24 مايو 2010
كِيفَك انتَ !
كِيفَك انتَ !
مشهد 1 :
قاعة عرض بمكتبة الإسكندرية
نهار\داخلي
قاعة مُظلمة يُعرَض بها فيلماً ، نُشاهِد المَشهَد الأخير منه على الشاشة ، رَجُل وامرأة في الأربعينات مِن عُمرِهم ، يَجلسان على سِلم طوبي أمام وَاجهة مَنزل ، تَبدو ملامِحهم هادئة ، ابتسامة رِضا تَبدو على وجه كِليهما ، يَكُونان على هذا الحَالِ لثوانِي .. ثُم تُحَرك رأسها لتضعها فَوق كَتفِه ، تَتّسِعُ ابْتِسَامَتها ، ويَمِيلُ هُوَ برأسه ناحيتها
يَنتهي الفيلم ، وتُضاء أنوار القاعَة
- لَقطة قريبة لامرأة تَجلسُ وَسط الحضور ، تبدو عَيناها لامَعَة ومغرورقة بالدموع ، تُصَفق وتُصفق القاعة معها
يَقِفُ المُخرج الجالِس في مُقَدّمة القاعة وبجانبه المسئولين في المكتبة ، هُو الآخر في الأربعينات من العُمر ، شَعره يَميلُ للأبيض ، ويرتدي بدلة رُصاصيّة اللون ، يَشكر الناس على تَصفِيقِهم ، يُسلم على آخرين وهُو يَجُول بنظره بين الحضور في القاعة حتى يرى المرأة .. بِشعرها الأسود المعقود إلى الخلف .. وهيئتها الأنيقة التِي تُزيد مِنها وقاراً وجمالاً ، يُتمتم بكلماتٍ روتينية شاكرة لمن حوله ونظره مُثبت عليها وهِيَ آتية من بعيد
حينَ تقترب .. يستأذن ممن حوله ويذهب إليها
يَقفُ أمامها ، لا يُدرك تحديداً ما يُمكن قوله ، يَزفر بعمق وهُوَ يَقبِض على راحة يديه
هُو : مِين كان يصدّق ؟
هِيَ : مَحدش .. :)
يَصمتان لثانيتين ، ثُم يقول لها : مِش عارِف الناس في الحالات اللي زي دي بيقولوا إيه ، مش عارف إذا كان فيه حالات زي دي قبل كده ولا لأ
هِي ( لديها لَدغة خَفيفة في حَرفِ الرّاء ) : اممم .. مُمكن تقول لسه قَمر زي ما انتِ ، السِن مبنش عليكِ ، ... مُمكن تقول إزيك ؟
هُوَ : إزيك ؟
هِيَ : …. ، مش عارفة ، ملخبطة ، مِش مصدقة إن اللي بيحصل ده حقيقي ، حاسة المنطقي إنه يبقى حِلم ، أو إنه مَشهد في فيلم زي اللي لسه خلصان ده ، ( تَصمُت لثانية .. ثُم تقول بنبرة مُختلفة وأقل عُمقاً ) : انتَ إزيك ؟
هُو ( يَتنفس بِعمق ) : مَبسوط إنك هِنا
تَنظر إليه صامِتَة ، يَنده عليه بعضٌ من مسئولي المَكتبة ، يَلتَفِت ويُشيرُ لَهم بثانية
هِي ( في توتر خَفي ) : لو مَشغول أنا مُمكن أمشي
هُوَ : بتهرّجِي !!!
هِيَ ( تبتسم ) : طَيب مُمكن على الأقل أستناك برة لحد ما تخلص
هُو ( بنظر ناحيتهم لثانية ثُم ناحيتها ) : خَمس … دقيقتين بالظبط وهجيلك
هِيَ : حَاضِر
تَتحرك هِيَ لخارج القاعة فِيما يَذهَب لِلحديث مع مَن نادُوه
قَطع
مشهد 2 :
مَكتبة الإسكندرية
نهار\خارجي
تَجلِسُ بانتظاره على إحدى الآرائِك الرخامية خارج المَكتبة وهِيَ تنظر باتجاه البَحر ، يأتي من وراءها ثُم يجلسُ بجانبها ، يَصْمتان لثواني .. تنظر هِيَ ناحية البَحر .. ينظر اتجاهها .. ثُم لِلبَحر هُو الآخر
لا يبدأ أيًّ منهم بالحديثِ سريعاً ، يَبدو سُكون اللحظة مثالياً لخصوصيتها ، صَوتُ البَحر .. وأَشعة الشَمس الهادئة في ساعة العَصاري
يَتحدث أخيراً
هُوَ : كُنت فاكِر إن فيه كلام كتير أوي مُمكن أقوله أول ما أشوفِك ، دلوقتي حاسس إن مفيش أي حاجة ممكن تتقال ، ( يكمل بضحكة تقلل من توتره ) ، كانوا عايزيني أعمل ندوة جوا عن الفيلم .. بس هو من أول ما شفتك وأنا مش عارف أجمع كلمتين على بعض ، أو تحديداً من ساعة اتفقنا إننا هنتقابل
هِيَ ( بنصف ضحكة ) : عشان كده مردتش عليّ لما كلمتك قبل الفيلم ؟
هُو : يعني
