14 يوليو 2007

في حُضرة محمَّد مُنير : أحلى بُكرة لينا


إمبارح كان عُمري .. غير عُمري النهاردة !
ده جد مش هزار
يبقى السؤال :

إزاي تبتسم في وش سنة قديمة راحت بحلوها ومُرَّها .. فرحها وجرحها ،، وتفتح بيبان الروح في لدنيا جديدة جاية ؟
اسمع محمَّد مُنير



كنت طول اليوم قاعد بفكر عن مدى التميز والخصوصية في إن دي تكون أول حفلة تحضرها لمحمد منير .. تكون في الدقايق الأخيرة لسنة راحت والساعات الأولى لدنيا جديدة جاية .. هناك وهنا .. تحت السما .. وصواريخها اللي بتزغرت مع فرحة الناس .. ومطرب أسمر واقف ع الستيدج وكام ألف بني آدم إيدهم مشبَّكَة في إيد بعض مبيجمعهنش غير المازيكا اللي محاوطاهم من كل ناحية وصرخة علَّي صوتك بالغنا اللي بتتقال في كل عنوة حتى لو متقلتش !
القاهرة منوَّرة بأهلها

ناس كتير كان يهمني يكونوا موجودين ومكنوش .. لأسباب عائلية عند البعض ومليئة بالندالة عند البعض الآخر ، كان مهم يصرخوا وسط الناس دول ويقولوا لي "كل سنة وانتَ طيَّب" زي الكام ألف بني آدم دول ما قالوها !

المهم .. وصلت الأوبرا الساعة عشرة ونص على حسب نصيحة أحمد "مش هيطلع قبل ساعة ونص من ميعاد الحفلة" – آدي ميزة إنك تعرف واحد مدهلز حضر لمنير حفلات قبل كده ! - .. ونتقابل :
- فين بقيتك
- ماتوا على ما أعتقد !

ندخل جوا ع الساعة حداشر وتلت .. يفضل أهل الخبرة يشتموا في منير متبوعة بجملة "كل مرة يعمل فينا الحركة الوسخة دي" .. تلت ساعة كمان ونسمع هيصة الناس على دخول عبد الله حلمي وشريف نور وياسر الدلجاوي وحازم عبد القادر .. دقايق والمسرح ينطفي ودخان يطلَع ومنير يدخل والناس كلها تسقف للمطرب الوحيد اللي قدر يجمع بين الفن الحقيقي وآلاف واقفين على رجلهم لساعات عشان يسمعوه .. نطلع قدام عشان نبدأ الحفلة الحقيقية :

لانزل سلالمك برجلي
وأطاطي لاجلن أعلَّي
مش لاجل حيرتي القليلة
هيلا هيلا هيلا
هيلا هيلا هيلا هيلا


أوبَّا .. إيه الهبل ده ! .. منير سقط تاني وتالت ورابع كوبلية وحط الخامس مكان الأول والأول مكان الخامس ومقلش الأغنية بخاتمتها ! شخرمت أُم الأغنية يا ملك !
كان مزعج جداً إن دي تكون البداية مع أغنية عظيمة ومهمة زي هيلا هيلا .. التسقيط والتهييس بالشكل ده بيخرجك من موود منير ممكن يصنعه وبيخليك مش مستمتع بحاجة حقيقية لازم تستمع بيها ..

كان لازم مُنير يصالحني بحاجة مهمة أتخطى بيها البداية دي ، كولة عبد الله حلمي بتشتغل وحازم شغال .. يخرب بيتك يا مُنير .. عرفت إزاي ؟ .. يبدأ يغني "علموني عنيكي" .. شَبَكِت معايا وبدأت معاها الحفلة بجد .. ابتسمت لما افتكرت .. خصوصاً إن مُنير مش بيغنيها كتير أو بمعنى أصح نادراً لما بيغنيها ، الحفلة بتسخن بالصوت والرقص والغنا لما يبدأ يغني "يا عندية " بنفس عالي ومازيكا بلا حدود وبروح خلتها – اللي هي بالأساس منزلتش في شريط وأغنية مش في مستوى أغاني كتير لمنير – من أفضل أغاني الحفلة ..

