الساعة الآن 11:35 ، يوم الثلاثين من يونيو عام 2012
كُنت قد قرَّرتُ منذ عدة أشهر ألاّ أترك المُدَوَّنة تُهْجَر ، صِرت ، مع مرور الوقت ، أكتب بها لنفسي لدرجةٍ تامة ، ما أريد الاحتفاظ به ، ما أريد تَتَبُّعه في نَفسي ، سكورسيزي يقول أن الأفلام هي ذاكرة حياتنا ، أفكَّر أن هناك الكثير من الأماكن التي نُخَزّن فيها ذاكرتنا دون قَصد ، المدونة أشبة بقصاصات الورق الصغيرة ، أو كَشاكيل الدراسة القديمة التي نَكتب فيها بين كل عدّة صفحات ، ذاكرة حَيَّة ، كيف كُنا نُفكَّر ، كيف كُنا نَشعر بالأمور ، كيف تغيَّرنا وإلى أين صِرنا
المُهم أنني قررت ألا يَمر شهر دون كتابة بوست على الأقل في المدونة ، كي تكون كل الشهور مُكتملة حين أنظر للتاريخ الجانبي لها
11:40
لا يوجد شيء في رأسي ، بيتهوفن في أذني ، لا أستطيع تفرقة التراكات عن بعضها في الحقيقة ولكني أحب الموسيقى الكلاسيكية العالية أثناء العَمَل أو الكِتابة ، خصوصاً أن الجرنان هادئ في هذا الوقت ، أريد الكتابة دون وَعي ، وهو شيء لا يتحقق إلا بعدم التفكير فيما أكتب ، أتمنى أن أصل إلى مرحلة ما من الصّدق حين أظل أفعل ذلك خلال الربع ساعة المقبلة
اختر شيئاً لتتحدّث عنه ؟
هبة
شيء غير هِبة التي لا تُريد التحدُّث عنها في العَلن
الثورة
أكثر ما أفكر فيه عنها هو كونها "إحباطات الآمال العَظيمة" ، وأشعر أن الجملة مُوحيَة ودقيقة بالفعل ، أين كُنا يوم 11 فبراير وأين صِرنا الآن ؟ كيف كان كل شيء ممكناً ومع الوقت صار يبتعد حتى أننا لم نَعُد نَره الآن ، تضاءلت كل الآمال إلى – فقط – "يا رب متضيَّعش دم الناس اللي راحت" ، "حق الشهداء" ، حتى هذا سُرِقَ منا من كثرة ما تم ابتذاله ، ماذا تعرفون أصلاً عن دماء الشهداء ؟ ، الجملة الأخيرة تبدو مسرحية وسَخيفة ، ولكن ، الثورة في النهاية ملكيَّة خاصة ، هؤلاء الشهداء كانوا لحماً ودَماً مِلكنا
11:45
الثورة تبدو دراميَّة بعض الشيء ، وحزينة ، الكثير من الوجع
ربما نتحدَّث عن الكرة ، حسني عبد ربه أعطى صوته لأحمد شفيق خلال مرحلتي الانتخابات ، تَذكرت كم كنت أهبلاً وعبيطاً ، وكيف أن هذا كان جيداً ، نكبر مع الوقت ولا تبدو مشاعرنا بقدر صدقها الأولي ، حتى ما أكتبه الآن فيه وَعي ، وقتها كان فيه وعي أيضاً ؟ ربما ، ولكنه كان بِكراً ، أكثر أصالة ، هل تعرف كيف تكون المشاعر صادقة تماماً ؟ أن أكتب وأنا لا أعرف أن هذا البوست سيكون على المُدوّنة ، لن يقرأه أحد ، أمين كان بليغاً حين قال "أنا عايز أتكلم وياك زي ما بتكلم ويايا" ، هذا هو بالظبط
المهم أن حسني عبد ربه كان ابن وسخة ، وظهر هذا كثيراً خلال السنوات الفائتة ، ولكن أصبح بوضوحِ الشمس مع صوته إلى شفيق ، لماذا أصلاً يا خَول ؟ ، حمص أعطى صوته للحرية والعدالة منذ الانتخابات البرلمانية ، وهذا مُتسق تماماً مع شخصيته ، ولكن لماذا شفيق ؟ ما الذي سيتغيَّر في حياتك لو لم تعطه صوتك ؟ ، كان الأمر مُحبطاً قليلاً ، والتشبية القادم مبتذل ولكنه مغري: كأنك تعرف أن حبيبتك القديمة ، الأولى ، صارت فتاة ليل ، بشكل أدق حسني كان أقل من شرموطة