هِيَ : أول ما دخلت القاعة كُنت بدور عليك أصلاً ، ملقتكش ومكنش فيه حد أسأله ، ولما كلمتك مردتش ، ( تضحك ) كُنت حاسه إني هعيط
هُو : أنا دخلت متأخر
هِيَ : شُفتك وانتَ داخل
هُو : كُنت واقف برة وكنت عايز أدخل بعد الفيلم ما يبدأ وأشوفك لما يخلص مش قبلها
هِيَ : اشمعنى ؟
هُو : مِش عارف ، حاجة كده قالت لي إن ده هيبقى أحسن
يصمتان قليلاً
هُو : ما تيجي نتحرك من هِنا
هِيَ : هنروح فين ؟
هُو : مِش عارف ، معنديش خِطط ، ممكن نتمشى ع البحر مش أكتر
هِيَ : طيب .. :)
يَتحركان لتعديَة الشارِع ، يَجعلها على يمينه ويَقفُ هُو ناحية العربات ، ثم يجعلها على يساره بعد المُنتصف
تَنظر إليه وتبتسم : لسه بتعمل الحركة دي وانتَ بتعدي الشارِع ؟
يَبتسم أيضاً ، ثُم يُكملان تَعدية الطريق
قَطع
مشهد 3 :
كورنيش الإسكندرية
نهار\خارجي
تَسِيرُ هِيَ ناحية البَحر ، ويَسيرُ هُوَ للخارج ، تبدأ في الحديث
هيَ : حلو الفيلم على فكرة
هُو : كان إيه احتمالية إنه ميعجبكيش ؟
هِيَ : زيرو
هُو : فاكرة لما قلتي لي زمان إني لازم أعمل عنك فيلم عظيم ؟ ، كُنت فاكرها طول ما أنا بعمله ، مطلعش عظيم أوي يعني .. بس كان شبهنا أظن
هِيَ : بس أنا أحلى من الممثلة اللي كانت عامله دوري ، ( تضحك )
هُو : طيب أنا كده مطمن على الأقل إن سِنّة التواضع اللي كُنت بحبها فيكِ لسه زي ما هِيّ
يَضحكان بشدة ، ثُم تَسأله بجدية وسط ضخكتها
هِيَ : انتَ إيه اللي فكرك بعد السنين دي كلها ؟
هُوَ : دايماً كُنت عارف إن عندي حكاية عننا ممكن تتحكي ، صحيت في يوم الصبح وقررت أحكيها
هِيَ : كُنا حلوين أوي إحنا في الفيلم
هُوَ : بس انتِ كُنت أحلى من الممثلة اللي عملت دورك :)
هِيَ : :) ، لأ بجد ، مكنتش عارفة إذا كُنا حلوين كده ، ولا إحنا لما بنحكي عن حاجة فات عليها سنين بنفتكرها في أحسن صورة وبننسى الوحش اللي كان فيها
هُو : جايز لو كُنت حكيته من عشرين سنة كان هيبقى فيه حِس غاضِب عن كده ، بس فات وقت طويل عشان أبقى أهدى ، ووقت أطول عشان أعرف إن اللي حصل مكنش غلطة حد
هِيَ : عارف إني عيطت وأنا بتفرج
هُوَ : طبيعي يعني ، لو الدنيا مغيرتكيش فانتِ كُنتِ بتعيطي بمعدل تلات مرات في اليوم
هِيَ : لأ أنا كبرت دلوقتي ، بقيت بعيط مرة واحدة بَس
يَبتسما
هُوَ : ليه عيطتي ؟
هِيَ : مش عارفة ، إحساس غريب أصله إنك تشوف حاجة وانتَ عارف إنها بتحكي عنك
هُوَ : وده بيخلّي الناس تعيّط ؟
هِيَ : لأ مش ده ، الحنين يمكن ؟، بس مش بالظبط ، فيه أوقات كتير أوي طول الواحد وعشرين سنة اللي فاتوا كُنت بفتكرك ، كُنت بفتكر حاجات صغيرة ، كُنت بسأل إذا كُنت انتَ كمان فاكرها ولا لأ ، إذا كان مُهم بالنسبة لك تفتكرها أصلاً ، وبعدين لما ابتديت تِخْرِج وشُفت أفلامك كُنت دايماً بدور على نفسي فيها ، ( تبتسم خجلة ) وكُنت بزعل لما ملقانيش ، النهاردة وأنا بتفرج مَكنتش مصدقه إن كل ده عني ، وإنك لسه فاكر كل حاجة ، كُنت بَتوجع من التفاصيل الصغيرة .. وكل ما التفاصيل دي بتصغر كُنت بتوجع أكتر
هُوَ :لمّا كلمتيني في التليفون وقلتي لي إنك مشفتيهوش مكنتش فاهِم ، انتِ كُنتِ فين طول السَنَة دي أصلاً ؟ ، من أول ما الفيلم اتعرض لحد دلوقتي
هِيَ : مكنتش قادرة أشوفه ، كُنت خايفة ومكنتش عارفة ده صح ولا غلط
هُوَ : وإيه الغلط في كِده ؟
هِيَ : عَشان ... عَشان أنا متجوزة ، وعشان عارفة كويسة يعني إيه إنك متجوز ، وعشان مكنتش عارفة انتَ عملته ليه ، وفوق كل ده عشان كُنت مبسوطة أوي ، باللي هُوَ مش أكيد صح