أبص في الساعة ألاقيها 11:57 .. أقفل الموبايل .. وأقول إن الأغنية الجاية دي هي

"Happy Birthday to Me"
هي أكتر حاجة منير بيقولهالي .. والحاجة اللي هتلمس مع لحظة فاصلة فعلاً .. مش عارف ليه تخيلت إنها هتكون "حدُّوتة مصرية" بس لقيت منير بيقولي الحاجة اللي لازم أسمعها :

حبيبي مد إديك
ده العالم ملك إدينا


أشوف قدامي ناس ووشوش عرفتها ومعرفتهاش خلال سنة كاملة .. حاجات بتنوَّر في وسط الطريق وتكون خطوة لقُدََام .. طعم تاني وحاجة تانية ..

أفتكر علاقتنا اللي وصلت للسما خلال فترة قصيرة جداً من غير ما نكون فاهمين إزاي وليه وامتى .. من غير ما نهتم حتى نسأل الأسئلة الغريبة دي ! .. أقول فعلاً "حبيبي مد إديك .. ده العالم ملك إدينا"

الكدب غيطان أحزان
والصدق اللي مدفَّينا


أتصالح تماماً مع ما قد يراه البعض حماقات صغيرة .. أبتسم بشدة .. كل ما فعلته خلال عام بما فيها معاركه الصغيرة الأخيرة .. حُمق كان أو لم يكن .. لم يقترن أبداً بوصف الكذب .. أفخر بنفسي قليلاً .. وأصفق مع منير كثيراً .. وأتذكر جملة العظيمة "إكرام" التي قالتها لي مُنذُ عدة ساعات وأُردد "عمري ما خُنت نفسي"


أحلى بُكرة لينا
تحلى الذكرى بينا

يــــــــــــــــــــــــــــــــــــاه
هابي بيرث داي تو مي ، كل سنة وإحنا طيَّبين .. كل سنة وكل شيء مش شرط يكون بيطير أو بيتم زي ما إحنا عايزينه بس الأمل اللي موجود جوانا اتجاه حاجات كتير بيخلينا نسند حلمنا ونزقه لقدام .. كل سنة والنور دايماً موجود في السما وشايفينه حتى وإحنا قاعدين ع الأرض .. كل سنة ونفس النور موجود جوا الناس اللي بيسندونا طول الرحلة .. نور بيخلينا نصرخ بثقة "أحلى بكرة لينا" .. ويخلينا نشوف وجوهنا وأسامينا متعلقة في السما والذكرى دايماً بتحلى بينا ، أصرخ من جوايا والناس كلها حواليا عمالة تقول وتأكد "أحلى بكرة لينا .. تحلى الذكرى بينا" .. إزاي الدنيا كلها كانت بتقولها معايا في اللحظة دي ؟ .. حلمي والدلجاوي وعبد القادر ونور وباقي الفرقة .. منير .. أنا .. الناس .. عظيم إنك تبدأ صفحة جديدة بكلمة كتبهالك القدر على صوت منير : أحلى بكرة لينا

Tab3an hanwsal .. it's a decision :)

تستمر الحفلة مع بعض التهييس والكثير من الغنا والرقص والتنطيط والابتسامة الحقيقة لناس بيعملوا ده لإنهم ببساطة عايزين يعملوه ..
بنوصل للنشوة الحقيقة في أعلى لقطة في الحفلة لما بيغني منير "الجيرة والعشرة" والناس كلها تقولها معاه .. تخيَّلوا .. روح الشيخ فؤاد .. محمد منير .. حتة صغيرة في دار الأوبرا تشم فيها كلمة مصر .. وكلنا بنغنَّي :

أصل الحكاية
حكايتنا

ابني الإنسان


بعدها بتحصل الفصلة الحقيقية لما بيطلع مي كساب يغني معاها من أول لسمة ! وتامر حسني يغني مع مي نفسها "علي صوتك بالغنا" ومنير يقفلهم ورا يسقَّف !! ، أظرف شيء فعلاً هو التصدير اللي منير صدر بيه طلوعهم وهو بيقول "أنا جمهوري مؤدب .. مؤدب وبيرحب بالضيوف" .. وأثبت له الجمهور بما لا يدع مجالاً للشك إنه شديد الأدب بعد أن واجه الأخ تامر بعاصفة من الــ "*** .. ***" وكأنها لم تقال بهذا الحماس منذ صيحات الجماهير الرافضة للتنحَّي سنة 67 !