11:50
ثورة الإحباطات ، الإحباطات العظيمة
في بداية الثورة كان كل شيء مُحتملاً ، هل كتبت هذا مسبقاً ؟ ، كنت أصير شخصاً أفضل ، ثم فَترت الأمور ببطء ، ضباب وراء ضباب ، وما أن وصلنا إلى ماسبيرو حتى صار القهر يُطْبِق على الأنفاس ، آمال عظيمة في محمد محمود ، انتهت إلى لا شيء ، الأسوأ أن كل شيء مات ببطء ، من مليونية الثلاثاء ، الشارع الحَيّ والنابض بالحياة ، إلى مَوات كامِل ، ينصرف الناس ، ويبقى الرويبضة في الميدان ، يُغلق الشارع ويَموت ، نَنتقل لمجلس الوزراء ، سبع ليال متتالة نِمتها هُناك ؟ وفي النهاية ؟ دموع نادية في اليوم الأول لأحداث المجلس وهي تخبرني عن علاء الذي يُشبه أخيها ، ودموع فضل وهو يتحدث عن الشيخ عماد الذي كان يعرفه ونَدِم لأنه قد مات دون أن يستزيد من معرفته ، ودموع والدتي بعدها بشهرين وهي ترى على التلفزيون هتاف الألتراس "يوم ما أبطل أشجع هكون ميت أكيد" ، دموعي الآن ، أين كُنّا وأين أصبحنا ؟
11:58
................................
.
.
.
.
.
- رأيت تِلك التَّدوينة أثناء التَّقليب في المَلفات القَديمة صَباح أمس، ولم أُغيّر فيها أي شيء
- على الأغلب لم أطرحها حينها فقط لأن الوَقت قد مَرّ وتجاوزت الساعة الثانية عَشر
- لم يتغيَّر الكثير بشأنِ الثورة منذ ذلك الوقت، ولستُ مُتيَقّناً كم تغيَّرت أنا
- يونيو كان الشهر الوحيد المُفرَغ في تأريخِ المُدوَّنة الجانبي لعامٍ 2012
كُنت قد قرَّرتُ منذ عدة أشهر ألاّ أترك المُدَوَّنة تُهْجَر ، صِرت ، مع مرور الوقت ، أكتب بها لنفسي لدرجةٍ تامة ، ما أريد الاحتفاظ به ، ما أريد تَتَبُّعه في نَفسي ، سكورسيزي يقول أن الأفلام هي ذاكرة حياتنا ، أفكَّر أن هناك الكثير من الأماكن التي نُخَزّن فيها ذاكرتنا دون قَصد ، المدونة أشبة بقصاصات الورق الصغيرة ، أو كَشاكيل الدراسة القديمة التي نَكتب فيها بين كل عدّة صفحات ، ذاكرة حَيَّة ، كيف كُنا نُفكَّر ، كيف كُنا نَشعر بالأمور ، كيف تغيَّرنا وإلى أين صِرنا
المُهم أنني قررت ألا يَمر شهر دون كتابة بوست على الأقل في المدونة ، كي تكون كل الشهور مُكتملة حين أنظر للتاريخ الجانبي لها
11:40
لا يوجد شيء في رأسي ، بيتهوفن في أذني ، لا أستطيع تفرقة التراكات عن بعضها في الحقيقة ولكني أحب الموسيقى الكلاسيكية العالية أثناء العَمَل أو الكِتابة ، خصوصاً أن الجرنان هادئ في هذا الوقت ، أريد الكتابة دون وَعي ، وهو شيء لا يتحقق إلا بعدم التفكير فيما أكتب ، أتمنى أن أصل إلى مرحلة ما من الصّدق حين أظل أفعل ذلك خلال الربع ساعة المقبلة
اختر شيئاً لتتحدّث عنه ؟
هبة
شيء غير هِبة التي لا تُريد التحدُّث عنها في العَلن
الثورة