هُوَ : قبل ما أعمله ، لحد آخر لحظة كُنت بفترض إني مش مهتم برأيك فيه ، بس أول ما اتعرض .. أكتر سؤال سألته لنفسي طول السنة اللي فاتت انتِ شفتيه ولا لأ ؟ ولو شفتيه كان إحساسك إيه ؟ بتفكري إزاي ؟ زعلتي .. فرحتي ؟ ليه محولتيش تكلميني ؟ حاولتي ومعرفتيش ؟ ، أسئلة كتير كده مكنتش عامل حسابها
هِيَ : ودلوقتي ؟ عايز تعرف إيه ؟
هُوَ : ولا خاجة خالِص ، كل الأسئلة دي دلوقتي ملهاش معنى
هِيَ : بس ممكن أقولك إني مبسوطة ، ده أحلى فيلم شفته في حياتي
هُوَ : يا سلام ، فين المصداقية يعني
هِيَ ( تضحك ) : مُنعدمة أظن
هُوَ : بس عارفة ، أكيد كُنت عايز أسمع كده منك ، مُرضي أصل لغرور أي سِت إن راجِل يعمل عنها هِيَ بالذات فيلم أو يكتب عنها رواية ، من وسط كل اللي عرفهم في حياته ، كإنه بيقولها كده بصوت عالي إنها حاجة تانية مختلفة ، وفي نفس الوقت مُرضي بالنسبة له إنها تقوله "ده أحلى حاجة شفتها في حياتي" ، ( يُكمل ضاحكاً ) بيفكر وقتها إنها كانت تستحق فعلاً
هِيَ: لا يا شيخ ، يعني لو مكنتش قلت كده مكنتش أبقى أستحق ؟! ، أصلاً فيلمك مش أوي بس كنت بجاملك باعتبارك عملت فيلم عننا وكده
هُوَ ( يتصنع للغرور ) : أصل الفيلم ده اتعرض في "كَان" ، وعَجَب لينكلاتر شخصياً ، أكيد هو أحسن شوية من "مش أوي"
هِيَ ( مستفزة قليلاً ) : مين هو ده أساساً ؟ عموماً خليه ينفعك ، فيلمك وِحش أصلاً أصلاً
يَضحك ، ثُم تُلاحظ أنها اسْتُفِزت فتضحك هِيَ الأُخرى ، يَمُرّان بعربة آيس كريم على الكورنيش ، تخبره أنها تُريد منه ، يُحضر لهما اثنين ، ثُم يتحركان من جديد
هُيَ ( وهِيَ تتذوق الآيس كريم ) : انتَ كُنت مُتخيل وانتَ بتعمله إنك هتشوفني تاني ؟
هُوَ : اممم ، قبل ما أعمله مكنتش بفكر في حاجة ، في الأول مكنتش عايز أحكي عن نفسي ولا عنك ، كُنت بس بكتب فيلم فيه مني زي أي حاجة عملتها ، بعدين حسيت إني بقرب ناحية حكايتنا زمان ، في الأول تفاصيل صغيرة ، وبعد كده ملامح شخصيات ، وبعدين سير الحدوتة كلها ، اتلخبطت ، أنا كُنت عارف إني أكيد هحكي في يوم من الأيام بس مكنتش عارف إذا كان جه اليوم ده ولا لأ ، جاولت أبعد الفيلم عن نفسي على قد ما أقدر ، بس بعدين قررت أحكي كل حاجة ، ومع الوقت مبقتش مهتم بيه كفيلم قد ما بس عايز أطلع الحكاية كلها برّة روحي
هِيَ : وهو فِضل كل ده جوا روحك ؟
هُوَ : اللي بيروح بيروح ، بس مهما حاولنا ننساه بيفضل فيه كده حِتت صغيرة جوانا بتفكرنا بيه ، كداب اللي يقول إن الوقت بينسي .. الناس بس بتحاول تنسى
تَصمت ، يأكل من الآيس كريم
هِيَ : الآيس كريم ده وِحش أوي على فكرة ، شنيع
هُوَ : أهو ده اللي بيسموه في السينما كَسر الإيقاع ، يخرب بيت رومانسية حضرتك، بقولك حتت صغيرة وبتفضل في روحنا ومش عارف إيه وانتِ تقولي لي الآيس كريم شنيع ، كُليه طيب احتراماً للحظة
تَضحك بشدة : أكدب يعني ، ما هُو وِحش
يأكل منه مرة أخرى ثم يخبرها
هُوَ : آه وِحش فعلاً
"تحدف" بالآيس كريم من فَوق الكورنيش ، يحدفه هُوَ الآخر وراءها
هِيَ : مقلتليش برضه ، كُنت بتفكر إن إحنا هنتقابل ؟
هُو : بعد ما عرضت الفيلم ، آه ، فكرت كتير هنتعامل إزاي مع بعض لو شفتك تاني ، كُنت قلقان نسلم على بعض بافتعال وتوتر وتبتسمي ابتسامة صفرا وانتِ بتقولي لي بمصري مدهون بخليجي ( يُقلد ما افترضه ) "فيلمك كتير حلو" وأرد عليكِ بابتسامة أسخف "ميرسي" ، أوف ده كان هاجس زي الجحيم ، الحمد لله باين دلوقتي إننا مش كده
هِيَ : متغيرناش كتير إحنا ، ( ثم تستطرد مُبتسمة ) باستثناء إنّي بلبس نضارة أحياناً وانتَ شَعرك أبيَض
