيب حاجة متميزة عليها بصمته في العالم ده ، حاجة تقول انه شرف و مشي ... هاتلاقيها لسه بتنبض بس بخفوووووووووووووت

لحد ما احساسه بالسوء و اللاجدوى يروحوا

-----


على فكرة يا محمد ، انت الطبيعي بتاعك أصلا انك متصالح مع نفسك

بس حلو جدا انك تبعد شوية عن النقطة دي ، عشان لما ترجعلها تحس بطعمها الحلو من جديد ، و تمارس دهشة من جديد قدامها
حلو اننا نبعد شوية عن الحالات الكويسة بتاعتنا عشان نشوفها من جديد و نقدرها من جديد

محمد المصري يقول...

مكنش حب يا ياسمين ، أو على الأقل مش ده أصح مسمّى ممكن يطلق على العلاقة دي ، بس الأكيد إن تفاصيلها العبقرية جداً - حتى في بساطتها - هتفضل جزء مهم منّي مش هنساه ..
محاولتش أحلل قبل كده سبب تمسكي بإني مشوفش الفيلم لحد دلوقتي رغم إن الوعد ممكن ميكونش بيشكلها نفس اللي بيشكهلهولي ، ويمكن كلامك في الجانب ده يكون سليم جداً باستثناء شيء واحد وهو إن الولاء في حالتي ( للعلاقة ) نفسها مش للشخص في حد ذاته ، تعبير عن حب وامتنان وارتباط بكل تفاصيل العلاقة دي في صيغة ( وعد ) ، أقولك سر ؟ .. ساعات بحس إن ( عدم تنفيذ ) الوعد ده أهم حتى من تنفيذه
مش عشان إحساسي بالبني آدمة نفسها اتغير ، بالعكس أنا لسه شايفها من أجمل الناس اللي قابلتهم في حياتي ، الفكرة بس إن أنا اتغيرت .. وهي كمان اتغيرت ، وساعات محاولة استرجاع الماضي وتفاصيله بييجي ع الذكرى ، وأنا مبحبش ألعب في ذكرياتي أو أراهن عليها ..

-----

في البوست ، مكنتش بعارض أبداً فكرة ( تحقيق الذات ) ولا كنت بقول مش لاعب وإن كل واحد يحط إيده على خده ويقول أنا عملت اللي عليا وكفاية بقى أكون أب كويس أو متصالح مع ذاتي وشكراً على كده ، لسبب بسيط وهو إن لا أنا ولا انتِ ولا أي حد من جيلنا جري بالقدر اللي يسمحله يتعب ويقعد يراهن على المستقبل في حين إنه لسه في الحاضر .. – ومش انتِ يا ياسمين اللي تتخيلي إن ده قصدي ! -

أنا في البوست كنت بتكلم عن حاجتين :
أولاً فكرة الخيارات ، اللي مش شرط تكون متعارضة .. ومش شرط الدنيا تطرحها علينا بنفس الكيفية البسيطة اللي إحنا ممكن نطرحها على نفسنا ، بس مع ذلك كتير بنسأل : أنا ممكن أختار إيه ؟ ، بالنسبة لي .. إني أكون أب كويس ، مش عشان هسيب أحلامي أو أرميها على جنب وأتمسك بشيء أبسط - حتى وأنا بحكي لمريم .. مقولتش إني مبقتش مخرج أو كاتب - ، بس عشان ده خياري الأول اللي ممكن أتنازل عن حاجات تانية في سبيل تحقيقه :

لابد ما يموت شيء عشان يحيا شيء
عجبي !

ولا إيه يا آنسة ؟ :)

ثانياً كنت بحاول أفهم فكرة البهجة أو السعادة ، أو الأهم من كل ده : الرضا
هل الرضا – اللي بيؤدي بالضرورة لسعادتنا وانبساطنا – مرتبط فعلاً بتحقيقنا لذواتنا ؟
مكنتش أقصد طبعاً إن أحلامنا وهم ، بس ممكن لما نوصلها نحس إن مش هو ده اللي كنا بندوّر عليه
فيه مخرج ياباني كبير اسمه أكيرا كوراساوا .. في آواخر السبعينات كان بقى فعلياً واحد من أساطير السينما وأعظم مخرجيها ، ومع ذلك في الفترة دي حاول ينتحر وقال إنه مش لاقي نفسه ولا عارف هو عايش ليه ، دستويفسكي نفسه يُقال – والعهدة على واحد صاحبي :) – إنه في آواخر حياته كفر بكل اللي كتبه في حياته وبالأدب ككل وقرر يجوب العالم بحثاً عن شيء أكثر صدقاً من اللي هو كان بيعمله ومات كنكرة في قطر درجة تالتة ، شكسبير كان من أشد الناس حزناً رغم إنه الشاعر المسرحي الأعظم والأهم في الحياة الدنيا .. صحيح أدبه ومسرحياته وشعره لسه عايشين لحد دلوقتي .. بس هو كبني آدم مكنش حاسس برضاه الذاتي عن حياته ..