أكثر ما أفكر فيه عنها هو كونها "إحباطات الآمال العَظيمة" ، وأشعر أن الجملة مُوحيَة ودقيقة بالفعل ، أين كُنا يوم 11 فبراير وأين صِرنا الآن ؟ كيف كان كل شيء ممكناً ومع الوقت صار يبتعد حتى أننا لم نَعُد نَره الآن ، تضاءلت كل الآمال إلى – فقط – "يا رب متضيَّعش دم الناس اللي راحت" ، "حق الشهداء" ، حتى هذا سُرِقَ منا من كثرة ما تم ابتذاله ، ماذا تعرفون أصلاً عن دماء الشهداء ؟ ، الجملة الأخيرة تبدو مسرحية وسَخيفة ، ولكن ، الثورة في النهاية ملكيَّة خاصة ، هؤلاء الشهداء كانوا لحماً ودَماً مِلكنا
11:45
الثورة تبدو دراميَّة بعض الشيء ، وحزينة ، الكثير من الوجع
ربما نتحدَّث عن الكرة ، حسني عبد ربه أعطى صوته لأحمد شفيق خلال مرحلتي الانتخابات ، تَذكرت كم كنت أهبلاً وعبيطاً ، وكيف أن هذا كان جيداً ، نكبر مع الوقت ولا تبدو مشاعرنا بقدر صدقها الأولي ، حتى ما أكتبه الآن فيه وَعي ، وقتها كان فيه وعي أيضاً ؟ ربما ، ولكنه كان بِكراً ، أكثر أصالة ، هل تعرف كيف تكون المشاعر صادقة تماماً ؟ أن أكتب وأنا لا أعرف أن هذا البوست سيكون على المُدوّنة ، لن يقرأه أحد ، أمين كان بليغاً حين قال "أنا عايز أتكلم وياك زي ما بتكلم ويايا" ، هذا هو بالظبط
المهم أن حسني عبد ربه كان ابن وسخة ، وظهر هذا كثيراً خلال السنوات الفائتة ، ولكن أصبح بوضوحِ الشمس مع صوته إلى شفيق ، لماذا أصلاً يا خَول ؟ ، حمص أعطى صوته للحرية والعدالة منذ الانتخابات البرلمانية ، وهذا مُتسق تماماً مع شخصيته ، ولكن لماذا شفيق ؟ ما الذي سيتغيَّر في حياتك لو لم تعطه صوتك ؟ ، كان الأمر مُحبطاً قليلاً ، والتشبية القادم مبتذل ولكنه مغري: كأنك تعرف أن حبيبتك القديمة ، الأولى ، صارت فتاة ليل ، بشكل أدق حسني كان أقل من شرموطة
11:50
ثورة الإحباطات ، الإحباطات العظيمة
في بداية الثورة كان كل شيء مُحتملاً ، هل كتبت هذا مسبقاً ؟ ، كنت أصير شخصاً أفضل ، ثم فَترت الأمور ببطء ، ضباب وراء ضباب ، وما أن وصلنا إلى ماسبيرو حتى صار القهر يُطْبِق على الأنفاس ، آمال عظيمة في محمد محمود ، انتهت إلى لا شيء ، الأسوأ أن كل شيء مات ببطء ، من مليونية الثلاثاء ، الشارع الحَيّ والنابض بالحياة ، إلى مَوات كامِل ، ينصرف الناس ، ويبقى الرويبضة في الميدان ، يُغلق الشارع ويَموت ، نَنتقل لمجلس الوزراء ، سبع ليال متتالة نِمتها هُناك ؟ وفي النهاية ؟ دموع نادية في اليوم الأول لأحداث المجلس وهي تخبرني عن علاء الذي يُشبه أخيها ، ودموع فضل وهو يتحدث عن الشيخ عماد الذي كان يعرفه ونَدِم لأنه قد مات دون أن يستزيد من معرفته ، ودموع والدتي بعدها بشهرين وهي ترى على التلفزيون هتاف الألتراس "يوم ما أبطل أشجع هكون ميت أكيد" ، دموعي الآن ، أين كُنّا وأين أصبحنا ؟
11:58
................................
.
.
.
.
.
- رأيت تِلك التَّدوينة أثناء التَّقليب في المَلفات القَديمة صَباح أمس، ولم أُغيّر فيها أي شيء
- على الأغلب لم أطرحها حينها فقط لأن الوَقت قد مَرّ وتجاوزت الساعة الثانية عَشر
- لم يتغيَّر الكثير بشأنِ الثورة منذ ذلك الوقت، ولستُ مُتيَقّناً كم تغيَّرت أنا
- يونيو كان الشهر الوحيد المُفرَغ في تأريخِ المُدوَّنة الجانبي لعامٍ 2012