هُوَ : عشرين سنة لازم بيغيروا أكتر من النضارة والشعر اللي بيبيض ، أنا معرفش إيه اللي اتغير فيّ ولا فيكِ ، بس الأهم إن الناس لما بيبقى بينهم رصيد قديم وطويل مع بعض ، بيبقى فيه حاجة كده ثابتة في الأرض مهما غابوا عنها ، سهل يرجعوا ويتكلموا ويحكوا ويحسوا إن الوقت اللي فات مغيرش أي حاجة ، وإنه مش كتير زي ما بيبان عليه .. كإنهم واحد وعشرين يوم مش واحد وعشرين سنة
هِيَ : تعرف ، أول ما قريت عن الفيلم بتاعك وعن قصته حسيت إنه هيبقى فيه مني ، وأول مرة شفت إعلانه عرفت إن دي أنا ، لدغة وبِتّكْتِك يإبدها وتِشبهني وفيه الجُملة دي اللي دايماً كُنت بتوصفني بيها زمان ، كان نفسي آخد أول طيارة على مصر عشان أشوفه وعشان عارفة إنه أكيد مش هيتعرض هناك ، بس معرفتش .. البيت والشغل والأولاد ، كنت خايفة كمان ، مكنتش فاهمة انتَ عملته ليه بعد السنين دي كلها ، وقررت إني مش هشوفه ، قلت لنفسي زي ما انتَ قلت من شوية .. اللي بيروح بيروح ومفيش داعي نزعل عليه بعد كل ده ، العُمر اللي فات مش هيرجع بفيلم ، والعُمر اللي جاي بقى موجود لحاجات تانية أكبر مني ومنك ، فكرت نفسي إني متجوزة وبحب جوزي ومش منطقي ألعبك كل حاجة عشان ذكريات فات عليها أكتر من ضعف عمرنا لما حصلت ، مهما كانت حلوة وقتها ، أو حتى لو كنا حاسين إنها مكنش المفروض تخلص
تَصمت ، تنظر ناحية البَحر لثوانٍ ، ثُم تكمل
هِيَ : فضلت بعدها شهور بفكر وأناهِد في نفسي يمكن كل يوم ، بيطلع على بالي إن مش هيحصل حاجة لو شفت الفيلم ، مش هيحصل حاجة حتى لو شفتك انتَ كمان ، مش هبقى بخون حاجة يعني ، وقتها طلبت نمرتك من هُدى وقلتلها إني بَس عايزة أسلم عليك وأقولك ع الأقل إنّي لسه مشفتش الفيلم ، لما ادتهاني فضلت أسابيع مش عارفة أكلمك .. مش عارفة ممكن أقولك إيه ، كنت حاسة كإني لسه مُرَاهقة بتتصرف من غير نضج ، مكنتش عارفة انتَ هتبقى عامل إزاي وهتبقى عايزني أكلمك ولا لأ .. واحد وعشرين سنة مش وقت قليل أبداً عشان أفكر إنك لسه زي ما عرفتك ، كُنت عارفة كمان من هُدى إنك متجوز ومخلف ، ( تضحك نصف ضحكة خافتة ) تخيّل اضايقت ؟ ,, انتَ عارف يعني طباعي المنيلة ، قلت طب عامل عني فيلم ليه طالما متجوز ومبسوط مع مراته ، وللمرة الألف فضلت أسب وألعن في أنانيتي عشان مكنش هيحصل أي حاجة لو مكنتش متجوز ، ( تبتسم ) كُنت بس هحس بالفخر أكيد من فكرة إنك عشت عمرك كله متجوزتش عشانِي ، القصد بعد كل ده كلمتك ولما قلتلي إنك ممكن تعمل عرض في إسكندرية عشان أحضره ، كُنت مبسوطة ، مبسوطة على قد قلقي ولخبطتي من لو كان اللي بيحصل ده صح ولا غلط ، خصوصاً لما كدبت عليهم هناك وقلتلهم إني هنزل مصر يومين عشان ماما عيانة ولازم أطمن عليها ، ( تَصمت لثانية كإنها تُجَمّع ما تُريد قوله ، وتُحرّك يديها اليُمنى بانفعال وهي تقوله ) بس عارف .. في اللحظة دي مش حاسة إن فيه حاجة غلط ، يمكن مش من حق حد يحاسبنا عشان بنتمشى سوا ع البحر قصاد أكتر من عشرين سنة محدش فينا حتى سِمِع صوت التاني ، مش كده ؟
ينظر إليها صامتاً ، لا يُجِيب ، ولا يُعَلق ، عيناهَا تَلمَعُ دَمعاً ، ويُحاول قدر المُستطاع ألا ينظر ناحيتها ، قَبل أن تُحاول كَسر حاجز الصمت وهِيَ تَمسح عينيها بطرف يدها
هِيَ : وانتَ إزيك كده ؟
هُو : الحمد لله كده
هِيَ : سَرحت في إيه طيب ؟
هُو ( بنصف ابتسامة ) : مفيش
هِيَ : طب أقولك نُكتة ؟ ، مرة ديناصور بيقول لديناصورة ...