أنا مكنتش بحاول أبداً أنفي أهمية تحقيقنا لذواتنا ، أنا بس كنت بحاول – ولازلت – أفهم معنى الرضا والبهجة
البهجة اللي ممكن تكون في حاجات بسيطة جداً زي إنك تقول اسم بنتك وتشوفها بتنطط حواليك وبتكبر كل يوم عن التاني ، أو إخواتك اللي مجرد تذكر تفصيلة من التفاصيل اللي بينكم كافي للابتسام ، أو لعبك انتَ وأصحابك بعلبة كانز صغيرة الساعة 8 الصبح في ممر القلعة في إسكندرية ، أو مكالمة بسيطة وساحرة جداً مع حد بتعتبره حتّة منك ، أو إنك تنام ع الرملة في طقس خزعبلي تشوف فيه صور كل اللي بتحبهم على القمر المكتمل ..

أسباب كافية جداً للرضا والبهجة ، رغم كل بساطتها .. أو حتى عبطها في مسمّى آخر

أنا كنت بمجّد تفاصيلنا الصغيرة اللي ممكن تكون مرادفنا للبهجة ، مش بكفر – أبداً – بأحلامنا الكبيرة وأهمية تحقيق ذواتنا

بشكل أبسط يا ياسمين ، أنا لسه بنفس الأحلام والطموحات والرغبة إن أسيب بصمات باسمي على الأرض تقول إن كان فيه واحد هنا عمل حاجة قبل ما يزق .. متقلقيش ( إحنا الجدعان ) وهنوصل ( بعد خمس سنين .. أو خمس تيام .. أو خمس دقايق ) زي ما كان بيقول يوسف :)

-----


إسكندرية معجزة فعلاً
متهيألي مكنش فيه حاجة ممكن تخليني كده بعد الفترة المنيّلة اللي فاتت غير إسكندرية وأهل إسكندرية :)

كان فيه حاجة كنت عايز أقولهالك بس يعني عادي ممكن أقولها على الملأ باعتبارك جبتي سيرة إسكندرية

وأنا هناك ، كنت دخلت سايبر مع واحد صاحبي ، ولإني مبعرفش أكتب وأنا قاعد في سايبرات ، فطبيعي كنت أقعد أقرا ، فضلت ألف شوية لحد ما وصلت لبوست قديم عند حد إسكندراني بيقول إن البحر بيفرحه لما بيقعد قدامه قرب الفجرية ، فلقيتك رد ليكِ – من أيام ما كانت شغف بتتكتب بالفرانكو آراب :) – كنتِ بتقولِ إن إسكندرية على طول بتفرّح وتخلي الواحد يعشق الدنيا مهما حصل فيها ، فابتسمت وقلت في عقل بالي "البنت دي شقيقتي فعلاً على ما يبدو" :)

Unknown يقول...

قلت في نفسي وانا اخطو على عتبات البهجة
انه مسكون بالصغر
ومعذب بالجمال

ورغم ان كازبلانكا كان هو الشريط الدائر وانا اتفسح في كلماتك حضرني فيلم
It's a Wonderful Life

اريد ان اقول شيئا والحالة الحسية التي تشبعت بها من عتباتك تمنعني

ساعود مرة اخرى

بس عن جد نفسي اعرف
لشو الاسكندرية
اسكندرية ليه

mostafa rayan يقول...

بص يا عم انا مش بعرف اقول كلام كتير
بس اللي انت كاتبه دة حلو قوي وفيه معاني جميلة قوي وعلاقة الأب بالبنت وانه يصارحها ورغبته انه ممكن يتخلى عن كل شيئ في سبيل انه يكون اب كويس في نظر اولاده دي حقيقية قوي
وان كنت اري ان الأنسان لكي يسعد من حوله -وبالأخص اولاده -لابد ان يكون سعيدا هو من داخله وهذه السعادة احد اهم روافدها الأساسية تحقيق امنياته واحلامه التي يحلم بها ويرغبها
هذه اول زيارة وان شاء الله لن تكون الأخيرة
دونمت بخير يا اخي وكل عام وانت بخير وصحة وعافية

غير معرف يقول...

تقدر تستنى عليا لما غمة الصمت و الإنعزال تنزاح من عندى ..
علشان آجى أرد هنا و ابتسم كمان..

و أرد على كلامنا كمان ..

:))

العصفور المتدلعّ ..

ماشى الطريق يقول...

الله عليك يا إبنى
حلو أوى أوى

M. El-Hajj يقول...

مكانش دستويفسكي كان تولستوي
و بعدين ملفش العالم ولا بتاع، كان عايز يقسم أرضه على الفلاحين بتوعه و يشتغل شغل يدويو مراته حجرت عليه
: P

mano يقول...

www.goonflash.com

the best flash games on out site