في بَعضِ الأحيان ، يَظهر نور الله ساطعاً في أرضِه ، تَسِير الحياة هادئة ، تكون النّفس مُطمئنّة ، يَستمعُ الرّب إلى عباده ، يُباسِمهم في الصّحو ويآنِسهم في المنام ، ولا يبدو بعيداً عندها أن تسير الأمور بخيرٍ إلى الأبد
وفي أحيانٍ أخرى ، يقول الرَّب للشيطان هو ذا كل ما له في يدِك* ، يَختفي النُّور وتكتِمِلُ الظُّلمة ، يقتربُ اليأس فيبدو الكُفر بروحِ الله قريب ، لولا أن منحنا بحكمته الصّبر
وبالمثلِ ، فإنّ كلَّ اختبارٍ من الله لأنبيائه ، يُنَبّئنا في جوهره بانتظارِ تأويل ما لا نستطيع عليه صبراً ، لنستمسك به كلما اختبر فينا إيماننا بحكمته ، ونَسْتَظِل بوجوده حتى إن انقطعت إلينا سُبُل رحمته ، لا نيأس من روحِ الله .. فَيُبَشّر الصابرين منّا ويجزي الصادقين ، ويكتملُ الإيمان .. يومَ نرجُو ما لا نَنتَظِرُه ونُصدّق ما لا نَراه
* سفر أيُّوب ، الإصحاح الأوّل ، آية 12