قلت وقتها لازم تختم بحاجة حقيقية بعد الهبل اللي انتَ عملته ومخيبش ظني :

نعناع الجنينة
عطرك فريد يتغنى
وصفوك للحبايب
من روايح الجنة
والماشي معاك

يحلم يا ناس يتمنى
وان ضاع عمري ضاع
مايهمنيش أتهنى


وتدخل كولة عبد الله حلمي العظيم عشان تعلن إن آخر غنوة في الحفلة زي ما منير بيعمل دايماً في الفترة الأخيرة هتكون "الدنيا ريشة في هوا" .. عشان تكون آخر كلمة يقولها

لينا أحلى أمانينا
ليه الزمان يكسر قلوبنا
بينا ومادين إدينا

واللي يصيبنا أهو من نصيبنا


ويقدم بعدها فرقته على درامز حازم عبد القادر المُتَمَكَّن في الخلفية اللي لازم يخليك تفتكر يحيى خليل ..
ونروَّح وروحنا ماسكة في إدينا بعد ما قديت ساعتين إلا شوية في أجمل بداية عيد ميلاد في حياتي على "كل سنة وانتَ طيَّب يا محمَّد" اللي قالها منير على طريقته الخاصة لما قال "علموني عنيكي .. وشتا .. والجيرة والعشرة .. وعشق البنات .. ووسط الدايرة .. وقلبي مساكن شعبية .. وحتَّى حتَّى .. وعندية .. وشيكولاتة "
وعصفور .. اللي كان أول مرة يقولها وكانت هدية عيد ميلادي لأحمد اللي لما قلتله :
- انتَ لازم تشكرني على فكرة .. لولايا مكنش هيقولها
- اشمعنى انتَ يعني
- ما دي أول مرة أحضرله يا بني انتَ .. حظي يا ناصح
- ما هو أمين أول مرة يحضر .. ما أشكره هو إيه الفرق ؟؟
رغم إنك متستهلش بس هقولك إيه الفرق : الفرق إن مُنير إمبارح كان بيغنَّي لي أنا !


مُنير :
ليَّ مزاج أسامحك في تضييع غنوة في الحفلة على بالحظ وبالصدف عشان تحيي حسن أبو السعود وصدرتها بكلمة ساذجة أوي وكبيرة أوي على لحن ساذج وتقليدي زي ده .. والغريب يا أخي إنك كنت مغنيله في أول الحفلة لما النسيم ! .. سماح
هسامحك برضه على الحركة بتاعة تامر ومي .. بذمتك يا أخي إزي أصدق واحد زي تامر وهو بيقولي "ولا انهزام ولا انكسار .. ولا خوف ولا .. ولا حلم نابت في الخلا في الخلا" ! مش جمهورك المؤدب جداً كان ليه حق يقول "***" ؟! .. لو كمال الطويل عرف إن واحد زي تامر هيغني آخر ألحانه في يوم من الأيام كان طلع من تربته واداك على دماغك ! .. ما علينا سماح ..
ليَّ مزاج كمان أسامحك ع التهييس اللي عملته في حتى حتى وهيلا هيلا وشتا ..

مُنير :
شكراً على عيد ميلاد سعيد منك ..
شكراً على كل أغنية قلتها – مع استثناء طبعاً "بالحظ وبالصدف" !! -
شكراً خاص على "الكون كله بيدور" اللي غنتها الساعة 11:58 من يوم 13 يوليو 2007 عشان تفتح يوم مُفترج زي 14 يوليو بكلمتك العظيمة اللي لازم تفضل ترن :


أحلى بُكرة لينا
تحلى الذكرى بينا