هو : دي قديمة جداً ، دي طِلعت وقت ما كُنا مع بعض يمكن
هِيَ : طب سيبني أكلمها ، يمكن تطلع واحدة تانية
هُوَ : مِش بتاعة البوسة ؟
هِيَ : آه هِيَ
هُوَ : ما هِيَ دي ، عارفها طبعاً ، قولي واحدة تانية
هِيَ : لأ مش فاكره ، كلهم قدام ، أو نُكَت قبيحة
هُوَ ( يضحك ) : آه عارفِك تعزي القباحة مِن يومِك ، السنين مش بتغير الطباع برضه
يَكُونا في تِلك اللحظة قَد تَخطيا المَنْشيّة ، ووصلا عِند المَراكِب في بَحَري
هُوَ : تعالي نِركب مركب من هنا
هِي : بجد ؟
هُوَ : آه بجد إيه اللي يمنع ؟
هِيَ : هتبقى غالية جداً ، حرامية هنا أصلاً
هُوَ : يا سلام ! إيه الكلام الفاضي ده ! ، فيه موانع تانية ؟
هِيَ ( تُفكر لثواني ثُم تبتسم ) : مفيش
يَذْهَب بحماس للاتفاق مَعَ أحد أصحاب المَراكِب ، تَقف لتنتظره ، يُحاسبه ، ثُم يعود إليها
هُوَ : يَلا
تَتَحرّك معه بمَلامِحٍ طُفُولِيّة ، يُمسك يدها كَي تَصعد للمركب الخَشبية ، ثُم يَصعد ورائها ويَتحرّك بِهُم صاحِبها ، تَكُون تَحديداً سَاعة الغَسَق .. وَلَونُ السّماء ذَهبيٌّ ساحِر .. تِلكَ الأوقات التي تَسبق مُفارقة الشمس لها
قَطع
مشهد 4 :
المركب الخشب
غُروب \ خارجي
تَتَحَرّك بِهِم المَركِب ، تَبدو الصورة بانوراميّة للإسكندرية ، كأنُّهم يُشاهدون كُل شيء فيها وهُم في المُنْتَصَف تماماً
هِيَ : إسكتدرية حلوة أوي ، أنا كُنت حاسة إني نسيت قد إيه هِيَ حلوة
هُوَ : انتِ نزلتيها آخر مرة امتى ؟
هِيَ : من حوالي سَنة ، بس العادي إني بنزل كُل سنتين مَرة ، يعني .. تمان مرّات في آخر عشرين سَنَة ، كُل مرة كُنت بحس إني ببعد أكتر عن هنا ، المرة دي مثلاً كُل الأرصفة مِتكسرة ، فيه حاجة غلط
هُوَ : مَفروض إنهم بيكسروها عشان تترصف من جديد
هِيَ : ما أنا لما جيت من سنة كانت برضه متكسرة ، تخيلت إني هنزل السنة دي ألاقيها اتصلحت ولقيت إن مفيش حاجة حصلت ، حتى الأماكن اللي كُنت بحبها ملامخها اتغيرت
هُوَ : مش عارف ، متهيألي لو كُنتِ فضلتي هِنا مكنتيش حسيتي إن حاجة اتغيرت ، الناس لما بتسافر .. بتبقى في الأول غضبانة ومضايقة ، صعب إنك تاخد تاريخك وذكرياتك وكُل اللي عشته من مكان لمكان ، مع الوقت فيه حاجة بتتبني في المكان الجديد بَدل القديم ، ونحس إن القديم ده بقى أبعد واتغير ونقنع نفسنا إن دي طبايع الأمور ، بس ده بيضايقني .. مبحبش أتخلى عن اللي اتعودت عليه ، حتى أصغر الحاجات ، يمكن عشان كده كان صعب نِكمّل مع بعض زمان حتى لو الظروف وقتها كانت في صَفّنا
هِيَ : لو الدنيا كانت مشيت صَح انتَ عارف كان مفروض يحصل إيه ، كان هيفرق وقتها اللي بتقوله ده ؟
يَهز رأسه نافياً
هِيَ : بس مكنش اختياري
يَنظر لها ثُم إلى البحر ، ويمد يده كَي يلامس مياهه ويحركها عليه
هِيَ : بس عارف ، مهما بعدت يعني ، ليَّ حاجات هنا مش هتروح ، ومش بفكر غير إني أدفن هنا حتى لو عشت برة عمري كله
لا يَرد ، يَسمعها ولكنه يبدو سارحاً وهو لازال يُحرّك يده فوق البحر ، تَطرق بأطرافِ أصابعها على جانب المركب ثلاث مَرَّات ، ينظر إليها ويَبتسما بِشدة
