النَّاس النَّاس .. فتافيت الماس
النَّاس النَّاس .. روحنا في النَّاس
من فترة طويلة جداً كنت قرَّرت إن أول بوست هكتبه في مدونتي يكون عن الناس ، كده من غير ظرف ولا مناسبة .. بوست بس عن الناس ..
النَّاس الحقيقيين زي ما أنا وانتَ عايزين نشوفهم ، عن حاجات لسَّه منوَّرة جوَّاهم مش بنشوفها وسط العاتمة اللي إحنا فيها ..
الناس اللي بقوا في نظرنا رمز للجهل والخرافة والتواكل وضيعان الحق واللا أمل واللي بننسى في غمرة حماسنا إنهم مننا .. أو بمعنى أصح : إحنا اللَّي منُّهم ، الناس اللي دايماً نقعد نشتم فيهم ونلعن جدودهم ونقول يستاهلوا اللي بيجرالهم طالما مش بيتحرَّكوا من غير ما نحاول نبص جوَّاهم بصدق أو نسأل : ليه ؟؟ ليه همَّا بقول كده ؟ .. أو ليه هُمَّا أصلاً كده ؟
محتاج أشوف الناس دي منوَّرين بس ، محتاج أغمَّض عيني عن حاجة وحشة فيهم وحتى عن الفساد اللي شايفه بقى ليه فروع جوَّا قلوبهم ..
عايز أسمع – واسمَّع – صوت فؤاد حدَّاد وهو بيقول :
يا سامعين أبناء بلد واحدة
تحت السما الواحدة وجيل بعد جيل
القاهرة قالت وقولها حق
"أشهد بإنَّك يا ابن آدم جميل"
باني البيوت على بعضها بتميل
في الجو ريق الإنسانيَّة يسيل
أسمعه وهوَّ بيصرخ "مصر دايماً مصر" .. أو وهوَّ بيقول حقيقة " يا أخضر ما يسرح في الملكوت .. إلاَّ الأخضر" .. بعد ما بكى " يا أخضر بقيت كل الألوان إلاَّ الأخضر"
عايز أحكي عن دمعة راجل عجوز نزلت على خده لما حس إن الست اللي عاش معاها خمسين سنة من عمره ممكن تفارقه للرحيل
أحكي عن بنت حلوة ضفيرتها في شعرها وإديها حاضنة كتبها وبسمتها بتنقش أجمل رسمة في لوحة الحياة
عن شاب اتخانق واضرب عشان يحمي بنت بتتعاكس
عن ورد أخضر بيطلع صافي ومزهَّر
عن بوسة على إيد أُم شقيانة أو على كتف أب ضهره محني لكن لسه بيعافر ، وبوسة من عامل فقير على خد ولاده بعد ما رجع بالليل لقاهم نايمين بيقولُّهم فيها كل اللي نفسه فيه وبيتمنَّاهلهم ..
عن بنت حلوة لما بتضحك القمر بيقف عندها ويزيد نوره
عن ولد صُغَيَّر قام لست كبيرة في الأتوبيس وراجل عجوز قام ببنت شابة عشان يحميها وعن إيدها اللي همست لإيده بأصدق كلمة شكر مش منطوقة
عن ( ناس ولاد الأرض ( عود ) .. يسأل على نور الجدود )
عايز أحكي عن مصر لما بتسرق ثواني من بين أنياب الألم في بحر الفساد الكبير .. وتضحك ! لمَّا بتنتزع الجدر الحزين من ليل السنين ونور شمسها بيشرق على خضارها اللي مبقاش باين ..
حاجات كتير حولينا مش بنشوفها لإنها بتجري بسرعة في الاتجاه المُعَاكِس لينا ، لو جمَّعناها جنب بعض هتطلع كلمة واضحة – أو يمكن أنا اللي عايز أشوفها كده ! – بتقول إن مصر المصريَّة ممكن ترجع تغنَّي ونعلَّي معاها صوتنا بالغنا ونقول إن ( مصر دايماً مصر ) .. ونشهد على قول القاهرة "بإن ابن آدم جميل"