هِيَ : انتَ محكتليش عَنّك أي حاجة على فكرة ؟ ، ولا عن حَياتك ، ولا عن بنتك
هُوَ : كُنت فاكِر إننا بنحاول نبعد من أول ما اتقابلنا عن الأسئلة دي
هِيَ : يمكن ، بس أنا دلوقتي بسأل بِجد
هُو : امممم ، حَياة طيّبَة يعني ، مفيهاش أي حاجة مُمكن أقول إنها مُشكلة ، كان صعب أتمنى أحسن من كده حتى لو في وقت من الأوقات مكنش ده تحديداً اللي بتمناه ، ... أقولّك سِرّ ؟
هِيَ : قول
هُوَ : طول ما كُنت بكتب الفيلم وبخرجه كان في حتة مني شعور بالذنب إنّي جايز بخونها وأكيد هتتوجع لو عِرفت إن كُل ده فانتازيا لحدوتة قديمة عشتها ، بس لأ يعني مكنتش بخون حاجة ، ده مش حقيقي أصلاً .. ده زي حلم طويل لراجِل عجوز بيحقق فيه كل اللي محصلش في حياته ، إحنا كده
هِيَ : حِلم متحققش :)
هوَ : فضلت وقت طويل عشان أتصالح مع ليه هو متحققش ، من غير ما حد يتحمّل ذنبه، أو تحديداً من غير ما أحمّلك فوق طاقتِك ، كان صعب أوي في الأول
هِيَ : مكنش سَهل عليّ أنا كمان ، كل حاجة كانت صعبة ، السّفر والوحدة والوجع ، وبعدين قرار الجواز ، مكنش فيه حاجة بسيطة وهيَ بتحصل ، بس أنا كنت بفكر دايماً إنك هتفهم .. كنت متأكدة إنك هتفهم وعُمرك ما هتكرهني
هُوَ : محاولتش حتى أكرهك ، فيه مشكلة كده إن الناس لما تبقى بتحب وبعدين تبعد عن بعض ، بيبقى عندهم غضب يخليهم يسفهوا من كل اللي حصل قبل كده ، ويحاولوا يحبُّوا تاني بسرعة عشان يثبتوا إن الدنيا كويّسة وإنهم أهو زي الفل ومتأثروش باللي حصل ، ويملوا الدنيا بكلام وكلام وكلام عن الحُب ، كله مبيبقاش حقيقي ، دايماً بيبقى فيه حاجة مفتعلة ، أنا حاولت على قد ما أقدر إني معملش كده أبداً ، كان الأسهل طبعاً إني أكرهك وأقول إنها حدوتة وخلصت ، بس أنا رَوّضت نفسي إن عمري ما هتكلم عنّك غير بكل طيّب ، ده كان أصعب بس باين جداً إنه الأصَحّ ، ومع الوقت مبقتش مضطر أتكلم عنّك .. حَبّيت واتجوزت وخلفت وعملت أفلام والحَياة مِشيت كويس أوي ، كان فيه حاجة واحدة بَس بتفكرني بيكِ مهما تَخيّلت إني خلاص نسيتك .. يمكن عشان الحاجة دي عَملت الفيلم
تَنظر إليه بِعَينٍ مُستفهمة دُونَ أن تنطق
هُوَ : كان فيه حِلم بحلمه دايماً
هيَ : حِلم إيه؟
هُوَ : حِلم كِده حلمته في اليوم اللي اتجوزتي فيه وفضل بيطاردني سنين بعدها ، كُنا في المطار وحوالينا ناس كتير وكلهم وشوش معروفة ، كان باين إنك مسافرة وإني بوصّلك ، وفي آخر لحظة قبل ما تطلعي الطيارة ناديتك أسلم عليكِ ، كُل اللي كانوا حوالينا مبقوش موجودين ، حَضنتك وبوستيني في رقبتي ، وقتها أنا كمان بُوستِك ... وصحيت ، ( يَبتسم بتألُّم ) كان حاجة صعبة أوي ، مكنتش فاهِم أنا ليه حلمت بيكِ تاني ؟ ، وكُنت بسأل نفسي كده كُل مرة حلمت نفس الحلم على مدار السنين اللي فاتت ، لحد ما عملت الفيلم .. كُنت بفكر إني لو عملته جايز أبطل أحلم نفس الحلم
تَضع يدها على طرف أنفها لثانية ، تِلك الحركة التي نفعلها حِين نُقاوم رَغبة ما في البكاء
هِيَ : وبطلت تحلمه ؟
يَضْحَك : بقيت أحلم أحلام تانية بالمَشَاهِد اللي صوّرتها
هِيَ : ودلوقتي ؟ بعد ما اتقابلنا تاني
هُو : ما هو اللي إحنا فيه دلوقتي ده برضه يشبه الأحلام ، عارفة .. كتير أوي بفكر في حياتي زي مشاهد السينما ، إيه اللي مش هنساه من اللحظات اللي بتعدّي ، إيه اللي يستحق إن أفضل فاكره دايماً ، كان فيه لقطة كِدَه ليكِ زَمان .. كنا راكبين مع بعض في التاكسي والهوا اللي جاي من الشباك كان بيطير شَعرك وكُنتِ كُل شوية تلميه بإيدك لما ييجي على عنيكِ ، أنا عُمري ما نسيت اللحظة دي .. كان أول حاجة افتكرها لما تيجي على بالي بسبب أو من غير ، دلوقتي لما هفتكرك هفتكرك زي ما انتِ حالاً .. بربطة شعرك والخيوط الصغيرة اللي تحت عنيكِ ونبرة صوتِك اللي بقت أهدى
تَدمع عيناها بوضوح
- لقطة كَبِيرة للمَركب الخَشَبِي فِي عَرضِ البَحر ساعة الغروب
- لَقطة مُتَوسطة ليده وهِيَ تتحرّك فَوق الماء ، تبدأ هِيَ أيضاً في تحريك يَدها بِبُطء
يَقتربا مِنَ الشاطئ ، يَشكر الرَّجُل الذي كان يُجَدّف بهم ، ثم يتحركا لِخارِجِ المَركب ، نَراهُم يخرجان إلى الشارع ويقومان بتعدية الطريق
قَطع
مشهد 5 :
الشَّارِع\سيدي جابر
غروب \ خارجي
تَسِيرُ بِخَطواتٍ سَريعَة ثُمّ تتوقف فجأة وتقول له بنَبرة جَادَة
هِيَ : أنا لازِم أمشي
هُو : ليه ؟
هِيَ : عَشَان سَببين ، الأول إن طيارتي هتبقى الفَجر ، ولازِم أقعد مع ماما شويّة قبل ما أسافر
هُوَ : وإيه السبب التاني ؟
هِيَ : إننا لو فضلنا مَعْ بَعض ساعة كمان .... هَبُوسَك زي ما حَصَل في الحِلم بتاعَك ، ودي حاجة عمري ما هسامح نفسي عليها
ينظر في الجهة الأخرى منها لثواني لا يجد فيها ما يقوله ، ثم ينظر إليها
هُوَ : ولو قُلتلك إني مش عايزك تمشي
هِيَ : ما أنا عارفة ، تفتكر كُنت عايزة أمشي زمان ؟ تفتكر عايزة أمشي دلوقتي ؟ ، بس خلاص بقى .. مِش كُل اللي بنعوزه يحصل بيحصل ، ( تَسكُت وتنظر باتجاهِ الشارع ) ، أنا هوقف التاكسي ده
تَمِدُّ يَدها كَي تُوقف التاكسي ، يَحدُثُ كُل شيء سريعاً ، يَقِفُ التاكسِي وتقول له ( سموحة ) ويومِئ برأسِه ، ينظر هُو مندهشاً من سرعة ما يَحدُث ، تَضع يدها على كنفه سريعاً وتقول له "سلام" ، تَفتح الباب لِكَي تَركب .. ولكنه يركب وراءها ، ويتحرك التاكسي
قَطع
مشهد 6 :
التاكسي
غروب\داخلي
تُحدثه بصوتٍ مخنوق وانفعالٍ مَكتوم
هِيَ : انتَ ركبت معايا ليه ؟ انتَ عَملت الفيلم ده ليه أصلاً ؟ ، أنا اللي غبيّة إنّي جيت
يُحاول أن يهدئها
هُوَ : ممكن تهدِي طيّب
هِيَ : أنا هادية ، بس مَكنش لازم أبداً تِركَب مَعايا
يُهدّئ سائِق التاكسي من سرعته وينظر لهم في المرآة ، تقول له بحدّة
هِيَ : بتبُص على إيه ؟ ، كَمّل في طريقك
يُكمِل السائق سَيره وتَنظر هِيَ من النافذة للخارج
هُوَ : آخر مرة شُفتِك زمان رِكبتي تاكسي مِن هِنا ، مكنتُش عايز أسيبك في نَفس المكان دلوقتي وانتِ مضايقة ويفوت عشرين سَنة تانيين من غير ما أشوفِك ، اهدي
تَبدو ملامخها أقل انفعالاً مما كانت عليه منذ لحظات
هِيَ : أنا آسفة ، أنا بس انفعلت فجأة من غير مُبرّر
يَسْتَريحُ لأنها قد هدأت
هُو : عادِي ، كُنت متعوّد عليكِ كده
تَبتسم
هُوَ : أقولك نُكتة ؟ ، مرة ديناصور بيقول لديناصورة ...
يَضحكان ، ثم يَصمتان قليلاً فِي صَفاءِ
هِيَ : أنا كمان كان دايماً بيجيلي حِلم عَنّك
هُوَ : بُصّي هو أنا مُقَدّر المُجاملة ، حلوة منّك يعني ، بس مش معنى إني قلتلك إني بحلم عنك حلم إنك انتِ كمان تقولي لي إنك بتحلمي عني حلم
تَبتسم
هُو : كان حِلم إيه ؟
هِيَ : كان حِلم ساذج ، كان بيجيني كتير في الشّهر اللي قبل ما أتجوَّز ، يمكن كُل يوم ، وفِضِل يجيني تاني لشهور بَعد ما شُفت إعلان الفيلم بتاعك
هُوَ : .....
هِيَ : بيبقى حواليا ناس ، وشوش كتير أوي ، يمكن كل اللي عرفتهم في حياتي ، وببقى عارفة أميّز كُل واحِد فيهم رغم إن ملامحهم مش باينة ، وبكون قاعدة في النُّص بقشَّر تُفاح ، كُلهم بياكلوا من القِشر والتفاح نَفسه بحطه في سَلة فاكهة موجودة جَنبي ، وبَعدين ... وبعدين بتيجي انتَ وبتبقى الوحيد اللي ملامْحَك واضحة ، بَقَرَّب مِنك وبَحُط سلة الفاكهة اللي فيها التفاح قُدّامك .. وبتاكل مِنّه
للحظات يَنظر إليها ، ثُم ينظر للنافذة بجانبه ، يََتنَفس بِعُمقٍ ويُحرّك رأسه فيما بينَ الاستفهام والغَضب والتعجُّب
هُوَ : ليه كُل ده بيحصل رغم إن عمرنا ما هَنِتْجَمَّع سوا ؟
هِيَ : مش عارفة ، ومش عايزة أفكر عشان كل ده ملوش لازمة ، بعد كام ساعة هسافر هناك مع جوزي وولادي ، وانتَ هترجع لمراتك وبنتك ، هوَ ده اللي أنا عارفاه ومفيش أي حاجة تانية ليها معنى، عِرفت ليه أنا غبية إني رجعت ؟
هُوَ : أنا مبسوط إنك هِنا رغم كل حاجة
لا يَقُولان شيئاً بعدها ، يُثَبت كُل منهما نَظره على الآخر وكأنه يَحفظُ ملامحه التي ستغيب بَعدَ قليل ، ثُم تنظر للخارج ، تَطلب من السائق التوقف لأنهم وصلوا ، يَدفع إليه ثُم يغادران التاكسي
قَطع
مشهد 7 :
أمام بيتها
غروب\خارجي
يَسِيران قَليلاً في صَمتٍ حتى يَصلان أمام بيتها ، خَمس سلالِم طُوبِيّة ثُم باب أبيض
يَمِدّ لها يَده بالسَلام ، بِكُل ما يُفترض في اللحظة من ثِقلِ ما لا نُريده حقاً ولكنه يَجب أن يَحدُث ، تَمدّ يَدها
هِيَ : مُمكن طيّب تستنى دقيقة
ينظر إليها بعدم فهم
هِيَ : دقيقة واحدة ، مش عشان أي حاجة .. عايزاك بَس تفضل دقيقة ، أحاول أستوعب كُل اللي حَصَل وانتَ قُدامي وبعدين امشي
هُوَ : حاضِر
تَجلِسُ على السِلّمَةِ الأولى أَمام مَنزلها وتَضع بجانبها شنطة يدها ، يَجْلِسُ بجانِبها ، تَبدو ملامِحهم هادئة ، ابتسامة رِضا تَبدو على وجه كِليهما ، يَكُونان على هذا الحَالِ لثوانِي .. ثُم تُحَرك رأسها لتضعها فَوق كَتفِه ، تَتّسِعُ ابْتِسَامَتها ، ويَمِيلُ هُوَ برأسه ناحيتها
( نهاية )
- كَادر الفِينالة مِن فِيلم عَبّاس كِيَاروستامي الأخير "Certified Copy" .. لَم يُعرض خَارج كَان ولَم أشهدُه بَعد ، ولَيسَ لَه أَي علاقة بالمَكتوب أعلاه سَوى استخدام الصورةِ فَقَط